1 يونيو 2021

د. نوال الحوسني: من المتوقع ارتفاع عدد الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة إلى 42 مليون وظيفة

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

د. نوال الحوسني: من المتوقع ارتفاع عدد الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة إلى 42 مليون وظيفة.

رغبتها بالتفرد والخروج عن التقليدي هو ما أثار شغفها لمجال الطاقة الذي تطمح أن تمثل فيه دولة الإمارات في منصات عالمية بدور أكبر مما هي عليه، تنقل فيها إنجازاتها وتعرض فيها أدائها، بدأت مسارها المهني متدرجة تاركة خلفها بصمة في كل مكان، تولت مسؤولية قطاع الاستدامة في شركة مصدر لتنتدب بعدها للأكاديمية الدبلوماسية حتى تكليفها بمهام المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا».

هي الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، التي أطلت في حوارها معنا على أهم إنجازات دولة الإمارات في مجال الطاقة المستدامة واستراتيجية الوصول إليها وتأثيرها في قطاع اقتصاد المستقبل.

خلال اجتماعات مجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» السابع عشر في 2019
خلال اجتماعات مجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»عام 2019

كيف ترصد د. نوال الحوسني مسارها في مجال العمل؟

بعد التخرج في جامعة الإمارات عملت في إحدى المكاتب الاستشارية، وبعد عام عدت للجامعة للعمل بصفة مساعد تدريسي، انضممت للعمل في القطاع الحكومي بالعمل في إدارة هندسة المشاريع في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، حصلت بعدها على منحة لدراسة الدكتوراه، وبعد عودتي انتقلت لإدارة التخطيط في القيادة إلى أن حظيت بفرصة الانضمام لشركة مصدر وتوليت مسؤولية إدارة قطاع الاستدامة وتوسعت مسؤولياتي مع مرور الوقت، انتدبت بعد ذلك للعمل في الأكاديمية الدبلوماسية عام 2018، وبعد عام من ذلك التاريخ صدر مرسوم تكليفي بمهام المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا».

من المتوقع أن يرتفع عدد الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة عالميا إلى 42 مليون وظيفة بحلول عام 2050

وفقا لأحدث إحصاءات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، شهدت مشاريع الطاقة المتجددة زيادة في معدلاتها بالرغم من توقعات انخفاضها أسوة بباقي القطاعات الأخرى، ما هو السر وراء ذلك؟

ارتفع حجم الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة بأكثر من الضعف، من 1136 جيجاواط حتى 2537 جيجاواط، وفق التقرير الإحصائي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» لعام 2019 يدل على ارتفاع مستمر في الوعي والإدراك، على مختلف المستويات وفي كافة القطاعات، لأهمية تعزيز دور الطاقة المتجددة في مجتمعات المستقبل الذكية والمستدامة، لما فيه صون مواردنا الطبيعية وحماية بيئة الكوكب وخفض الانبعاثات ودعم جهود خفض معدلات ارتفاع درجة حرارة الأرض.. وإلى جانب الاستدامة هناك جانب إيجابي آخر على مستوى الفرص الاقتصادية لهذا التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة عالميا إلى 42 مليون وظيفة بحلول عام 2050، كما أن نجاح استثمارات البحث والتطوير في ابتكار تقنيات جديدة في مجال الطاقة المتجددة انعكس إيجابا على توجه الكثيرين نحو الاستثمار طويل الأجل في هذا القطاع المستقبلي الحيوي.

ماذا عن خطة الإمارات لخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وتحسين استخدام الطاقة، وإلى أين مضت الخطة حتى الآن؟

تحولت دولة الإمارات، بدعم وتوجيهات قيادتها الرشيدة، من مستهلك لتكنولوجيا الطاقة النظيفة والمتجددة إلى خبير عالمي ضمن هذا القطاع الحيوي والمهم لجهود خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميا، وذلك بعد أن وضعت الدولة خلال العقد الماضي تحول الطاقة كأولوية استراتيجية تركز على زيادة حصص الطاقة النظيفة والمتجددة في مزيج الطاقة المتوفر لديها، كما أعطى تعيين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مبعوثا خاصا لدولة الإمارات للتغير المناخي، زخما جديدا لريادة الدولة الجهود العالمية في هذا المجال وهو يؤسس لعقد شراكات استراتيجية مع الدول والمنظمات العالمية لتعزز تبني الحلول المبتكرة التي تحقق الاستخدام الأمثل للطاقة.

ما هي محاور استراتيجية الإمارات للطاقة النظيفة حتى عام 2050، وما تأثيرها في معالجة تغير المناخ ليس في الإمارات فحسب بل على مستوى العالم؟

تستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة النظيفة 2050 تعزيز كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة من 25% إلى 50%، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050، تأخذ الاستراتيجية بعين الاعتبار نموا سنويا للطلب يعادل 6%، وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة القادمة، ما عزز من موقع الدولة بصفتها المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» في تعزيز نشر استخدام حلول الطاقة المتجددة عالميا.

مع سفير جمهورية سنغافورة لدي دولة الإمارات

شهدت الفترة الأخيرة عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقية المناخ العالمية في باريس مرة أخرى، نرجو إلقاء الضوء على تأثير هذه الخطوة في مجالي الطاقة النظيفة والحفاظ على المناخ؟

يضع «اتفاق باريس للمناخ» أولوية خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 40% على الأقل، ولا شك أن عودة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة إلى الاتفاق مهمة جدا، كونها ثاني أكبر منتج عالمي للطاقة، كما أن الخطوات العملية التي باشرتها، مثل تعيين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي حول المناخ السيد جون كيري، تبعث رسائل إيجابية لتعزيز العمل العالمي المشترك من أجل المناخ.

بلغ عدد المشاريع الممولة من قبل صندوق أبوظبي للتنمية نحو 90 مشروعا في مجال الطاقة المتجددة استفادت منها 65 دولة في مختلف دول وقارات العالم

هناك توجه إماراتي فيما يتعلق بنشر حلول الطاقة المتجددة حول العالم وكما هو معروف وجود استثمارات إماراتية تزيد على 14 مليار دولار في مناطق مختلفة من العالم، ما الخطة الإماراتية فيما يتعلق بتوزيع أو نشر الطاقة المستدامة والمتجددة، خاصة في البلدان النامية؟

دولة الإمارات حاضرة في المبادرات العالمية والفعاليات الدولية الداعمة لتحقيق تحول الطاقة وتوفير حلول الطاقة المتجددة، واستثمارات الدولة في هذا النوع من المشاريع يساهم في تحقيق التنمية وأهدافها المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة للعقد المقبل.

بلغ عدد المشاريع الممولة من قبل صندوق أبوظبي للتنمية نحو 90 مشروعا في مجال الطاقة المتجددة استفادت منها 65 دولة في مختلف دول وقارات العالم.

في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك في سبتمبر 2019
في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك في سبتمبر 2019

ما حجم الطاقة التي تم توليدها من خلال هذه المشروعات، وما الهدف الرئيسي لصندوق أبوظبي للتنمية في تقديم المساعدة للدول النامية في مجال مشروعات الطاقة المتجددة؟

الأرقام التي أعلنها صندوق أبوظبي للتنمية في يناير الماضي تظهر نموا نوعيا في عدد المشاريع التي مولها في قطاع الطاقة المتجددة والتي وصل عددها حتى نهاية عام 2020 إلى 90 مشروعا بقيمة إجمالية استفادت منها 65 دولة في مختلف قارات العالم، تجاوزت الطاقة الإنتاجية الإجمالية لتلك المشاريع 9.7 ميجاواط ما انعكس إيجابا على توفير كهرباء مستدامة إلى آلاف القرى والمناطق الريفية والنائية وتخفيض ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون سنويا، بحسب البيانات التي قدمتها الدول المستفيدة، ونأمل أن يتواصل هذا الزخم الذي تحققه دولة الإمارات ومشاريعها الريادية في مجال أبحاث وابتكارات وتمويلات الطاقة المتجددة للوصول إلى النجاح المنشود في وضع حد للتغير المناخي.

تشغل النساء اليوم حوالي 32% من الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة عالميا وهي نسبة تتزايد باستمرار وتفتح المجال أمام الكفاءات من النساء الرائدات والطموحات داخل الدولة وخارجها

تمثل د. نوال الحوسني وجها مشرقا للمرأة الإماراتية من خلال سجلها الوظيفي المشرف، هل هناك نماذج نسائية إماراتية أخرى تتولى مناصب مهمة وتضع سياسات معينة فيما يتعلق بالطاقة النظيفة؟

تشغل النساء اليوم حوالي 32% من الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة عالميا، وهي نسبة تتزايد باستمرار وتفتح المجال أمام الكفاءات من النساء الرائدات والطموحات داخل الدولة وخارجها ممن يمتلكن شغفا بالمساهمة في تصميم مستقبل مستدام لعالمنا وحماية بيئة ومناخ كوكبنا من خلال اختيارهن لتخصصات علمية ومهنية ووظيفية في قطاع الطاقة المتجددة، وقد حلت دولة الإمارات في المركز الأول في تمكين المرأة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021» الصادر عن البنك الدولي وتوفيرها فرصة إبداعية للمرأة بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة لتحقيق الريادة والنجاح الذاتي والمهني في كافة الميادين والتخصصات من أبرزها قطاع الطاقة المتجددة خاصة في ظل التحولات الحاصلة في أنماط العمل والإنتاج في عالم ما بعد «كوفيد-19».

ماذا عن الفرص الواعدة والمتجددة التي يحملها قطاع الطاقة النظيفة للمواهب والكفاءات، وما تأثيرها في قطاع اقتصاد المستقبل؟

تؤكد نتائج تقرير «الطاقة المتجددة والوظائف» الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» ارتفاع عدد الفرص الوظيفية في القطاع إلى حوالي 11.5 مليون وظيفة عالميا عام 2019، بزيادة نحو 500 ألف وظيفة عن العام الذي سبقه.

الدكتورة نوال الحوسني

أين تجد د. نوال الحوسني بصمتها؟

هذا السؤال يمكن أن يجيب عنه من واكب مسيرتي من الأشخاص فلكل منا نظرته المختلفة، ربما أرى في نفسي أشياء يراها الآخرون بشكل مختلف، نجاح الشخص لا يحدده هو بنفسه إنما المحيطون به بالتالي كل إنسان يقدم ما يمكنه والبصمة هي ما يراه الآخرون، وبطبيعتي لا ألتفت للوراء لأرى ما أنجزته.

 

مقالات ذات صلة