27 مارس 2023

3 استراتيجيات نفسية تجنبنا التسوق العشوائي في رمضان

محررة في مجلة كل الأسرة

3 استراتيجيات نفسية تجنبنا التسوق العشوائي في رمضان

«لا تتسوق وأنت جائع ولا تتسوق وأنت صائم»، هذه الدعوة تواكب شهر رمضان الكريم، حيث يربط الخبراء النفسيون والاقتصاديون بزيادة معدل الإنفاق في هذا الشهر، استناداً إلى أن الحالة النفسية للفرد تنعكس على مسار الاستهلاك.فالجائع أو الصائم قد يجد نفسه منجذباً إلى شراء كل ما يشتهيه، بعيداً عن الأخذ بالاعتبار الفرق بين ما يحتاج إليه وبين ما يريده.

والسؤال: لماذا التوجه نحو اقتناء فائض من المنتجات وبالأخص في شهر رمضان المبارك؟

تحلل الدكتورة فاطمة راشد المنصوري، استشارية نفسية ومؤسسة «حلك لهمك للاستشارات النفسية» عن بعد، هذا التوجه باعتبار أن «قراراتنا الشرائية لا تعتمد على دراستنا للخيارات بشكل مكثف؛ بل تستند إلى قرارات سريعة مبنية على معتقدات فكرية خاطئة».

تضرب مثالاً عن التسوق في رمضان «هذا الأمر مرتبط تسويقياً بفترة التخفيضات، بيد أن المتسوق سواء كان امرأة أو رجلاً، يعتمد قرارات سريعة خاطئة في التسوق وهو صائم، كون الصوم مرتبطاً بالجوع والتوتر، فيشتري المنتج المسوق له أكثر في «السوبر ماركت»، دون الأخذ في الاعتبار النوعية أو السعر»، لافتة إلى ارتباط الشراء بالشعور العاطفي المرتبط بالشهر الفضيل «حيث يشتري المتسوق أكثر ليجمع العائلة أكثر في شهر يأتي مرة واحدة في السنة».

تسوق الفرد وهو صائم يقوده إلى اتخاذ قرارات خاطئة قد تقوده إلى الشعور بالندم نتيجة الهدر والإسراف

وفي هذا الصدد، تنحو دراسات علم النفس إلى اعتبار التسوق اضطراباً وعلاجاً في الوقت نفسه. ففي حين تلفت بعض الدراسات إلى أن التسوق يحسن الحالة المزاجية للفرد وقتياً في حال معاناته من الحزن أو شعوره بالاكتئاب، فإن استطلاعات أخرى تظهر أن التسوق العشوائي يولد ما يسمى بـ «المزايا الزائلة» التي تذهب بمجرد الشعور بالندم فور اكتشاف ما ترتبت عليه الخطوة من اقتناء أشياء غير ضرورية وقد تعد من الكماليات.

3 استراتيجيات نفسية تجنبنا التسوق العشوائي في رمضان

تؤكد د.المنصوري، وهي مديرة تنفيذية لعيادة نيو بيجينينجز النفسية أيضاً، أن التسوق يحسن الحالة المزاجية للفرد وبالأخص المرأة.

تشرح «يشتت التسوق انتباه الشخص بعيداً عما يؤرقه إلى ما يسعده، وخاصة أن «السوبر ماركت» يزدان بالألوان المتنوعة والأصوات المرتفعة، كما يعتمد المتسوق على حواس اللمس والشم وأحياناً التذوق، ما يجعل الفرد حاضراً نفسياً وفكرياً، بعيداً عن الأفكار السلبية، كما يعزز الشراء فكرة اهتمام الإنسان بنفسه وبمن يحب، ويشكل التسوق وسيلة لإحساس الشخص بالأمان».

ووفق د. المنصوري، قد تكون ظاهرة الشراء في رمضان نتيجة تأثير عدوى الشراء المجتمعية على الفرد، أو ما يسمى نظرية التوافق العاطفي، وقد يتسم بـ«الحالة المرضية» «في حال أنفق المتسوق كل ما يملك في فترة قصيرة، ما يحتاج إلى تقييم وعلاج سريع.

يمكن تفادي تداعيات التسوق العشوائي وغير المدروس عبر ثلاث استراتيجيات نفسية نتسلح بها قبل خوض غمار التسوق وتزودنا بها د.المنصوري، بحيث ترتكز الاستراتيجيات النفسية في اتخاذ قرارات الشراء على التنبه للأفكار الخاطئة.

3 استراتيجيات نفسية تجنبنا التسوق العشوائي في رمضان

التسوق في حالة نفسية جيدة إحدى الاستراتيجيات الناجحة للتسوق المدروس

مجرد الإلمام بهذه الأفكار الخاطئة كفيل أن يجنبنا التسوق العشوائي، ومن هنا ترتكز الاستراتيجيات النفسية على:

  1.  المنتجات التي يسوق لها أكثر ليست بالضرورة هي الأفضل.
  2.  التنبه إلى حالتنا النفسية عند اتخاذ قرارات الشراء، كالتبضع في حالة هدوء وراحة وشبع، والتركيز على تفادي الإسقاطات العاطفية على المنتجات.
  3.  فكرة أن ما تراه أمامك هو الموجود والمتوفر فقط هي فكرة خاطئة، وعلينا البحث عن بدائل شرائية أخرى.