16 نوفمبر 2023

سعيد الرميثي: الأطفال هم الأكثر استجابة لتطبيق الاستدامة

محررة في مجلة كل الأسرة

سعيد الرميثي: الأطفال هم الأكثر استجابة لتطبيق الاستدامة

يرى سفير منظمة اليونسيف لقمة مؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي (كوب 28)، سعيد الرميثي أن الحفاظ على البيئة يأتي من تعليم الأطفال الزراعة، فهم أسرع استجابة للأمور التي تتعلق بالبيئة، ولديهم الرغبة والشغف لتعلم الزراعة أكثر من ذويهم.. من هذا المنطلق يوجه الرميثي جهوده لتوعية الأطفال وهم مستقبل الوطن بمفهوم الاستدامة الذي يربطه بالزراعة.

حاورنا طالب العلوم السياسية، رئيس نادي أبوظبي للمزارعين الشباب، وأول شاب إماراتي لديه مزرعة عضوية، سعيد الرميثي، للتعرف إلى أسباب اختياره سفير منظمة اليونسيف لقمة مؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي (كوب 28)، وكيف تمكن في مرحلة مبكرة من عمره أن يحقق هذا الحضور الكبير في مجال الاستدامة:

سعيد الرميثي: الأطفال هم الأكثر استجابة لتطبيق الاستدامة

كيف بدأ اهتمامك بالزراعة، خصوصاً الزراعة العضوية؟

لدي شغف كبير بالزراعة منذ الصغر، وقد تمكنت من الوصول لمرحلة أننا نأكل في المنزل مما أزرعه وأفراد أسرتي في أصص، الأمر الذي ألهم جيراني وأصدقائي أن يتبعوا هذا السلوك في بيوتهم سواء في حديقة المنزل أم الشرفات، وحتى المتابعون الذين يشاهدون ما أشاركه من محتوى عبر الـ«سوشيال ميديا» توجهوا للزراعة العضوية، بعدما عاشوا معي تجربتي في مزرعتي العضوية منذ البداية.

وقد تم تكليفي بمهمة تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب، كشريك مؤسِس لمشروع «المزرعة النموذجية»، ومبتكر نموذج للبيت الزجاجي الذي يعمل بالطاقة المستدامة، ولأنني حاصل على جائزة الأم تيريزا للعدالة الاجتماعية - فئة الاستدامة البيئية للشباب 2022.

سعيد الرميثي: الأطفال هم الأكثر استجابة لتطبيق الاستدامة
صورة سعيد الرميثي على برج خليفة عند اختياره سفراً لليونيسيف

لماذا اخترت الأطفال لتقديم الورش التوعوية لهم؟

قبل التعامل مع الأطفال درست شخصية الأطفال وعالمهم عموماً، ووجدت أنهم الأكثر قابلية للتعلم والتغيير لدرجة أنهم هم من يجيبون عن الأسئلة بدلاً مني، وقد لاحظت أنهم يطبقون ما يتعلمونه خلال الورش، وعندما يعودون إلى منازلهم يعلمون غيرهم من الأطفال بل والكبار أيضاً، فأنا أقدم لهم برامج وورشاً ودورات عمل حول الزراعة العضوية، بالاتفاق مع المدارس، وقد قدمت لي وزارة تنمية المجتمع مبلغاً من المال، وطلبت مني أن أحضر أدواتي الزراعية وأعطي ورش تدريب للأطفال في الزراعة، وقد نجحت إلى حد ما في تحبيب الأطفال في الزراعة، فقد أخبرني أحد أولياء أمور الطلبة الذي حضر ورشتي أن ابنه نبهه أنه تصرف بشكل خطأ مضر للبيئة، ومن هنا تأكدت أنه ما أخبره للأطفال مؤثر ويمكن أن يحدث التغيير الإيجابي المطلوب.

سعيد الرميثي: الأطفال هم الأكثر استجابة لتطبيق الاستدامة

ما رسالتك للمجتمع كسفير منظمة اليونسيف لقمة مؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي (كوب 28)؟

دوري هو التثقيف والتوعية عن الاستدامة بشكل عام، خصوصاً أن الزراعة العضوية ستكون محوراً مهماً في مؤتمر (كوب 28)، وأهتم أن أشجع الناس على التغيير والتفكير في أسلوب حياة صحي لهم ولبيئتهم، من ناحية الترشيد ومعرفة الحشرات المفيدة مثلاً، على سبيل المثال، عرفتهم بطرق تحلية المياه، وأنا أحب أن أبسط الأمور كي لا يستصعبوا الزراعة، فعندما أزرع جميع أنواع الخضراوات أستخدم أقل وأبسط الإمكانات وأسقي الزرع بنظام البطارية ومع ضبط وقت محدد لها، كما أنني اشتريت الخشب الموجود في المنطقة بـ 100 درهم فقط، وحولته لسماد عضوي واستخدمته، كما أشارك الناس الأدوات التي توفر طاقة، كل هذه الأمور سهلت على الناس مفهوم الزراعة العضوية المنزلية.

من الداعمين لك في هذه المسيرة الناجحة؟

أشكر دولة الإمارات التي قدمت لي الدعم من خلال المكتب الإعلامي لدولة الإمارات، الذي أتاح لي منبراً للظهور والتواصل مع الجمهور من خلال الإعلام الرسمي المحلي والعديد من المنصات الإعلامية، وقد أتاحت لي الدولة الوصول لكبريات الشركات المهتمة بالزراعة والاستدامة للاستفادة من خبراتهم خلال العديد من الزيارات الميدانية، كذلك تلقيت المساعدة من دائرة الزراعة في أبوظبي، ودائرة الزراعة في الشارقة، وإذا كنت قد وصلت لمكانة مهمة اليوم فذلك بفضل هذا الدعم والتشجيع.