لا يخفى على أحد أن «السوبر ماركت» هو عالم بحد ذاته. فارتياد هذا المكان يكون لأهداف عديدة ومتشعّبة، فالبعض يرتاده للتسوق والبعض الآخر للفسحة والرياضة، في حين يرى آخرون فيه مجالاً لاكتشاف عوالم أخرى.
فمن أي هؤلاء أنت؟.. «كل الأسرة» استطلعت آراء مرتادي «السوبر ماركت» وحصلت على إجابات مختلفة:
للترفيه وتضييع الوقت
تقصد عائشة الكتبي «السوبر ماركت» للترفيه وتضييع الوقت، كما تقول «في كثير من الأحيان، أعتبر «السوبر ماركت» متنفساً وأجد راحتي في التجوال وقضاء بعض الوقت، وأحياناً أخرى أعمد إلى شراء متطلبات حياتية، وأراعي توافر عروض نهاية الأسبوع في تعاونية الشارقة». ويرتبط التسوق العشوائي بالحالة النفسية لعائشة التي تؤكد أن «مزاجي قد يلعب دوراً في اقتناء فائض عن احتياجاتي».
أهداف محدّدة ووقت مدروس
عزوبية فيصل بلوط، جعلته أكثر دراية بأهدافه المحدّدة عند ارتياد «السوبر ماركت»، «الهدف الرئيسي يكون لتوفير احتياجاتي، حيث أتبضّع وأعود أدراجي فور إنهاء المهمة».
وتستغرق رحلة بلوط ما بين 45 دقيقة وساعة «بعض المرات أتسوق أشياء فائضة عن احتياجاتي، ولكنني في المجمل لا أتخطى الحدود». ويفضل اصطحاب شقيقه وابن عمته، ويضحك عند سؤاله عن التسوق مع عنصر نسائي «النساء يقضين وقتاً طويلاً بين رفوف «السوبر ماركت» ويرغبن في التعرّف إلى كل ما هو جديد، وتفقد كل الأقسام دون ملل».
التسوق متعة وهواية
غالباً ما ترتاد فاطمة عقيل «السوبر ماركت» لتسوق احتياجات المنزل «أحب الوجود في الجمعية التعاونية ليس لتوفير متطلبات المنزل فقط؛ بل من باب الاستمتاع واستكشاف أشياء جديدة».
وتبين «أرى في التسوق متعة ومحاولة للاطلاع على كل جديد، والمفاضلة بين المنتجات، حيث آتي بمفردي للاستمتاع بالمغامرة نحو ثلاث مرات أسبوعياً. وبالطبع لا بد من الوقوع في فخ التسوق العشوائي، ولكن ألتزم أحياناً بقائمة المشتريات التي أدوّنها»، تقول ضاحكة.
عوالم في عالم
يخوض محمد نعيم عوالم عدة من خلال تماسه مع المكان، فـ«السوبر ماركت» بالنسبة له، هو عالم يعايشه ويعيشه ويتعرف فيه إلى وجوه جديدة وثقافات متنوعة «أرتاد مركز التسوق لتوفير احتياجات المنزل، ولكن أعرّج لشرب فنجان قهوة في حال كنت في إجازة، وحتى أشاهد فيلماً جديداً في السينما».
«مجموعة عوالم في عالم»، هكذا يصف نعيم علاقته بالسوبر ماركت «لا يقتصر المكان على الشراء؛ بل يتجاوزه إلى رصد ما حولك من وجوه وأحداث، وقضاء وقت ممتع في المساحات المحيطة بـالسوبر ماركت».
آية ربيع مع فنجان قهوتها
هروب من الضغوطات
«السوبر ماركت هو كل شيء بالنسبة لي»، هكذا تبادرنا آية ربيع؛ إذ تشرح «مهام عديدة أقوم بها عند زيارتي للسوبر ماركت، حيث أشتري متطلبات المنزل، كما أقضي بعض الوقت، هروباً من ضغوطات المنزل وأعبائه لتناول قهوتي اليومية». وتلقي المتطلبات بعبئها على الميزانية الشهرية لآية، التي تردف ضاحكة «هذا الشهر «اخترب بيتي»، وبالأخص عندما أزور السوبر ماركت وأنا مكتئبة. فقد أعمد إلى شراء ما أحتاج إليه وما لا أحتاج إليه»، وتوجز «السوبر ماكت هو عالم بحد ذاته نجد فيه أنفسنا ونلتقي بوجوه نعرفها أو نتعرف إليها للمرة الأولى».
مكان للترفيه والاستمتاع
لا تختلف نظرة يوسف محمد الحمادي «للسوبر ماركت» عن غيره، فهو يجده فيه «مكاناً للاستمتاع والترفيه»، وبالأخص أنه يملك الكثير من الوقت بعد حصوله على التقاعد، وامتلاكه عضوية تعاونية الشارقة وبعض مراكز التسوق، كما يقول. وعلى الرغم من إعداده قائمة بالاحتياجات، فإنه لا يتردد في تجاوزها بشراء أشياء أخرى، «عادة ما أرتب موعد التسوق ليكون مرة كل أسبوعين، والالتزام بقائمة المشتريات التي أضعها بنفسي أو تكتبها زوجتي، لكن ذلك لا يمنع من أن تكون هناك زيارات أخرى خلال هذه المدة لشراء بعض البضائع، خاصة مع توافر عروض مناسبة».
روتين وواجب مملّ
وتحرص أم سالم على أن تكون زيارتها «للسوبر ماركت» عند أول كل شهر، ولكنها لا تجد في التسوق أي متعة «فعادة ما يرتبط التسوق بالشعور بالسعادة؛ كونه وسيلة للترويح عن النفس وقضاء أوقات جميلة، لكن بسبب ضيق الوقت وكثرة الالتزامات ومسؤولية الاهتمام بالأبناء والواجبات المدرسية، فقدت لذة هذه المتعة ليصبح التسوق بالنسبة لي روتيناً وواجباً ملزمة بأدائه».
التسوق والإحساس بالجوع
بخلاف كثير من الرجال، يجد عبدالله الهاجري الذي يتشارك وزوجته مهمة ارتياد «السوبر ماركت» في التسوق متعة كبيرة، ويوضح «نحرص على تبضع احتياجات المنزل مرّتين أسبوعياً وتتزامنان مع بداية الأسبوع ومنتصفه بحسب وقت فراغ كل منا، وبحكم التعود، أجد الأمر ممتعاً وسلساً لا يستغرق أكثر من نصف ساعة، لكن لا أنصح الأشخاص الذين يشعرون بالملل بزيارة السوبر ماركت».
وعن التسوق العشوائي، يقول الهاجري «يلعب إحساس الجوع خاصة في شهر رمضان دوراً كبيراً في شراء كثير من الأشياء لا نكون بحاجة إليها»، ويضيف «بينما تخرج زوجتي كثيراً عن القائمة، أحاول الالتزام بها، وإن تجاوزتها يكون ذلك لاحتياجات مهمة تتعلق بالأطفال».
التسوق للقضاء على الملل
قد تكون لزيارة «السوبر ماركت» دوافع أخرى إلى جانب قضاء الوقت. ويكشف حسن جابر «كوني أعيش وحيداً وأملك الكثير من وقت الفراغ، أجد نفسي وبدون تحديد للوقت أو الالتزام بقائمة، في زيارة «للسوبر ماركت» لشراء احتياجاتي أو ممارسة الرياضة أو «أكزدر» دون شراء أي شيء لتمضية بعض الوقت»، مؤكداً«لا أجازف بشراء العروض وإن بأسعار رخيصة وكميات كبيرة إلا إذا كانت صلاحيتها لفترة طويلة».
تحقيق: سلام ناصر الدين - وفاق سلمان
تصوير: السيد رمضان