08 نوفمبر 2023

هل تريد أن تعرف أسرار الأسرة السعيدة؟.. إليك ما توصلت إليه أبحاث ودراسات العلماء

أستاذة وباحثة جامعية

هل تريد أن تعرف أسرار الأسرة السعيدة؟.. إليك ما توصلت إليه أبحاث ودراسات العلماء

من تنشئة الأطفال إلى العلاقة الطيبة مع أهل الزوجين، بماذا يختلف أولئك الذين يعيشون حياة أسرية سعيدة عن أولئك الذين يعانون علاقات أسرية متوترة؟

هل تريد أن تعرف أسرار الأسرة السعيدة؟.. إليك ما توصلت إليه أبحاث ودراسات العلماء

أمضى علماء الاجتماع والمعالجون النفسيون عقوداً في دراسة وتقصي الأسباب وديناميات العائلات، إلا أن اكتشافاتهم بقيت طي الدراسات المتخصصة لا يطلع عليها المعنيون بها.. وها هو الكاتب ديفيد نفين يضع ببساطة بعضها بين أيديكم من خلال هذا الكتاب «الأسرار البسيطة للأسر السعيدة».

يقول ديفيد أن العائلة بنية اجتماعية قديمة بقدم التاريخ البشري، لكن، وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزناه في الكثير من المجالات، لا نزال نسمع عن الحياة العائلية كما لو أنها نوع من رياضة خطرة.

والأسوأ أن أناساً كثيرين يشعرون كما لو أن حياتهم العائلية خارجة عن السيطرة أو أنها ببساطة محبطة. لذا نحن نحتاج إلى درجة عالية من الواقعية وليس إلى أغاني ورقصات تنشد تسامي الحياة العائلية، لأن الحياة العائلية ليست مثالية لكنها ليست خطيرة وبشعة كذلك. ويقدم هذا الكتاب، في كل فقرة منه، نتائج أبحاث لا تعد ولا تحصى وخلاصات لعلماء نفس وعلماء آخرين درسوا جميع نواحي الحياة العائلية اليومية، ليصلوا إلى مبدأ عملي وتطبيقي يمكن لكل واحد منا أن يستوحي منه.

الأسرة تصنع منك إنساناً جديداً

لكل منا اسم وتعريف لنفسه وهويته. ماذا يحصل لهذه الهوية حين نتزوج وننجب أطفالاً؟ إذا كنت تريد أن تسعد بحياتك العائلية، ينبغي على هذه الهوية أن تتغير. هذا لا يعني أنك لم تعد أنت، لكنه يعني أن أسرتك جزء منك ولا يمكن أن يفهمك أحد ما لم يفهم هذا المبدأ. الرجال الذين يعتبرون أن أطفالهم جزء من هويتهم يكونون أكثر استجابة لحاجاتهم وأشد ارتباطاً عاطفياً بهم وأقل قسوة عليهم أو لامبالاة.

استمد قوتك من تركيزك

الالتباس والازدواجية أمر معيق. كثيرون من الناس لا يستطيعون أن يتقدموا في حياتهم لأنهم ليسوا متأكدين من الاتجاه الذي يجب أن يسلكوه. واحد من أقوى مصادر الفرح في من يلتزم بالحياة الأسرية هو انعدام الالتباس. فهدفك واتجاهك هو تأمين حياة أسرتك.

قد تشعر أحياناً أن هذا الأمر يشكل حدوداً لك أو عبئا عليك، لكن عليك الاعتراف بقوته كدافع للتخطيط لمستقبلك. إن التركيز على هدف واضح في الحياة هو عامل إيجابي للشعور بالرضى لدى أكثر من 55 بالمائة من الأهل.

جد مكاناً للعيش يناسب أسرتك

إن الجزء الأكبر من حياتك الأسرية سيدور في المكان الذي تختاره منزلاً لك أو بالقرب منه. فهذا المكان يحمل تأثيراً كبيراً في تجارب أفراد أسرتك، والمجتمع الذي تعيش فيه بإمكانه أن يكمل كل ما تحاول فعله من أجل أسرتك وقد ينافسك فيه. لذا عليك أن تجد مكاناً تعيش فيه يلبي احتياجاتك. إن الناس السعداء في محيطهم يكونون سعداء بنسبة 25 بالمئة أكثر في حياتهم العائلية.

عدم الكلام يعني كلاماً

ماذا نعني حينما لا نقول شيئاً؟ قد لا نعني شيئاً البتة. لكن بالنسبة إلى الكثير من الناس، وبالأخص الأطفال، يشكل عدم التواصل مصدراً للقلق. حين لا نقول شيئاً البتة، نترك الباب مفتوحاً أمام أسوأ السيناريوهات والفرضيات. إن أسرتك تحتاج إلى أن تسمع منك شيئاً حتى لو ظننت أنهم يعرفون ما ستقوله. كلما كان التواصل قليلاً بين الكبار والصغار، صار الصغار أقل إحساساً بالأمان في علاقاتهم العائلية.

نحن من يصنع نجاح عائلاتنا

يشعر الكثيرون ممن عاشوا حياة أسرية صعبة في طفولتهم بالقلق إزاء تنشئة أسرة سعيدة. والحقيقة أن التزامنا بأسرتنا هو الذي يحدد حياة أطفالنا أكثر من أي تجربة ماضية عشناها. كما أن طفولة الأهل السعيدة والرائعة لا تجعلهم أهلا رائعين بشكل تلقائي.

لا بأس في أن تكون على حق حين يكون الجميع على خطأ

تحمل المسؤولية معها أعباء خاصة بها. وفي حين يفكر الآخرون بأنفسهم وحاجاتهم المباشرة، عليك أن تفكر بحاجات جميع أفراد أسرتك على المدى الطويل. وليس من السهل أن نرى الأشياء بطريقة مختلفة أو أن نتبع ما نظنه الطريق الأسلم بالمقارنة مع ما يظن الجميع أنه الأسلم. لكن أهمية اتخاذ القرار السليم على المدى الطويل أكبر بكثير من أهمية اتخاذ القرار الذي يعجب الجميع على المدى القصير. وكن على ثقة أن الأطفال، حين يكبرون، سيقدرون لك تلك القرارات.

دع أهدافك تعيش معك

قد تكون وضعت جانبا أهدافك المهنية من أجل أسرتك، أو ربما تخليت عنها بالكامل. وفي هذه الحالة، لا بد أنك ترى أسرتك عائقاً أمام تحقيق أهدافك. لذا من المهم ألا نضع أهدافنا جانباً أبداً. أبق أهدافك معك، أبقها في ذهنك في كل خطوة تخطوها وجد طريقة حتى تكيفها مع الحياة التي تعيشها. ما من سبب أبداً للتخلي عن أهدافك طالما أنك قادر على توأمتها مع أولويات حياتك الأسرية.

لقد أشارت الدراسات أن النساء اللواتي يحاولن الموازنة بين العمل والأسرة عن طريق تكييف أهداف حياتهن لتتماشى مع تغير ظروفهن هن الأكثر سعادة.

إحك لأطفالك حكاية عائلتك

حتى تولي شخصاً اهتمامك يجب أن تعرف شيئاً عنه. وهذا صحيح بالنسبة إلى العائلات أيضاً. إذا كنت تريد لأطفالك ألا يهتمون فقط بمن هم من جيلهم، ولكن بالأجيال التي سبقتهم كذلك، حتى تلك التي توفاها الله، عليك أن تجعلهم يعرفونها، لأن الاهتمام يأتي من خلال المعرفة التي تشكل أساس الاحساس بالارتباط. حين تتقاسم وأطفالك تاريخ عائلتك، تقوي الرابط بين أفراد العائلة وهذا بدوره يقوي الرابط بين أفراد أسرتك المصغرة.

أنت تحدد طفلك كل يوم

لا يملك الأطفال مؤشرات عديدة تقول لهم من هم وكيف ينجزون ويتصرفون في حياتهم. مؤشرهم الأكبر هو أسرتهم. ما يشعر به الطفل إزاء علاقته بأسرته هو أكثر ما يحدد صورة الطفل أمام نفسه من أي شيء آخر. لذا، على الأسرة أن تظهر للطفل قبولها له في كل يوم من حياته. فالأطفال الذين يشعرون بدرجة عالية من الحب والدعم الأسري يحملون صورة ذاتية إيجابية عالية.

أصغ بدون أن تحكم

حين تسمع شيئاً مزعجاً أو مخيباً للأمل، هل تصغي لما يقال؟ هل تصغي إلى وجهة نظر ومشاعر المتحدث؟ أم أنك تنتظر فرصتك حتى تبدي رفضك وتعبر عن خيبة أملك؟ خيبات الأمل جزء من الحياة اليومية في حياة كل أسرة. لكن الشيء الذي يخيب أملك عادة ما يكون أقل أهمية بكثير من الرسالة التي تبعث بها من طريق ردة فعلك. أن تبقي على احترامك وحبك لأولادك على الرغم من خيبة أملك لا يهدد وجهة نظرك كما أنه لا يهدد جو الحب والأمان في أسرتك.

عش بحسب آراءك ومعتقداتك

كيف تنقل ما هو مهم بالنسبة إليك؟ كيف تتأكد من أن أسرتك تشاطر معتقداتك وقيمك؟ أسهل إجابة هو أن تقول لهم دائماً ما تفكر به، وهي على الرغم من أنها الطريق المباشر ستكون طريقا غير فعال. أفضل طريقة لنجاحك في جعل أسرتك تشاطرك معتقدتك هو أن تعيشها أمامها كل يوم وتظل على محبة أفراد أسرتك بغض النظر عن معتقداتهم.

فالناس يستجيبون إزاء ممارسة المعتقدات أكثر مما يستجيبون إلى الطلبات. كما أن الشعور بالعلاقة الوثيقة والوقت الذي تمضيه الأسرة معاً أنجح بكثير في نقل القيم والمعتقدات إلى الأطفال من التحدث عنها.

الأهل أسس وليسوا جدراناً

بما أن الأهل جزء مهم جدا من حياة أطفالهم، تجد الشبان الذين يخرجون إلى الحياة يقارنون أنفسهم بشكل تلقائي بأهلهم. لكن هذه المقارنة لا تجدي كثيراً. فالفشل في تحقيق مستويات الأهل كما النجاح في تخطيها سيكون مصدرا لخيبة الأمل. هذا لأن المقارنة تشكل إنجازاً لهدف لا مكان له. انظر إلى أهلك على أنهم أسس ساعدتك للوصول إلى حيث أنت وليس على أنهم جدار يجب أن تتسلق عليه حتى تنجح.

اجعل من «ما يجب» ومن «ما أريد» الشيء ذاته

كثيراً ما يكون ثمة فرق كبير بين ما يجب أن نفعله وما نريد أن نفعله. يجب أن نأكل خضاراً لكننا نريد أن نأكل بيتزا... ضمن هذه المنافسة، كثيرا ما يكون الفوز لـ «ما نريد» حتى لو لم يكن جيدا بالنسبة إلينا. والشيء نفسه قد يحدث في الأوضاع العائلية.

عليك باستخدام أوقات فراغك حتى تدعم فرداً من أفراد الأسرة، لكن أنت تريد أن تفكر بنفسك أولاً. والطريقة لتخطي هذه المشكلة هي ألا تحاول دائماً أن تنكر ذاتك، بل أن تزيد من تقييم ما يجب أن تقوم به. ومع الوقت يمكنك أن تزيد من الإحساس بالرضى حين تزيد التوازن بين ما تريد وما يجب أن تقوم به.

لا نهاية لعمليات التكيف

إن بناء حياة سعيدة أشبه ببناء قصر من الرمال. قد تبدو حياتك رائعة للحظة، ولكنها سرعان ما ستتغير، سواء أردت هذا أم لا. لذا من المهم أن تستمتع بكل خطوة على الطريق. استمتع بالعمل، واستمتع بالتحضير لما سيلي وحتى بإمكانك أن تستمتع حين ينبغي عليك أن تكف عن بذل الجهد لتنتظر ما سيحدث.

إقرأ أيضاً:
- لماذا يقل الرضا في الحياة الزوجية؟
- الصمت العقابي بين الأزواج.. أداة إصلاح أم معول هدم؟