د. فايزة فلكناز على غلاف مجلة كل الأسرة
عشقها للفروسية وارتباطها بالخيل قاداها لدراسة التخصص الجامعي ومن ثم مجال العمل، كانت ضمن أولى الدفعات التي تخرجت في قسم الطب البيطري بجامعة الإمارات بالعين، عززت ذلك بشهادات تخصص من المجر وإيرلندا أهّلتها لتأخذ مكانها ضمن الكوادر الطبية الإماراتية المتميزة، لتصبح طبيبة معتمدة من اتحاد الإمارات للفروسية والاتحاد الدولي للفروسية.
هي الدكتورة فايزة فلكناز الفقي، أول طبيبة بيطرية في قسم الفروسية في إدارة الدوريات الخاصة بشرطة أبوظبي، التقتها الصحفية مروة محمد حسين لنتعرف إلى طبيعة عملها.
عن سبب اختيارها هذا التخصص الفريد، خاصة للنساء، تقول"لا يوجد شيء صعب أمام طموحات المرأة الإماراتية التي يتم دعمها بشكل كبير من قبل قيادتنا الرشيدة، فكم يزيدني حماسة ترجمة هذا الدعم على أرض الواقع، واختياري لهذا المجال جاء لقناعتي بأهمية وجود التخصصات المختلفة مثل الطب البيطري، وتلبية حاجة سوق العمل من الكوادر الوطنية، إذ يعتبر هذا المجال من التخصصات النوعية التي لابد من توافرها من أجل سلامة الإنسان وصحة الحيوان، كما جاء اختياري أيضاً لعشقي للخيول منذ الصغر، ولا يوجد شيء ملائم للرجل ولا يصح للمرأة، والتي يعرف عنها أنها أكثر دقة وثباتاً، وقدرة على العطاء، وإنجاز المهام الموكلة لها على أكمل وجه".
تؤمن د. فايزة فلكناز بأهمية الدراسة الأكاديمية في الارتقاء بقدرات الفرد ودعمه في مسيرته العملية، تشرح ذلك بقولها "كنت ضمن أول دفعة تخرجت في كلية الأغذية والزراعة - قسم الطب البيطري في جامعة الإمارات بالعين، واكتسبت خلال الدراسة العلم النافع ومهارات إدارة الحياة، وغيرها من الصفات التي تضمن لصاحبها ألا يقبل بأن يكون سوى في الصفوف الأولى وأن يتميز ويبحث دوماً عن الارتقاء بذاته، فأنا فخورة كوني ضمن الذين درسوا في هذا الصرح الكبير، وبعد التخرج درست فصلين دراسيين في عاصمة المجر، وأكملت تدريبي في أفضل مستشفيات الخيل في إيرلندا، وبعد العودة إلى أرض الوطن تدربت في مستشفى الشارقة للخيول، وكنت مرافقة طبيب، وكتبت بعض الدراسات العلمية عن الإصابات في الخيل".
والدي هو أكبر الداعمين لي، وهو من له الفضل في إنارة دربي
رغم اعتراض بعض أفراد أسرتها في البداية، تمسكت د. فايزة بشغفها ودعمها والدها وشجعها، توضح " كان هناك اعتراض من بعض أفراد أسرتي عدا والدي، الذي ترك لي حرية الاختيار وتحمل تبعاته، وشجعني كثيراً للتمسك بالشيء الذي أحبه فهو يعلم جيداً عشقي للفروسية وارتباطي بالخيول، فكان في تلك الأيام أكبر الداعمين لي في كل خطوة أخطوها، وهو من له الفضل في إنارة دربي وتحفيزي على دراسة ما أحب".
تُعد أول طبيبة بيطرية في قسم الفروسية في إدارة الدوريات الخاصة بشرطة أبوظبي، التي تتيح المجال للاهتمام بالكوادر الطبية الإماراتية وتمنحها الفرصة لإثبات ذاتها، تؤكد "العمل في هذا الكيان يعد متعة في حد ذاته حيث بيئة العمل المحفزة التي توفر كل مقومات النجاح من أجل ارتقاء الموظفين وتميزهم، فأنا أستمتع كثيراً بعملي وأؤدي المهام الموكلة إلي على أكمل وجه سواء كانت مكتبية أو ميدانية".
وتكمل "أود أن أثني على جهود القيادة الشرطية واهتمامها برفد إداراتها بأفضل الكوادر الوطنية في جميع المجالات، بعد تسلحهم بأعلى الدرجات العلمية في أعرق الجامعات العالمية، ليأخذوا دورهم ومكانتهم في مسيرة التطوير والتحديث".
تعتبر نفسها محظوظة لحصولها على وظيفة أحلامها في قسم الفروسية في شرطة أبوظبي، تقول "كنت متابعة جيدة لمشاهدة المراسم التي يكون للخيول دور فيها، وهو ما زاد من فضولي كثيراً ودفعني إلى الاستفسار عن الأمر وبمجرد أن علمت بوجود خيول للشرطة قررت أن أتقدم للوظيفة، التي أعتبر نفسي محظوظة لحصولي عليها، فمن أجمل النعم التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان في حياته أن يعمل ما يحب وليس ما يفرض عليه".
أما عن الخدمات المقدمة للخيول في العيادة البيطرية، تؤكد" يتوفر لدينا كل ما يحتاج له الخيل، إذ تولي شرطة أبوظبي اهتماماً خاصاً بتلك المسألة، فالعيادة البيطرية لديها مجهزة على أعلى مستوى وتقدم خدمات طبية عالية الجودة في كل وقت وهذا سبب النجاح في إبقاء الخيول بصحة جيدة، ناهيك عن الكفاءات المدربة سواء كانوا من الطواقم الطبية أو الإدارية".
الخيول مثل البشر لديها خصال مختلفة وطرق تواصل متنوعة
استطاعت أن تبني جسورًا من التواصل مع الخيول وتفهم عالمهم ومشاعرهم ، بشغف تقول "الخيول مثل البشر لديها خصال مختلفة وطرق تواصل متنوعة وتحتاج منا إلى فهم الآلية التي على أساسها يتم التواصل، ودائماً ما يكون هناك رابط بين الخيل والطبيب لا يتوقف على العلاج فقط، بل الاهتمام بامتطائها ومصادقتها، فالخيل كالطفل يحتاج إلى رعاية واهتمام، بل وإظهار ذلك بشكل مستمر".
تكمل "الخيول من الحيوانات التي تتعلم بسرعة وتبني أفكاراً وعواطف بناء على تجارب سابقة، وهي رفيق رائع للإنسان وربما تمده بما لا يستطيع أن يحصل عليه من البشر، فهي تتميز بالعاطفة والذكاء والإلهام وتبني لغة مشتركة تتواصل بها مع مدربيها، والحمد لله استطعت أن أبني مع الخيول التي أشرف عليها هذا الجسر من التواصل، الذي يسهل عملي ويجعلها تستقبل أوامري بيسر".
يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، مثلها الأعلى وقدوتها الرياضية في سباقات الخيل، تقول عنه "رفع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، علم الدولة في بطولات العالم للقدرة ورسم الطريق أمام أبناء شعبه من أجل أن يكونوا في الصدارة في كل المشاركات الرياضية، فسموه هو ملهمي ومثلي الأعلى في هذا المجال الذي أحبه".
تصوير: محمد السماني
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد 1430) بتاريخ 9 مارس 2021
اقرأ أيضًا: حوار خاص مع منى الشامسي أول إماراتية وخليجية ترأس لجنة الفروسية