22 أكتوبر 2023

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

محررة في مجلة كل الأسرة

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

مع بداية العام الدراسي الجديد، يفتح السكن الجامعي أبوابه أمام الطالبات ليحتضهن مجدداً، بعد إجازة صيفية حملن فيها معهن من السكن ذكريات ومواقف وقصصاً، ليعدن إليه بشوق وحماس، ويسطرن في ساحاته الواسعة وغرف نومه الدافئة والقاعات المخصصة للدراسة، قصصاً جديدة تحمل معاني النجاح والانضباط والعمل، وليخلقن مجتمعاً من الصداقات.

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

كان لنا جولة في سكن جامعة الشارقة الجامعي، حيث تختلف حياة الطالبات عن حياة أولئك اللاتي يعدن إلى منزلهن بعد يوم دراسي طويل، فالطالبة في السكن الجامعي تفتقد الحنان والدلال الذي تجده بين أفراد أسرتها، لكنها بالمقابل تحصل على ما يقوي شخصيتها ويزيد من صلابتها من خلال الاستقلالية والاعتماد على الذات، والانضباط بقوانين السكن الجامعي، الأمر الذي يشعرها بقدرتها على تحمل المسؤولية في مرحلة مبكرة من عمرها، قبل الانطلاق في الحياة العملية والزوجية..

فكيف تكون الحياة داخل جدران المدينة الجامعية المحصنة؟ وما أجمل الدروس التي تتعلمها الطالبات في السكن الخاص؟

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

طالبات السكن الجامعي.. صديقات بمثابة الأهل

توضح جواهر علي، تخصص هندسة صناعية وإدارة هندسية، «أستعد للاستقرار في سكن الطالبات بتوفير الاحتياجات المعيشية اليومية والإقامة في السكن قبل فترة الدراسة المحددة، وفي السكن تتوفر دروس حياتية للطالبات، تمنحهن حس المسؤولية مبكراً، والتحكم بزمام الأمور، قبل دخول معترك الحياة. ولكن بالمقابل، يسيطر علينا في السكن شعور بالوحدة وافتقاد جمعة الأهل وصحبة الأصدقاء.

أما بالنسبة لقوانين السكن، فهي صارمة نوعاً ما من حيث توقيت ومواعيد دخول الطالبات وخروجهن، ولكن تبقى فترة السكن الجامعي من أفضل التجارب التي مررت بها، لأنها عرفتني إلى صديقات بمثابة الأهل، نتشارك جميع المواقف المفرحة والمحزنة، وقد كبرنا معاً في بيئة توفر لنا جميع مستلزمات الراحة والدارسة للتفوق الدراسي، ومن الأماكن المفضلة لي الحديقة الداخلية، حيث نرفه عن أنفسنا في أجوائها الجميلة.

ونصيحتي للطالبات المستجدات، استغلال هذه السنين لتكون من أجمل فترات حياتهن، ستكون صعبة في البداية وجديدة، لكن السكن مع مرور الوقت والأيام سيكون منزلهن الثاني».

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

التزام بالصلاة وقراءة الأذكار

وتقول الطالبة ميثاء علي الشحي «أنا ابنة شهيد الوطن من إمارة رأس الخيمة، بدأت مسيرتي الدراسية في جامعة الشارقة في تخصص التسويق، وأستعد للانتقال للسكن الجامعي بحماس، أشتري أدوات المطبخ، وتعلمت الطبخ من أمي حفظها الله، ودخولي السكن الجامعي رائع حيث يتم استقبالنا بالحب والترحاب، فقوانين السكن ليست صارمة ويمكننا التعايش معها، وعندما تبدأ عطلة نهاية الأسبوع وأعود لمنزلي أشتاق لصديقاتي، حيث نتعلم أشياء جديدة ونتشارك ثقافاتنا.

وهنا تغيرت شخصيتي للأفضل، أصبحت مسؤولة عن نظافة الغرفة وطبخ الطعام وغسل الملابس، وهذا أنمى من قدرات شخصيتي. ونصيحتي للطالبات الجديدات أن يعشن التجربة بإيجابية ويكن قدوة لغيرهن بالتزام الصلاة وقراءة الأذكار».

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

احترام خصوصية الطالبات داخل السكن الجامعي

من جهتها، تنصح نوف خميس الطالبات المستجدات في السكن أن يجلسن مع زميلاتهن في السكن في بداية العام، ويتحدثن عن الأشياء المقبولة والمرفوضة لديهن، «لا ننكر أن لكل منا شخصية وأسلوب حياة مختلفين، فهناك من تحب الدراسة ليلاً، وأخرى طبيعة دراستها تحتاج إلى وقت أطول مثلي كطالبة طب بشري وجراحة، لذا أجد صعوبة في الاندماج كثيراً مع الزميلات وتكوين الصداقات، فأنا أعيش هذا العام في سكن منفرد، وأجهز غرفتي كأني أجهز بيتي، لأني أبقى أسبوعين متتاليين غالباً، وهذه الاستقلالية التي اكتسبتها أفادتني كثيراً، ومنحتني شخصية أقوى ومختلفة عما كنت عليه من قبل».

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

السكن الجامعي .. توفير الوقت ومشقة الطريق

أما فجر محمد، فالسكن يقربها من كل مكان في الجامعة، «أشتاق لأهلي ومنزلي وأفراد عائلتي، لكني في الوقت نفسه أشعر بالراحة في السكن، فهن لطيفات جداً معي، كما يسمح لنا مشاهدة الأفلام والمسلسلات، وفي فترة الإجازة أشتاق كثيراً لصديقات الجامعة فكل يوم أحدثهن ونتواصل معاً حتى في الإجازة. ولقد تغيرت كثيراً من ناحية الدراسة وتنظيم وقتي، فلا أنام في وقت متأخر، وأركز في الدراسة والمحاضرات».

سكن الطالبات الجامعي... يقوي الشخصية ويعزز حس المسؤولية

السكن الجامعي يخلق حالة إيجابية بين الطالبات

تعقيباً على حديث الطالبات، حاورنا إحدى المشرفات على سكن الطالبات، حمدة حسن، والتي لفتت للعديد من الأمور التي يحرص السكن على تعزيزها لدى الطالبات، «تعيش الطالبات تجربة ثرية وإيجابية، فقد رصدنا حرص طالبات عربيات على السكن أو التقرب من طالبات من الصين مثلاً، ليتعرفن إلى ثقافات وعادات مختلفة، وبالنسبة لاستقبال العام الجديد، فنحن نتعامل مع الطالبات الجديدات بأسلوب مختلف عمن يدرسن في السنوات الدراسية الأخيرة، أما كل الطالبات فنستقبلهن باحتفال كبير، حيث يتلقين أدوات دراسية جديدة وهدايا، ونتيح لهن الفرصة للتعارف والتواصل، ولا يتوقف السكن عن تنظيم احتفالات في مناسبات مختلفة خلال العام، وهي فرصة لاكتشاف مواهبهن الفنية كذلك.

أما بالنسبة لدوري كمشرفة فهو الحرص على الحفاظ على الحالة الإيجابية بين الطالبات، وتفهم حالتهن النفسية والظروف التي قد تمر بها كل فتاة خلال العام، كما نعمل جميعاً على مشاركة الطالبات أفراحهن وأحزانهن، فلا نشد طوال الوقت، ولا نرخي في أوقات تستلزم الحزم».