يكرس شباب كثر أوقاتهم حالياً لبناء عضلات أجسامهم استعداداً للإجازة الصيفية وما يطلقون عليه «فورمة الشاطئ»، ومع أن بعض الشباب يمارسون هذه الرياضة باستمرار، لكن معظمهم يتوقفون عن ارتياد النوادي الرياضية لانشغالهم بالعمل والدراسة. وقد تشكل رياضة كمال الأجسام بالنسبة للكثيرين عشقاً لأنها تمنحهم القوة والثقة في الذات، خصوصاً بعدما أصبحت طريقاً نحو الشهرة.
ماذا تضيف لعبة كمال الأجسام لممارسيها؟ وهل يختلف أسلوب حياة هؤلاء الرياضيين عن غيرهم؟ وما متطلبات الجسم للوصول إلى الشكل الذي نرى عليه لاعبي كمال الأجسام؟
تزايد الاهتمام بكمال الأجسام مع ظهور أسماء لاعبين مثل اللاعب المصري «بيغ رامي» الذي فاز بمسابقة «مستر أوليمبيا» لعامين متتاليين، وهي المسابقة الأكبر عالميًا والتي يستعرض فيها المتسابقون أجسامهم القوية والضخمة أمام العالم. فكمال الأجسام رياضة تنافسية وتعتمد على جمال العضلات وصلابتها، وفي المسابقات يتم تحديد صاحب أجمل عضلات وأكثرها تناسقاً باصطفاف المتسابقين على المسرح، ثم تحدد لجنة التحكيم الفروق الجمالية بين اللاعبين بالنظر إلى عضلات الكتف والصدر، وعضلات البطن الست. ولا يأتي كمال الأجسام لتكون مؤهلاً للفوز إلا بعد اتباع نظام صارم لفترة طويلة سواء في الأكل أو في ساعات النوم.
خلال تحقيق أجريناه مع هواة وأبطال في لعبة كمال الأجسام، أشاروا للعديد من التطورات التي طرأت على هذه الرياضة، وإلى ضرورة بناء العضلات للشباب العصري، الذي يرغب في استعراض قوامه بكل ثقة خاصة على الشواطئ خلال فترة الإجازة الصيفية.
رياضة كمال الأجسام.. أسلوب حياة
شهير مكاوي
يتحدث شهير مكاوي عن أسباب إقبال الشباب على ممارسة رياضة كمال الأجسام، «بشكل عام يجب أن يحرص أي إنسان على التدريب من أجل بناء عضلات تساعده على ممارسة المهام اليومية من دون شعور بالألم، ولتجنب الإصابة نتيجة أي حركة خطأ، أما بالنسبة لرياضة كمال الأجسام، فأسباب ممارستها كثيرة، وليس مجرد التظاهر بالعضلات فقط أو للفت الانتباه، إنما هناك العديد من الفرص التي تلاحق الرياضي، مثل تمثيل تقديم برامج رياضية، أو الدعاية لمنتجات غذائية ورياضية، كما يمكن لنا تمثيل أي دولة تطلبنا في مسابقات كمال الأجسام محلياً ودولياً».
رياضة كمال الأجسام تحولك لشخص إيجابي
ضياء محمد
لفت ضياء محمد إلى الالتزام الذي يتصف به لاعب كمال الأجسام، «يعود التدريب لبناء الكتلة العضلية إلى أزمنة ما قبل التاريخ، حيث اعتمدت نجاة الإنسان في العصور الحجرية على قوته الجسدية، أما كمال الأجسام كما نعرفه الآن فقد بدأ في أواخر القرن التاسع عشر، ويعد الألماني يوجين ساندو أول من استعرض كتلته العضلية أمام الجمهور، وتمثاله يقدم كجائزة لمسابقة مستر أوليمبيا، وهي أقصى طموح يحلم بتحقيقه لاعب كمال الأجسام.
ولكن بعيدا عن المنافسة، لا يكمن حصر الإيجابيات التي تفرضها رياضة بناء الأجسام، خاصة أنها تكسب الرياضي ثقة كبيرة في النفس، وتجعل أسلوب حياته أسهل. وتلزم هذه الرياضة الشخص الالتزام بسلوك صحي وسليم للحفاظ على ما وصل إليه من جسم صحي، قوي ومتناسق، فيتناول الطعام بحساب، يبتعد عن السهر لساعات طويلة، يحرص على التدريب على الرغم من أي ظروف، والأهم أنه يتحول لشخص إيجابي متفاعل مع الآخرين، ويكتسب الثقة للمشاركة في البطولات والمسابقات التي تجذب نحوه عشاق هذه الرياضة، ليصبح متخصصاً في مجاله، ويصنع لنفسه مهنة رياضية مستقبلاً».
المفاهيم الخطأ في رياضة كمال الأجسام
بيغ رامي
من جهته، أشار الناجم ناجم إلى المفاهيم الخطأ في رياضة كمال الأجسام، «إذا تحدثت عن الشباب الذين نجحوا في بناء عضلات متناسقة من دون منشطات، وهذا الأمر دارج بين الشباب مؤخراً، فيجب أن أوضح بأنه على عكس ما يظن البعض أن بناء العضلات يحتاج إلى تدريبات مكثفة، الراحة مهمة أيضاً، لأن «الجيم» هدم للجسم، والتدريب لمدة ساعة يومياً كاف، ونوع الغذاء كذلك مهم، ففي الماضي كان رياضي كمال الأجسام يأكل كميات كبيرة من الطعام ويحول الدهون التي فيها إلى عضلات، ولكن حالياً نوع الأكل الخالي من الكربوهيدرات وبكميات قليلة هو المطلوب لأجسامنا، ومن المعتقدات غير الصحيحة أيضاً أن هناك مواصفات جسدية معينة لهواة كمال الأجسام، فهذه الرياضة مناسبة لأي شخص، فاليوم نرى فتيات كثيرات ينافسن الشباب في رياضة كمال الأجسام، وقد كن قبل ذلك ذوات أجساد نحيلة وضعيفة».
رياضة "كمال الأجسام" ليست للاستعراض
يتدرب محمد سيد على كمال الأجسام مذ كان في السابعة من عمره، وهو لا يرغب في بناء المزيد من العضلات واستعراضها، «أصبح الشاب العصري اليوم يحرص على أن يكون شكل جسمه قوياً، ممشوقاً ولديه عضلات في المناطق التي تتكاثر فيها الدهون، ولكن البعض يخلطون بين التدريب من أجل الحصول على جسم صحي وقوي، وبين بناء العضلات، خصوصاً أنهم لا يكتفون في هذه الحالة بالتدريب والغذاء فقط، وإنما يهرعون إلى تناول الهرمونات، وهذا ما لا أحبذه ولا يتناسب مع شخصيتي، فأنا أسعى للحصول على فرص تدريب واستعراض في المناسبات الرياضية التي تنظمها الدولة من حين لآخر».
ننصح الشباب بممارسة رياضة كمال الأجسام بالتدريج، واتباع أسلوب غذائي متوازن
محمد بركات
فاز لاعب كمال الأجسام محمد بركات بالعديد من البطولات، التي كانت سبباً في حصوله على فرص عديدة في مجال الدعاية والإعلان، «على الرغم من المتعة الشديدة التي نشعر بها خلال ممارسة كمال الأجسام، لكنها تحولت في الفترة الحالية لبوابة نحو المزيد من الفرص كواجهة إعلانية لشركات الأغذية الصحية، أو لتقديم المسابقات الرياضية أو الظهور في «بوسترات» دعائية لمنتجات معينة. وكأبطال في كمال الأجسام ننصح الشباب بممارسة هذه الرياضة بالتدريج، واتباع أسلوب غذائي متوازن، والتخلي عن أنواع مضرة من الطعام، وأن تمارس الرياضة مع مجموعة من الشباب ليحفز بعضهم بعضاً، وليتشجعوا على المشاركة في البطولات».