يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أحد أكثر حالات النمو العصبي شيوعًا في مرحلة الطفولة، ويصيب حوالي 5% من الأطفال على مستوى العالم، ويمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على أعراض هذا الاضطراب ولكن قد يكون لها آثار جانبية.
وأكثر ما يتم التشخيص خلال سنوات الدراسة الابتدائية (من 5 إلى 11 عامًا) ولكن يمكن أيضًا تشخيصه خلال فترة المراهقة أو حتى مرحلة البلوغ، وهي حالة شائعة أكثر عند الذكور بثلاث مرات مقارنة بالإناث. وأشارت العديد من الدراسات إلى أن النظام الغذائي قد تكون له علاقة ببعض أعراضه مثل عدم الانتباه والتململ.
الفاكهة والخضراوات لتحسين الانتباه لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
وجدت دراسة جديدة صغيرة نشرتها مجلة «العلوم العصبية التغذوية» أن زيادة تناول الفاكهة والخضراوات يمكن أن يحسن الانتباه لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
استمرت الدراسة على مدى 8 أسابيع، وحللت بيانات 134 طفلاً يعانون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وحالة خلل التنظيم العاطفي، وأخذ الباحثون البيانات من العناصر الغذائية وأيضاً مكملات الفيتامينات أو المعادن التي يستخدمها أصحاب تلك البيانات لعلاج الحالتين.
تراوحت أعمار جميع الأطفال في الدراسة بين 6 و12 عامًا واستوفوا معايير DSM-5 لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتي كانوا يبحثون عن العلاج لها. لم يكن أي منهم يتناول دواء لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وقت الدراسة.
أولئك الذين تناولوا الدواء توقفوا عن تناوله لمدة أسبوعين على الأقل قبل المشاركة.
قيمت الدراسة النظام الغذائي باستخدام مؤشر الأكل الصحي والذي يحدد نسب الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والأطعمة البروتينية والمأكولات البحرية والأطعمة المكررة التي يتم تناولها لكل 1000 سعرة حرارية.
وذلك لتحديد نوعية الوجبات وليس كميتها، وكلما زادت النقاط المتحصل عليها (الدرجة الكاملة 100) كلما كان الأكل صحياً.
اكتشاف مفاجئ!
كان الاكتشاف المفاجئ هو أن الأطفال الذين تناولوا كميات أقل من الحبوب المكررة لديهم مستويات أعلى من عدم الانتباه فيما وجدت دراسة سابقة أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مرتبط بشدة بتناول كميات أكبر من الحبوب المكررة.
ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون لأن العديد من الحبوب المكررة مدعمة بالحديد والعناصر المغذية الأخرى.
أما فيما يتعلق بالأنواع الغذائية الأخرى فقد ارتبط تناول كميات أكبر من الفاكهة والخضراوات بشكل كبير مع مستويات أقل من عدم الانتباه.
جودة الطعام هي مفتاح الصحة العقلية
خلص الباحثون إلى أن الأطفال الذين تناولوا كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات كانوا أقل عرضة لنقص الانتباه، و يقترحون أن زيادة تناول هذه الأطعمة قد تكون وسيلة للتخفيف من أعراض هذا الاضطراب وربما تكون الحل البسيط للتعامل مع الطفل الذي يعانيها والذي يثير في الغالب الضجة من حوله وضجر الوالدين والآخرين.
وتؤكد هذه النتيجة ما أظهرته أبحاث سابقة أشارت إلى أن جودة الطعام هي مفتاح الصحة العقلية وذلك من خلال ميكروبات الأمعاء، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة قوية بين الأمعاء والدماغ.
ويوصي الأطباء والخبراء بإطعام الأطفال ما يكفي من الفاكهة والخضراوات وحتى يكون الأمر سهلاً فعلى الوالدين أن يصبحا قدوة للطفل بأن يهتما هما شخصياً بتناولها ويعززان سلوكيات الأكل الصحي لدى الطفل.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
تشمل أعراض هذا عند الأطفال:
- أحلام اليقظة
- عدم المقدرة على التركيز على المهام
- التململ
- صعوبة اتباع التعليمات
- كثرة الكلام وإحداث ضوضاء
- تحمل مخاطر لا داعي لها
ومع ذلك ليس كل الأطفال الذين تظهر عليهم هذه السمات يعانون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
لتشخيصه بدقة يجب أن تستوفي الأعراض معايير محددة، بما في ذلك التأثير الكبير في الحياة اليومية والعمل المدرسي.إنه تشخيص مدى الحياة، لكن الأدوية واستراتيجيات التأقلم يمكن أن تقلل من آثاره.