06 سبتمبر 2023

4 تقنيات لتعزيز المرونة النفسية و"إعادة التوافق" مع الضغوط اليومية

محررة في مجلة كل الأسرة

4 تقنيات لتعزيز المرونة النفسية و

ترخي الضغوط بثقلها على حياتنا اليومية، ما يتطلب توافقاً أو «إعادة توافق مع البيئة»، فلا يمكننا العيش بمنأى عن الضغوط التي تعتبر جزءاً من يومياتنا والمطلوب «الصمود النفسي».
تتناول الأخصائية أميرة عبدالله، مستشار نفسي وسلوكي ومدرب دولي معتمد، محور الصمود النفسي، متوقفة عند مقولة عالمة النفس سوزان سي كوباسا «تعرضنا للضغوط أمر حتمي لا مفر منه، فواقع الحياة محفوف بالعقبات والصعوبات وأشكال الفشل والنكسات والظروف غير المواتية، ونحن لا نستطيع تجنب الفشل أو الإحباط أو الشعور بالاغتراب، ولا يمكننا الهروب من متطلبات التغيير في النمو الشخصي في أي مرحلة من مراحل حياتنا المعاصرة، أي لا حياة بدون ضغوط وحيث توجد الحياة توجد الضغوط».

4 تقنيات لتعزيز المرونة النفسية و

تستند عبدالله إلى تعريف الجمعية الأميركية لعلم النفس عند مفهوم الصمود النفسي أو المرونة النفسية كونها «قدرة الشخص على البقاء على اتصال باللحظة الحالية أثناء اختيار سلوكه وفقاً للموقف والقيم الشخصية، بغض النظر عن كل الأفكار والمشاعر والأحاسيس الجسدية غير السارة، وهي عملية التوافق الجيد والمواجهة الإيجابية للشدائد، والصدمات، والنكبات، أو الضغوط النفسية العادية التي يواجهها البشر، مثل المشكلات الأسرية، ومشكلات العلاقات مع الآخرين، والمشكلات الصحية الخطيرة، وضغوط العمل، والمشكلات المالية».

كما يعني الصمود النفسي «القدرة على التعافي من التأثيرات السلبية لهذه الشدائد أو النكبات أو الأحداث الضاغطة والقدرة على تخطيها أو تجاوزها بشكل إيجابي ومواصلة الحياة بفاعلية واقتدار».

4 تقنيات لتعزيز المرونة النفسية و

مكونات الصمود النفسي

تتوقف عبدالله عند 4 مكونات أساسية للصمود النفسي:

  • النهوض وتخطي عقبات الحياة
  • تقبل أحداث الحياة
  • المثابرة لإنجاز الهدف رغم العقبات
  • القدرة على إدخال الآخرين في حياة المرء أثناء الظروف العصيبة

دورة الصمود النفسي.. من التدهور إلى التعافي واستعادة التوازن

وإذ ترصد أبعاد الصمود النفسي عبر «التعاطف، التواصل والتقبل»، تقدم عبدالله المفاهيم المرتبطة بالصمود تبعاً لـ «كان بول بيرسال» حيث يعرف الصمود النفسي بـ «الأداء النفسي للأفراد أثناء المحن والشدائد».

وتمر دورة الصمود النفسي، وفق بيرسال على النحو التالي:

  • التدهور: تنمو مشاعر الغضب أو الحزن والإحباط، مؤدية إلى مزيد من التدهور، فيبدأ الفرد في إلقاء اللوم على الآخرين، أو التقليل من قيمة الذات.
  • التوافق: يرتد الفرد مرة أخرى عكس مسار التدهور، ما يسمح له بالتأقلم مع الأوضاع الراهنة، بعد اتخاذ بعض التدابير والإجراءات التي تمكنه من التغيير.
  • التعافي: يواصل مسار الفرد في النهوض، وتكون مرحلة التوافق بمثابة وسيلة للوصول إلى التعافي.
  • النمو: يتعلم الفرد من تجاربه ويصل إلى أداء نفسي مرتفع، وهو ما يسمى باستعادة التوازن للفرد في الاتجاه التصاعدي.

أهمية الصلابة النفسية

  1. تخفف من حدة الضغوط التي تواجه الفرد
  2. الاستفادة من أساليب مواجهة الضغوط وتخفيض تهديد الأحداث الضاغطة
  3. تحمي من الاضطرابات النفسية أو الجسدية.

ما هي سمات الأفراد ذوي الصلابة النفسية المرتفعة؟

يتميز الأشخاص ذوو الصلابة النفسية المرتفعة بـ:

  • القدرة على الصمود والمقاومة
  • إنجاز أفضل
  • لديهم وجهة داخلية للضبط
  • أكثر ميلاً للقيادة والسيطرة
  • أكثر مبادرة ونشاطاً ويكونون ذا دافعية أفضل

4 تقنيات لتعزيز المرونة النفسية و

طرق لزيادة الصلابة النفسية

تتضمن الصلابة النفسية 3 أبعاد:

البعد الأول: الالتزام

عنصر الالتزام من أكثر مكونات الصلابة النفسية ارتباطاً بالدور الوقائي للصلابة ويتكون من مجموعة أبعاد، وهي:

  1. الالتزام نحو الذات: ويقصد به اتجاه الفرد نحو معرفة ذاته وتحديد أهدافه الخاصة في الحياة وتحديد اتجاهاته الإيجابية على نحو يميزه عن الآخرين.
  2. الالتزام نحو العمل: ويقصد به اعتقاد الفرد بقيمة العمل وأهميته سواء له أو للآخرين واعتقاده بضرورة الاندماج في محيط العمل وكفاءته في إنجاز الأعمال الموكلة له.
  3. الالتزام الديني: ويقصد به التزام الفرد بعقيدة الإيمان الصحيح، وظهور ذلك في سلوكياته بممارسة ما يأمر به الله وما ينهى عنه.
  4. الالتزام الأخلاقي: ويقصد به التزام الفرد بالقيم والأخلاقيات التي ترجع في أصلها إلى الأديان والعقائد.
  5. الالتزام القانوني: ويقصد به اعتقاد الفرد بضرورة الانصياع لمجموعة القواعد والأحكام العامة وتقبل تنفيذها بواسطة السلطة المختصة.

البعد الثاني: التحكم

يتضمن التحكم أربع صور رئيسية:

  • القدرة على اتخاذ القرارات والاختيار بين بدائل متعددة ورصد كيفية التعامل مع المواقف.
  • التحكم المعرفي: القدرة على استخدام بعض العمليات الفكرية بكفاءة عند تعرض الفرد للمواقف.
  • التحكم السلوكي: القدرة على المواجهة وبذل الجهد مع دافعية كبيرة للإنجاز والتحدي.
  • التحكم الاسترجاعي: يؤدي استرجاع الفرد لمثل هذه المعتقدات إلى تكوين انطباع محدد عن الموقف، ورؤيته على أنه موقف ذو معنى.

البعد الثالث: التحدي

وهو اعتقاد الفرد بأن ما يطرأ من تغيير على جوانب حياته هو أمر مثير وضروري أكثر من كونه تهديداً له. ولكي تكون لديك صلابة نفسية، يجب أن تمرن ذاتك على الالتزام والتحكم في انفعالاتك وعقلك وتحديث نفسك.

4 تقنيات لتعزيز المرونة النفسية و

كيف يمكننا زيادة وتعزيز مرونتنا النفسية؟

تلفت الأخصائية عبدالله إلى تقنيات وخطوات، سبق وأشار إليها علماء النفس، لتعزيز المرونة النفسية:

  1.  تعلم شيء جديد يومياً:هذه التقنية تحفز العقل، حيث إن قراءة قصة أو تعلم كلمة جديدة بلغة جديدة وغيرها يعد تمريناً عقلياً رائعاً ينشط الهياكل المهمة في عقلك.
  2. التغيير في الروتين اليومي للفرد: فالقيام بأشياء مختلفة عما اعتدته في يومك قد يكون فاعلاً، أي تغيير، كتغيير طريقة جلوسك أو حتى الخروج إلى مكان جديد، يمنح مرونة أخرى لعقلك من خلال تعزيز طرق مختلفة غير نشطة.
  3. خوض تجارب مختلفة أو القيام بأشياء مغايرة مختلفة: يمكنك ارتداء ملابس مختلفة عما ترتديه عادة، أو تجربة طريق مختلف للعمل، أو طلب وجبة لم تتذوقها من قبل. وهذا بدوره ينشط ويحفز الدماغ في الطرق الجديدة التي تساعد على الحفاظ على العقل والروح متوازنة ورشيقة.
  4. القيام بأنشطة مرهقة: قد يكون تحدياً لك أن تدافع عن نفسك عند تعرضك للظلم أو للأذى من شخص ما. عبر عن مشاعرك ودافع عن نفسك أو حادث نفسك وقم بأي نشاط مرهق يعزز جانب التحدي لديك أو حتى بمغامرات غير مسبوقة لكن بشكل معتدل ومنتظم.