23 يناير 2021

إنعام كجه جي تكتب: إعدام امرأة

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

إنعام كجه جي تكتب: إعدام امرأة

كثيرون انتظروا مغادرة دونالد ترامب للسلطة وتسليمها إلى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. لكن أكثرهم ترقباً كانت ليزا مونتيجومري، المرأة البالغة من العمر 52 عاماً وتقيم في عنبر الإعدام بسجن ولاية أنديانا. منذ 16 عاماً وهي تنتظر قرار الموت. لكن السلطات الفيدرالية لم تعدم امرأة منذ سبعين عاماً. وكان الرهان على ترامب. فإما أن يختم ولايته بإعدامها أو أن يأتي بايدن فيمد من سنواتها في الحياة.

إن ليزا مجرمة. وهي قد ارتكبت ما لا يجرؤ عقل على تخيله. أرادت أن يكون لها طفل بأي وسيلة من الوسائل. بحثت في «النت» ووقعت على شابة في الثالثة والعشرين من العمر تدعى بوبي، لها مزرعة لتربية الكلاب في ولاية ميزوري. كانت بوبي حاملاً في أشهرها الأخيرة. وقد قادت ليزا سيارتها وذهبت لرؤية المرأة الحامل بحجة رغبتها في شراء كلب. ثم قتلتها وشقت بطنها وانتزعت الجنين من الرحم وأخذته معها. ثم جرى القبض على المتهمة وحوكمت وصدر عليها حكم بالإعدام.

لا أود الخوض في بشاعة الجريمة لأنها مما ترتعش له الأبدان. لكن محامي ليزا حاولوا الدفاع عنها بأنها تعاني اضطرابات نفسية. أما عقوبة الإعدام فهي قضية أخرى. ولن يكون سلب روح امرأة أشد قسوة من انتزاع روح رجل. إن الأمريكيين يتجادلون في قضايا المساواة بين الجنسين لكنهم، في هذه القضية، اعترضوا على تنفيذ الحكم بدافع تمييزي. وقالت محامية القاتلة إن كل الذين تابعوا تفاصيل إعدامها شعروا بالخزي. وهو إجراء كان بعيداً عن العدالة.

قبل أيام حانت ساعة التنفيذ. ولم يكن ترامب قد غادر البيت الأبيض بعد. وتم حقن المتهمة بحقنة من مادة «الليثل». وخلال دقائق كان خدر الموت قد تسلل إلى شرايينها. وتناقلت وكالات الأنباء خبر أول أمريكية يجري إعدامها من سبعين سنة.
حكاية مؤلمة شديدة المرارة، لكن تبقى هناك حلاوة في أسفل القدح. فالجنين عاش ولم يمت بعد انتزاعه من رحم أمه، كان طفلة تم استعادتها من قاتلة والدتها وتسليمها إلى عائلتها وقريبا ستبلغ سن الرشد.