مِن المعلوم أن لأسماك القِرش سُمعة سَيئة للغاية فيما يَخصُ السلامة والأمان منها، ولكن تَوصل العُلماء مؤخراً إلى اكتشافٍ سَيجعلُها مَحط أنظار الباحثين وتَرقب شركات صناعة الدواء.
فقد تبين أن أسماك القرش تحمل مفتاح تعزيز جهاز المناعة عند البشر.
فالوحشيةُ والقتلُ الفتاك لهذه الكائنات البحرية لم يمنع أن يتوصل الخبراء إلى أنها يمكن أن تُنقذ حياة البشر بدلاً من تهديدها.
إذ على مدار 400 مليون عام تطور جهازُ المناعة لأسماك القرش بحيث أصبح هذا الجهاز دقيقٌ للغاية في الدفاع عن جسم القرش وتوجيه ضربات للمعتدين وأكثر بكثيرٍ مما يفعل جهاز المناعة عند البشر. حيث إن جهاز المناعة عند أسماك القرش قادرٌ على رؤية أي فيروس أو ورم يهدد حياتها. لهذا السبب يقول العلماء أنها قادرة على أن تعيش لأكثر من 70 عاماً.
كما أن أسماك القرش تتمتع بقدرات استثنائية على شفاءِ جروحها، وهذا يعني أن الجروح نادراً ما تؤدي إلى موتها. لذلك يسعى العلماء لاكتشاف طريقة تحاكي ما يفعله جهاز المناعة عند أسماك القرش كي يتمكنوا من محاربة الأمراض الخطرة التي تصيب البشر، مثل السرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي.
فعندما يتحسس جهاز المناعة عند البشر وجود أجسام غريبة، يطلق بروتيناً يسمى الأجسام المضادة التي بدورها تلتصق بسطح الفيروسات والبكتيريا ثم تطلب الدعم لمزيد من الخلايا المناعية من أجل القضاء على المعتدي.
لذلك طور العلماء من قبل خلايا مناعية يمكن حقنها لتقاتل خلايا معينة مثل الخلايا السرطانية. وعند أسماك القرش، حجم خلايا هذه الأجسام المضادة يشكل حوالي عُشر حجم هذه الخلايا عند الإنسان، وهذا ما يتيح لها التغلغل عبر أصغر شق في خلايا الفيروسات أو البكتيريا.