18 أبريل 2022

علاقة المضاد الحيوي بتعرض المرأة للخرف لاحقًا في حياتها!

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

علاقة المضاد الحيوي بتعرض المرأة للخرف لاحقًا في حياتها!

في حين أن العمر هو العامل الأساسي للضعف الإدراكي فإن هنالك عوامل أخرى له تشمل تاريخ العائلة المرضي، إصابة الدماغ، التعرض لمبيدات الآفات أو السموم، قلة النشاط البدني، والحالات المزمنة مثل مرض الشلل الرعاش وأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري. ويسعى العلماء لمعرفة العوامل التي تسرع من التدهور الإدراكي وتجعل الشخص عرضة للزهايمر أو الخرف، وعلى الرغم من أن التقدم في العمر عامل كبير وراء هذه المشاكل الصحية، فإن بعض الأخطاء الصحية التي يقع فيها الشخص في عمر مبكر ربما تجعله عرضة أكثر من غيره للإصابة بالخرف أو بدء النسيان وتدهور الإدراك.

مما توصل إليه العلم الحديث هو أن المرأة التي تكثر من العلاج بالمضاد الحيوي وهي في منتصف العمر تزيد احتمالية إصابتها بالخرف فيما بعد.

نُشرت هذه الدراسة مؤخراً في المجلة العلمية الصادرة عن المكتبة العامة للعلوم، ويرى الباحثون الذين قاموا بها أنه ربما يكون هناك ارتباط بين ميكروبيوم الأمعاء (الميكروبات التي تعيش داخل الأمعاء) والتدهور المعرفي، ويحذرون من أن القرارات المتعلقة بالمضادات الحيوية يجب أن تُتخذ بالتشاور مع أخصائي صحي.

تفاصيل الدراسة

جاء تقييم الأداء المعرفي من مجموعة اختبارات نفسية وعصبية محوسبة بين عامي 2014 و 2018، وتم تصنيف النساء بحسب استخدامهن أو عدم استخدامهن للمضادات الحيوية ومدة الاستخدام وذلك على النحو الآتي:

  • لم تستخدم
  • استخدام من يوم-14 يوماً
  • من 15 يوماً إلى شهرين
  • شهرين أو أكثر

وبالمقارنة مع غير المستخدمات للمضادات الحيوية وجد الباحثون أن النساء اللواتي أبلغن عن تناولها لمدة شهرين على الأقل في منتصف العمر (متوسط العمر 54.7) كان لديهن متوسط درجات معرفية أقل بعد 7 سنوات. تضمنت الدرجات المعرفية الإدراك والسرعة الحركية والانتباه والتعلم والذاكرة العاملة، ووجد الباحثون ارتباطاً بين زيادة التعرض الكلي للمضادات الحيوية في منتصف العمر وانخفاض هذه الدرجات في المجالات المعرفية؛ وقال الباحثون إن التأثير كان مكافئاً لما كان متوقعاً لمدة 3 إلى 4 سنوات من الشيخوخة.

علاقة المضاد الحيوي بتعرض المرأة للخرف لاحقًا في حياتها!

المضاعفات المحتملة للمضادات الحيوية

قال الباحثون إن هذه البيانات توفر فهماً أفضل للمضاعفات المحتملة التي قد تتعرض لها المرأة في حياتها نتيجة استخدامها المضادات الحيوية، إضافة إلى الالتفات إلى دور ميكروبيوم الأمعاء في الإدراك؛ وكانت دراسات علمية سابقة قد أشارت إلى أن المضادات الحيوية يمكن أن تسبب تغيرات كبيرة في التركيبة الميكروبية التي تعيش بصورة طبيعية داخل الأمعاء، والتي يمكن أن تؤثر في الصحة على المدى القريب والبعيد.

قال الباحثون إن النساء اللائي استخدمن المضادات الحيوية أكثر كن عرضة للإصابة بأمراض مزمنة وربما كن عموماً في حالة صحية سيئة وهو ما قد يكون مرتبطاً بالإدراك أيضاً؛ وكانت الأسباب الأكثر شيوعاً لاستخدامهن لهذه العقاقير هي:

  • التهابات الجهاز التنفسي
  • حب الشباب
  • التهابات المسالك البولية
  • مشاكل الأسنان

من المعروف أن هنالك علاقة بين القناة الهضمية والدماغية؛ حيث يمكن أن يرتبط القلق والتوتر بمشاكل المعدة والعكس صحيح، والدليل على ذلك أن البعض عندما يمر بموقف صعب يؤثر في نفسيته يشعر بالحاجة للقيء.

علاقة المضاد الحيوي بتعرض المرأة للخرف لاحقًا في حياتها!

قابلية النساء

وجد تحليل سابق أن النساء المسنات يتراجع لديهن الإدراك الأساسي بسرعة بمجرد بدء تدهوره، ويقول العلماء إن النساء في منتصف العمر يبدأن بوظائف دماغية أقوى من الرجال، لكن مع تقدمهن في السن ينخفض ذلك بشكل سريع.

ويرى العلماء أن الاختلافات في العوامل البيولوجية والجينية والاجتماعية ونمط الحياة بين الرجال والنساء قد تسهم في التدهور المعرفي الأسرع لدى النساء على الرغم من قولهم بأن هنالك حاجة إلى مزيد من الدراسات.

ويتضح من الدراسة الأخيرة أن المضادات الحيوية يمكن اعتبارها عاملاً يزيد من احتمالية تدهور الإدراك لديهن خاصة إن تم تناوله لمدة طويلة في منتصف العمر.

تصنع ميكروبات الأمعاء مواد كيميائية أخرى تؤثر في الدماغ، وتصنع تريليونات الميكروبات التي تعيش في أمعائك أيضاً مواد كيميائية أخرى تؤثر في كيفية عمل العقل، وتنتج الكثير من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، مثل الزبدات والبروبيونات والأسيتات، عن طريق هضم الألياف، وهي عناصر تؤثر في الدماغ بطرق مختلفة. يتضح من كل هذا أن خلل توازن هذه التركيبة يكون له تأثير سلبي في الدماغ ما قد يظهر في شكل النسيان وضعف الذاكرة وتدهور الإدراك، ولأن المضادات الحيوية تقضي على الكثير من بكتيريا وميكروبات الأمعاء فيحدث هذا الخلل وينعكس سلباً على الصحة العقلية أو الحالة النفسية.