الماء ضرورة أساسية للحياة، حيث يتكون الجسم من 60% من الماء، ولهذا من المهم شرب كمية كافية من السوائل في اليوم للحفاظ على النظام الداخلي للجسم، إذ يساعد الماء على طرد السموم من الجسم، والحفاظ على درجة الحرارة الأساسية، ونقل المعادن إلى أعضاء الجسم المختلفة، ويساعد كذلك في هضم الطعام الذي نستهلكه، لكن ينصح الأطباء بشكل خاص بشرب نوع من المياه تسمى المياه القلوية.
ما هي المياه القلوية؟
هي المياه التي تحتوي على هيدروجين بنسبة أعلى من مياه الشرب العادية، ويقاس مستوى الأس الهيدروجيني بكمية أيونات الهيدروجين الموجودة فيه.
وينتج عن التركيزات العالية من أيونات الهيدروجين درجة حموضة منخفضة (مواد حمضية)، بينما تؤدي المستويات المنخفضة من أيونات الهيدروجين إلى ارتفاع درجة الحموضة، ويتراوح مقياس الأس الهيدروجيني من 0 إلى 14.
تحتوي المياه القلوية على أربعة معادن رئيسية تساهم في فوائدها الصحية:
- الكالسيوم: مهم لصحة العظام، وكذلك وظائف القلب والعضلات والأعصاب.
- المغنيسيوم: يساعد في تحويل الطعام إلى طاقة وهو ضروري لأكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي في الجسم.
- الصوديوم: ينظم ضغط الدم وحجمه، ويدعم وظيفة الأعصاب والعضلات.
- البوتاسيوم: ضروري لوظيفة العضلات ويعزز الهضم الصحي.
تعالج ارتفاع ضغط الدم وتقلل إجهاد القلب
خلصت دراسة أجراها علماء صينيون أنه بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من شرب المياه القلوية، فإن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم (السكري)، وارتفاع نسبة الدهون في الدم (الكوليسترول) لديهم مقاييس أقل في كل من هذه العوامل. إذ وجد الباحثون أن ارتفاع درجة الحموضة يقلل من سمك ولزوجة الدم، ويقلل إجهاد القلب والأوعية الدموية.
تحسن صحة العظام
توصلت الأبحاث المستقلة عن بعضها إلى آثار تناول المياه القلوية على العظام، حيث وجد بحث نشر في المجلة العلمية «بون» تأثيراً إيجابياً في ارتشاف العظام لدى الأشخاص الذين يستهلكون المياه القلوية الغنية بالبيكربونات.
وارتشاف العظم هو العملية التي يتم فيها تكسير الخلايا العظمية القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، ونقل الكالسيوم من سائل العظم إلى الدم، وانخفاض ارتشاف العظام وزيادة كثافة المعادن يؤديان إلى قوة عظام أفضل.
خلص مؤلفو الدراسة إلى أن «المياه المعدنية القلوية الغنية بالبيكربونات والكالسيوم قللت من ارتشاف العظام أكثر من المياه المعدنية الحامضية الغنية بالكالسيوم».
فوائد صحية أخرى للمياة القلوية
تعد المياه القلوية مفيدة للجسم أيضاً من ناحية غناها بالمغذيات، وتتضمن بعض الفوائد الصحية الإضافية للمياه القلوية ما يلي:
- الترطيب: نظراً لأن جزيئات الماء في المياه القلوية أصغر، فإن الخلايا تمتصها بسهولة وتكون أكثر ترطيباً من المياه العادية، فتساعد على انقباض العضلات بطريقة أفضل، وتليين المفاصل وتحسين أداء الكلى.
تعد المياه القلوية أفضل في معالجة الجفاف بعد التمارين، والفرضية هنا هي أن الجفاف يزيد من لزوجة الدم أو سمكه، وأن الماء القلوي بعد التمرين يقوم بعمل أفضل في تقليل لزوجة الدم من الماء العادي، وأظهرت دراسة على 100 بالغ صحي أن المياه القلوية قللت من لزوجة الدم بنسبة 6.3% مقارنة بـ 3.36% لدى أولئك الذين شربوا الماء العادي بعد التمارين.
- تقليل الحموضة: يساعد تناول المياه القلوية أيضاً على تقليل الحموضة وتوازن مستوى الأس الهيدروجيني في الجسم، وعلى الحد من الأحماض الزائدة التي تنتجها الأعضاء.
- تعزيز المناعة: تعمل المياه القلوية على تحسين صحة الجهاز الهضمي وتساعد على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي نتناوله. هذا يحسن صحة المناعة ويقلل من خطر الإصابة بالمرض.
- تحسين التمثيل الغذائي: عندما يعمل الجهاز الهضمي بشكل جيد، يتحسن التمثيل الغذائي أيضاً. يساعدك هذا على حرق المزيد من السعرات الحرارية ويبقيك نشيطاً طوال اليوم.
- خصائص مضادة للشيخوخة: بما أنها غنية بمضادات الأكسدة والمعادن، يعتقد أن المياه القلوية تقلل من الجذور الحرة التي تلعب درواً كبيراً في تفاعلات الجسم، ويمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى إبطاء عملية الشيخوخة وتحسين جودة البشرة والشعر.
الفرق بين المياه القلوية والمياه المعدنية
يساعد مستوى الأس الهيدروجيني لأي طعام أو شراب في تحديد مدى حموضته أو قلويته، حيث تحتوي مياه الشرب العادية على درجة حموضة تتراوح بين 6 إلى 7 «بي إتش» والتي تعتبر عادية، لكن الرقم الهيدروجيني لمشروب قلوي يزيد بشكل عام على 7.
وهذا يعني أنها أكثر قلوية من الماء العادي.
يمكن أن يحدث ارتفاع الرقم الهيدروجيني للماء بشكل طبيعي أو يمكن تحقيقه من خلال تأينه.
ويعد الجسم الأقل حامضية هو الأفضل، حيث يحافظ على جسم الإنسان لا سيما تنظيم عمل الرئتين والكلى والمعدة، بالإضافة إلى ذلك يعمل الجهاز الهضمي والجهاز البولي بمستوى حامضي أقل في الأساس من أجل أداء مهام كثيرة ومهمة وحماية الجسم من العدوى.
وتساعد الحموضة القلوية الأقل في تفكيك البروتينات وقتل البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى.