04 يناير 2024

"ذا جرين بلانت".. غابة تحاكي الطبيعة وتحافظ على التنوع البيئي

محررة في مجلة كل الأسرة

تبقى «ذا جرين بلانت»، الغابة الاستوائية بعالمها الخيالي الذي يحاكي الطبيعة، وبتصميمها وألوان نباتاتها الملوّنة، وحيواناتها المهددة بالانقراض، من التجارب الرائدة في مجال الاستدامة، والحفاظ على التنوع البيئي.

في «سيتي ووك» بدبي، تقع الغابة الاصطناعية الاستوائية الأولى في منطقة الشرق الأوسط، أحد أهم إنجازات الهندسة البيئية والحفاظ على التنوع البيئي، والتي تجمع بين الترفيه، والتثقيف الذي يعكسه حداثة الابتكار والتناغم بين الطبيعة والبشر، بقبّتها الزجاجية، وأشجارها الوارفة، وحيواناتها الفريدة، من دون الحاجة للسفر لمئات الأميال.

تم تصميم المبنى الزجاجي الذي يحاكي فن الأوريجامي، إلى أربعة مستويات من الطبيعة الحية للغابات الاستوائية الرطبة، والتي تعد بمثابة موطن متكامل لمجتمع خاص، يضم أنواعاً نادرة ومميزة من الكائنات الحية، ففي الطابق السفلي قاع الغابة المغمور بالمياه، حيث تبدأ الجولة، ويقع الشلال والحوض المائي العملاق الذي يحتوي على أنواع مختلفة من الأسماك المميزة والنادرة، منها أسماك الرقيطة، والأربيمة، وعظميات اللسان.

خلال رحلة الانطلاق نحو المستويات الأخرى ينتقل الزائر عبر الجسور المعلّقة، والمسارات الأخرى، إلى قمة الغابة الزجاجية، وخلال رحلة الهبوط من الطابق الرابع يمكن رصد أكثر من أربعين نوعاً مميزاً من طيور الأمازون المدهشة، وهي تحلق عند القبة الزجاجية التي تتخللها أشعة الشمس، إضافة إلى الإطلالة على «الكابوك»، أكبر شجرة داخلية في العالم من صنع الإنسان، يصل ارتفاعها لأكثر من 25 متراً، وأشجار أخرى مختلفة تؤمّن للكائنات الحية البيئة، والغذاء المناسب لاستمرارها.

فيما يضم الجزء الثاني من الغابة حيوانات استوائية فريدة، مثل السحليات التمساحية، وطيور الطوقان الأمريكية الجنوبية، والنيص المذيل، وأعشاش النحل الاستوائية، وأنواع أخرى من الحشرات والعناكب والحيوانات التي تعيش على قمم الأشجار، مثل حيوان الكسلان، والقردة.

في الجزء الثالث، وما قبل الطبقة الأخيرة، وهو الجزء الأكثر ظلمة ورطوبة من الغابة، تنمو الكثير من النباتات والشجيرات، والطحالب، كما يتواجد فيها الكثير من الحيوانات، مثل الثعابين التي تتسلق جذوع الأشجار بحثاً عن الفرائس، إضافة إلى حيوان القوطي الذي يتنقل عادة ما بين هذا المستوى من الغابة، والمستوى السفلي منها.

تعد الغابة أول قبّة بيولوجية ترفيهية تثقيفية في المنطقة، توفر 15 برنامجاً تثقيفياً تفاعلياً، تتناول خمسة مواضيع، لثلاث شرائح عمرية، من 3 إلى 14 سنة، وبرنامجاً خاصاً بطلاب المدارس ليطّلعوا عن قرب على مجموعة من الحيوانات والنباتات التي تمتد عدة كيلومترات، ما يجعلها تجربة فريدة ومميزة للتفاعل مع البيئة المحيطة بطريقة آمنة، لتجربة الاقتراب أكثر من الحياة البرية.

تعتبر «ذا جرين بلانت» نموذجاً يحتذى في مجال الحفاظ على التنوع البيئي، فهي تجمع بين الجمال والحفاظ على الطبيعة بتصميمها الابتكاري، وتقنياتها المتطورة، من حيث التحكم في درجات الحرارة، ومعدلات الرطوبة، بما يلائم البيئة الحقيقية لهذه الكائنات، إضافة لكونها مبنى رائداً في مجال الطاقة والتصميم لكونه يعمل على الحفاظ على الطاقة، واستخدام الشلال كمية قليلة من المياه عن طريق إعادة التدوير.

اكتست الغابة الاستوائية مؤخراً، بأشجار النخيل، والكثير من نباتات الزن الطبيعية المورقة، وأزهار الأوركيد، والأعشاب العطرية، بعد أن ضمت 9 حدائق نباتية فريدة، تجسدّ كل واحدة منها بيئة مميزة من أنحاء العالم.

يقول فرناندو إروا، الرئيس التنفيذي لشركة دبي القابضة للترفيه «إن التوسعة الخارجية التي تميزها «ذا جرين بلانيت دبي» ما هي إلا تجسيد لالتزامنا بزيارات لعجائب الطبيعة وأسرارها، وتتسع لجهودنا في تعزيز الوعي بالبيئة والاستدامة»، ويضيف «في الوقت الذي بدأت فيه دبي استضافة مؤتمر «COP28» خلال العام الجاري، أصبح الوعي بأهمية التنوع البيولوجي أكثر أهمية من ذي قبل، ونحن نعمل مع شركائنا جنباً إلى جنب لتحقيق برامج وتجارب غنية تجمع بين روعة عجائب الطبيعة، وإثارة الفضول بطرق جديدة، وشائقة، ما يسهم في تعزيز الوعي بالطبيعة».