09 نوفمبر 2023

كيف يخطط الشباب الإماراتي لمستقبل وظيفي مستدام؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف يخطط الشباب الإماراتي لمستقبل وظيفي مستدام؟

تحت شعار «مواهب مستدامة»، تستقبل المنصة التي تشرف عليها دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، الكثير من المواهب الإماراتية الشابة، الأمر الذي يعكس حرص دولة الإمارات على تأهيل الشباب لشغل وظائف المستقبل، بل واستقطاب المواهب من خلال معارض التوظيف والتواصل معهم كي يكونوا جزءاً من مسيرة التطور والتقدم التي تشهدها البلاد.

فما هي التحديات التي تواجه الشباب في البحث عن وظائف مهمة في المستقبل؟وما الفرص المتاحة لهم في الوقت الحالي؟

كيف يخطط الشباب الإماراتي لمستقبل وظيفي مستدام؟

تعطي دولة الإمارات الأولوية في التوظيف لشباب الوطن، وذلك ضمن العديد من المبادرات مثل تلك التي أطلقتها دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، بالتعاون مع مجلس شباب دبي، على هامش الدورة الأخيرة لمعرض رؤية الإمارات للوظائف 2023، مشروع «صمم مستقبلك الوظيفي» والموجهة لخريجي الجامعات وطلبة الثانوية العامة، والمشروع يتيح للطلبة تصميم مستقبلهم الوظيفي، وطموحهم وتخيلهم لما سيكونون عليه خلال السنوات المقبلة. ولقد استطلعت «كل الأسرة» رؤى الشباب تجاه هذه الوظائف وحاورتهم حول ما يبذلون من جهد للحصول عليها واستحقاقها في ظل التحديات والمنافسة التي تواجه جيلهم، خصوصاً أن الدائرة صممت «منصة حكومة دبي» بما يتماشى مع استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ «كوب 28»، المقرر تنظيمه في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر.

كيف يخطط الشباب الإماراتي لمستقبل وظيفي مستدام؟

استقطاب الشباب لمستقبل الاستدامة

قدمت فاطمة حسن طلبها في برنامج «مواهب المستقبل» للابتعاث الدراسي، أحد البرامج الرائدة التي أطلقتها بلدية دبي، والذي يهدف إلى جذب واستقطاب طلبة الجامعات من مواطني دولة الإمارات في عدد من التخصصات العلمية المطلوبة في سوق العمل الداعمة لمجالات عمل البلدية «لدي رغبة في معرفة المزيد عن الوظائف المتاحة في مجال إعادة تدوير النفايات، لذلك قدمت في البرنامج كي أعرف كل جديد في مجال الاستدامة وإعادة التدوير كون هذا المجال من أبرز احتياجات المجتمع في الفترة الحالية».

خبرة مبكرة في سوق العمل

قرر عبد القادر ناصر العمل بعد التخرج في الثانوية العامة الاستفادة من الخبرة المبكرة المتاحة في سوق العمل «الاستعداد للمستقبل يحتاج إلى سرعة ومواكبة، وقد قررت البحث عن وظيفة لمعرفتي بقدراتي التي ما زالت تحتاج إلى احتكاك وخبرة، لذلك لا أشترط وظيفة معينة، لكنني أبحث عن عمل في القطاع المدني، الطيران أو الشرطة، فأنا أحتاج إلى الممارسة، وأن أشعر بذاتي داخل كادر وظيفي، خصوصاً في القطاعات الخدمية التي تتطور يوماً بعد يوم».

كيف يخطط الشباب الإماراتي لمستقبل وظيفي مستدام؟
أماني علي

استمرار في الوظيفة والتطور

ترى المهندسة الميكانيكية في ورشة حكومة دبي، أماني علي، أن البرنامج مثال يحتذى للعمل في تخصص خدمي مستدام «أعمل في ورشة حكومة دبي لصيانة المركبات الحكومية، وأرى أن الورشة بحاجة للمزيد من الكوادر الشابة في هذا التخصص، خصوصاً أنها تحتضن الشباب وتدربهم بجانب الوظيفة، فأنا معهم وأنا طالبة في كلية التقنيات العليا، وقد دعموني للاستمرار والتطور وأعطوني كامل الخبرة التي أحتاج لها للانضمام إليهم، خصوصاً أنني أحب عملي وأنصح كل شاب ألا يضع شروطاً للوظيفة التي يريدها، وأن يصمد في المؤسسة التي يعمل فيها لسنوات طويلة، حتى يتطور معها بما يواكب احتياجاتها في المستقبل، بدلاً من الاستعانة بكوادر خارجية».

التدريب في مكان العمل

تقول هيا أحمد «أبحث عن وظيفة منذ فترة طويلة ولكن دون جدوى، فربما كان الأمر يحتاج إلى ضرورة التسجيل في أحد برامج التأهيل والتدريب في إحدى المؤسسات التي تقدم هذه الخدمات بالفعل، فأنا أحب القطاع الأمني والتفتيش في المطارات، وقدمت لهذه الوظيفة في مجموعة الإمارات، وقد علمت أن هناك برامج تدريب وتأهيل قبل الالتحاق بالعمل».

أما تخطيط للمستقبل بالنسبة لسيف الشهراني، فهو يعتمد على تأمين مستقبله المادي، ويضع الراتب الذي سيحصل عليه في أولوياته «المستقبل يحتاج إلى مال في البداية كي أتمكن من تأسيس المشروع الذي يواكب المرحلة القادمة، لذلك لا يمكن أن أقبل بوظيفة راتبها قليل لأقضي بها سنوات من عمري وأخرج منها لوظيفة أخرى».

الحذر من سرعة المستقبل

يعمل أحمد علي موسى في القطاع الخاص بدوام جزئي، ويبحث عن عمل حكومي بدوام قصير مناسب لدراسته «أرى أن المستقبل المستدام يحتاج إلى تنسيق بين مواعيد العمل والراحة والاستمتاع بوقت الفراغ، فنحن نبحث عن مستقبل أفضل لنا ولأولادنا الذين سيأتون إلى الحياة فيجدون آباءهم يعملون ليل نهار بسبب سرعة الحياة وقلة الفرص». تبني الطلبة الخريجين وتشرح عائشة الحمادي، مديرة إدارة الموارد البشرية في بلدية دبي، مبادرة «رواد» لتأهيل حديثي التخرج التي أطلقتها البلدية لتتبنى من خلالها الطلبة المتخرجين حديثاً من المؤسسات التعليمية المعتمدة «المبادرة تهدف لتدريب الطلبة وتأهيلهم وتزويدهم بالمهارات والقدرات والمعارف ضمن المجالات الفنية والمهنية بالبلدية، وتتيح الفرصة أمامهم للتجربة العملية الميدانية والاحتكاك المباشر مع مواقع العمل ومحيطه، وتنمية مهارات التعامل مع الآخرين بروح الجماعة، وتعزيز القيم المؤسسية الأساسية كالتنافسية والاستباقية والإيجابية والمشاركة».

كيف يخطط الشباب الإماراتي لمستقبل وظيفي مستدام؟
منال الصوري

من جانبها، تبين نائبة رئيس الموارد البشرية للتوطين وإدارة تعزيز تجربة الموظفين في مجموعة الإمارات، منال علي الصوري، «نحرص في قطاع الطيران على تدريب خرجي الجامعات أو الثانوية العامة قبل الالتحاق بالوظائف المتاحة لهم لدينا، كما أن لدينا برامج تأهيل الشباب مثل «الدراسات العليا» و«المحطات الخارجية»، وتشمل برامجنا أيضاً المنح الدراسية لخريجي الجامعات، وبرنامج الطيارين المبتدئين، وبرنامج هندسة صيانة الطائرات AMEL، وبرنامج المنح الدراسية لتكنولوجيا المعلومات».