25 مايو 2022

هل تجد صعوبة في الإقلاع عن التدخين؟ جرب هذه الطريقة

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

هل تجد صعوبة في الإقلاع عن التدخين؟ جرب هذه الطريقة

ما يقرب من 15.2 في المائة من سكان العالم يدخنون كل يوم، وهو ما يمثل أكثر من 933 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويرتبط استخدام التبغ بـ 110.7 لكل 100000 حالة وفاة سنوياً وحالات كثيرة من الإعاقة مما يعكس أهمية الأمراض المصاحبة التي يسببها.

يعد اضطراب استخدام التبغ سلوكاً إدمانياً ومن الصعب على المستخدمين التوقف عن تعاطي التبغ، كما هي الحال في أنواع الإدمان الأخرى. وبدون دعم طبي يكون معدل الإقلاع عن التدخين منخفضاً بشكل ملحوظ، حوالي 3-5 بالمائة.

وبالرغم من تعدد وسائل المساعدة في هذا الأمر إلا أنها لا تحقق الهدف في حالات كثيرة، وهذا ما دفع العلماء إلى مواصلة البحث عن وسائل أخرى أكثر فاعلية.

الإقلاع عن التدخين يبدأ من الدماغ

يعتقد الكثير من الناس أن الإقلاع عن التدخين مجرد مسألة إرادة، وهناك دراسات تثبت ذلك بالفعل، لكن هذا صحيح بالنسبة لنسبة صغيرة من الناس أما الغالبية من المدخنين فيحتاجون إلى دعم خارجي إضافي. وكشف العلم الحديث أن الإدمان ينبع من مناطق الدماغ البدائية وليست من المناطق المفكرة.

الوخز الكهربائي الخفيف.. وسيلة واعدة للإقلاع عن التدخين

اتجه العلماء لاستخدام وسيلة خارجية، أي أنها مساعدة من الآخرين للمدخن، وخارجية بمعنى أنها لا تتطلب اجراء جراحي لداخل الجسم بل انها تعمل من خارجه.

وفي هذه الدراسة الصغيرة كان المدخنون الذين تلقوا علاجاً يتضمن نبضات كهربائية أو مغناطيسية غير جراحية منخفضة الشدة أكثر مقدرة بمرتين للامتناع عن تدخين السجائر لمدة تصل إلى ستة أشهر مقابل العلاج الوهمي، وهو ما يجعل «تحفيز الدماغ غير الباضع»خيار علاجي جديد للعديد من الحالات بما في ذلك إدارة الألم، وتقليل الوزن، والاضطراب الاكتئابي.
أجرى الدراسة باحثون من جامعة ديجون في فرنسا، حيث قاموا بتجميع البيانات من سبع دراسات منشورة سابقاً شملت ما يقرب من 700 شخص.

ونشرت النتائج لأول مرة في 25 أبريل في مجلة «الإدمان» وقال كبير الباحثين في بيان صحفي «تبدو النتائج قوية، ونحن نشعر بالثقة في اقتراح أن تحفيز الدماغ غير الباضع هو أسلوب مهم للإقلاع عن التدخين على المدى القصير والمستمر».

كيف يعمل الوخز الكهربائي؟

الشكلان الأكثر استخدامًا من هذا التدخل هما:

  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: يستخدم التحفيز المغناطيسي ملفاً معدنياً يوضع على فروة رأس المريض. يولد الملف نبضات مغناطيسية عبر جمجمة المريض لإحداث نبضات مغناطيسية قصيرة في الأنسجة القشرية. تصبح الخلايا العصبية القشرية غير مستقطبة واعتماداً على تردد النبضات تزيد أو تنقص استثارة المنطقة القشرية المستهدفة.
  • تحفيز التيار المباشر عبر الجمجمة: يتضمن إجراء تيار كهربائي مباشر منخفض الكثافة عبر دماغ الشخص باستخدام زوج من أقطاب إسفنجية سطحية مبللة بمحلول ملحي موضوعة على فروة رأس المريض، مما يؤدي إلى تعديل استثارة الخلايا العصبية.

*يرى الخبراء بأن هناك اهتماماً كبيراً بتحفيز الدماغ لا سيما في مراكز الإدمان وعيادات الصحة العقلية، وتظهر التجربة الحالية نتائج واعدة على الرغم من قلة أعداد المشاركين.

نتائج مبشرة

يميل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة إلى العمل بشكل أفضل عند تكرار العلاجات من 2 إلى 3 جلسات أو 3 الى 4 في الأسبوع، ويمكن أن تستمر التأثيرات في تقليل الرغبة الشديدة في النيكوتين والرغبة في التدخين لأشهر ويمكن أن تكون مهمة للإقلاع التام عن التدخين.

ويقول الخبراء إنه لا يوجد ما يمكن القول بأنه أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين، حيث يمكن لبعض الأشخاص التخلي عن منتجات التبغ مع القليل من المساعدة الطبية أو بدونها، بينما يجد البعض الآخر صعوبة كبيرة حتى مع التدخل الطبي.

من المهم معرفة أن ما يحدث مع إدمان النيكوتين هو ما يحدث في الأنواع الأخرى من اضطرابات الإدمان، فبينما له آليات عصبية مشتركة يمكن أن يختلف كثيراً في التعبير والحدة والمقاومة للعلاجات بناءً على سيكولوجية الشخص بل وحتى المؤثرات الاجتماعية. لذلك من الجيد تطوير عدد من الأدوات والوسائل العلاجية المختلفة حتى تكون المعالجة فعالة وبحسب حالة كل شخص لتكون أكثر دقة في المساعدة على الإقلاع عن التدخين. ويعد اقتناع الشخص بأنه بحاجة إلى المساعدة هو الخطوة الأولى في العلاج.