29 أغسطس 2022

سمات أصحاب «عقلية الضحية»

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية. أصدرت (10) مجموعة قصصية، (4) روايات،(12) نص مسرحي وعدة أعمال درامية وإذاعية .حاصلة على أكثر من( 22 ) جائزة في مجالات الرواية والقصة والمسرحية

سمات أصحاب «عقلية الضحية»

أسهل ما قد يقوم به أصحاب «عقلية الضحية» في حياتهم إلقاء اللوم على الآخرين أو الكون لتجنب حمل المسؤولية، مثل إلقاء اللوم على الآباء لتعثر صحة الأبناء، أو إلقاء اللوم على نظام التعليم لعدم النجاح في المدرسة، أو إعلانات المواد الغذائية التي تصعب على المصابين بالسمنة إنقاص أوزانهم واستعادة لياقتهم، أو اتهام الازدحام المروري بالتسبب في تأخير الناس عن العمل، فلوم نظام أو شخص آخر وتحميله مسؤولية الخطأ يعني أنه لا يوجد دافع للتصرف وتغيير ما لا يعتبرونه خطأهم أو ضمن نطاق مسؤولياتهم.

يشعر أنه محاصر من قبل العالم

ويواجه صاحب «عقلية الضحية» معركة خاسرة في حياته لأنه لا يدرك بأنه يفكر بتلك العقلية ولا يعرف الفرق بين أن يكون الشخص ضحية فعلية أو أن تكون لديه عقلية ضحية تشعره بأنه محاصر من قبل العالم، ويكون دائمًا في وضع سيئ بسبب مكائد الآخرين.

ويشعر صاحب «عقلية الضحية» بالسعادة عند تلقي الاهتمام أو الشفقة نتيجة سوء حظه و«إثارة» ضارة من التباهي بالضرر الذي تسبب فيه الآخرون له.

التذمر والشكوى بشكل مستمر

وتبدو حياة أصحاب «عقلية الضحية» وكأنها سلسلة من الأعمال الدرامية التي لم يكن لهم يد فيها لكنها تجرهم ناحيتها بدون سبب، فهم مستمرون في التذمر ومحاولة لفت الانتباه إلى معاناتهم لأن الحياة ليست عادلة معهم وتجعلهم لا يحصلون إلا على الأسوأ بينما يحصل غيرهم على السعادة الدائمة!

إلقاء اللوم على الآخرين

ويرتكب أصحاب «عقلية الضحية» أخطاء أو يتسببون في تأخيرات كان من الممكن أن يمنعوها، وذلك كي يتمكنوا من إلقاء اللوم على الآخرين أو إبراز بعض الصعوبات المتصورة في ظروف حياتهم فيتسببون بالأضرار بعلاقاتهم مع الآخرين وعلاقات الآخرين مع بعضهم البعض عندما يعملون لجذب انتباه من حولهم وفي اللحظة التالية يلومون شخصاً آخر أو يؤذون أولئك الذين يحاولون مساعدتهم لاعتقادهم أن كل ما يحدث لهم خارج عن إرادتهم ويعود إلى القدر أو الحظ أو أشخاص آخرين.
ونتيجة لذلك، لا يمكن الوثوق بهم أو توقع تحملهم المسؤولية عن نتيجة.

التعامل مع صاحب "عقلية الضحية"

تتمثل إحدى مشكلات التعامل مع شخص ما بعقلية الضحية في أنه من المحتمل ألا يرغب في أي مساعدة وسوف يتفاعل بشكل سلبي مع أي محاولات لتغيير سلوكه أو تفكيره لأنه يجد متعة في التذمر ولا يرغب في تحمل عبء قبول المساءلة الشخصية عن المشاكل التي تحدق به.

وقد يصبح دفاعياً أو يتصرف بطريقة عدوانية سلبية تجاه أي شخص يحاول فقط المساعدة، وهذا يجعل من الصعب التعامل معهم، كما يوجد خطر أن يتهموا من يرغب بمساعدتهم بالتسبب في مزيد من محنهم ومصائبهم!

عقلية الضحية مخادعة جداً ولاشعورية

والمشكلة الرئيسية في «عقلية الضحية» هي أنه لا يوجد لديهم دافع للتصرف أو تغيير أي شيء لاعتقادهم بأنهم ليسوا مخطئين، فعقلية الضحية مخادعة جداً ولاشعورية، لا يدرك صاحبها أنها تتحكم بحياته، وفي الواقع، يبحث ضحايا متلازمة الضحية عن خيبة الأمل لأنها تمنحهم مكاسب الشعور بالسعادة عندما يتلقون الاهتمام أو الشفقة نتيجة لسوء حظهم، ولكن الخبر الجيد أنه يمكن تغييرها عند معرفة ذلك ثم البدء في معالجتها على الفور.

وبمجرد أن يدرك صاحبها انه ضحية عقليته يصبح قادراً على التخلص منها وتحسين حياته بعد استعادة السيطرة عليها.