يعاني الكثير من الأهل إقناع طفلهم بتناول الدواء عند مرضه، لذا تراهم يبحثون يائسين عن أي وسيلة للتخلص من هذا التحدي الحقيقي، فبدون الدواء لن يشفى الصغير.. فما السبيل لجعله يقتنع بوضع العلاج في فمه؟
البعض يلجأ إلى خلط الدواء بالقليل من السكر مثلا كي يكون مستساغاً للطفل ويرضى بوضعه في فمه، ولكن هذا الحل ليس مقبولاً دائماً، لأن بعض الأدوية لا ينبغي سحقها أو خلطها أو تناولها مع الطعام، وربما مع بعض الأدوية يمكن أن يكون الأمر خطراً. لذلك تظل محاولة إقناع الطفل ببلع الدواء مهمة شاقة وتستغرق وقتاً طويلاً. ولكننا نستعرض فيما يلي مجموعة من النصائح التي ستسهل على الأبوين مساعدة طفلهما في الحصول على دوائه.
ماذا تفعل إذا رفض طفلك الدواء؟
إذا كان طفلك من النوع قوي الإرادة وأصر على عدم تناول الدواء، فلا تستسلم بسهولة. حاول معرفة سبب الرفض، هل هو طعم الدواء أم روتين تقديمه أم عدم فهمه لضرورة تناوله؟
- نكهة الدواء تحدث فرقاً في تقبل تناول الدواء حتى بين الكبار فما بالك بالصغار؟ لهذا السبب غالباً ما تصنع أدوية الأطفال السائلة مع نوع من السكر، ولكن أحياناً لا يحدث ذلك، وعليه من الضروري أن تسأل الصيدلي فيما إذا كان من الآمن خلط الدواء السائل بالقليل من السكر. وفي حال عدم ممانعته، بإمكانك مزج الدواء مع الشوكولاتة مثلاً أو شراب حلو المذاق قبل إعطائه للطفل.
- إذا لم يكن آمناً خلط الدواء مع أي شراب آخر، فحاول تغطية اللسان أولاً بنكهة أخرى لإخفاء طعم الدواء، مثلاً تقدم له كوباً من الشوكولاتة أو شراباً حلواً قبل الدواء، أو قم «بتخدير» اللسان برفق عن طريق جعله يلعق مصاصة قبل إعطائه الدواء.
- بإمكانك دوماً سؤال الصيدلي عن نكهة دواء طفلك عند استلامه، فهناك صيدليات تقدم خدمة قليلة التكلفة تسمح بإضافة أو تغيير نكهة الدواء السائل عن طريق الفم.
- كما يمكن أن يشارك طفلك في عملية اختيار النكهة المفضلة لديه كي يلتزم بتناوله لاحقاً.
- إذا كان طفلك من النوع الذي يبصق الدواء بشكل متكرر، ولكنه غير قادر على التواصل معك بشأن النكهة المفضلة لديه بسبب عمره الصغير، فإن تغيير نكهة الدواء يمكن أن يحدث فرقاً.
افهم سبب رفض طفلك للدواء
إذا لم يكن الطعم هو الذي يمنع طفلك من تناول الدواء، ففكر في سبب آخر يجعله يرفضه. ربما بإمكانك تغيير طريقة روتينك في إعطائه الدواء أو تعاملك معه لفعل ذلك، لأن الصغير عادة ما يتأقلم ويتنبأ.. لذلك عليك اتباع ما يلي:
- كن صادقاً معه. يمكن أن يؤدي إخفاء الأدوية بين الطعام إلى زيادة مشاعر القلق عند الطفل فيخاف من تناول الدواء. وبدلاً من ذلك، تحدث معه لتعرف ما يجعله يشعر بالراحة عند تناوله الدواء.
- تمكينه. ذكر طفلك بالمهارات الأخرى التي تعلمها، إذ يتطلب تعلم تناول الدواء الصبر، لكن بإمكانك جعله يكتسب الثقة من خلال الممارسة.
- شاركه. عندما تمنح طفلك خيارات ليقرر معك ودور يلعبه معك فإنه سيشارك أكثر ويتعاون معك. ولكن ما هي الخيارات التي يمكنك أن تقدمها لطفلك؟ اجعله يحمل حقنة أو علبة الدواء بنفسه مثلاً، أو إغراؤه بمكافأة قبل أو بعد تناول الدواء.
- تمسك بجدول زمني. مثلما نجحت في إنشاء روتين صباحي ومسائي، فإن الالتزام بروتين للدواء يجعل الطفل يتنبأ وبالتالي يستعد ذهنياً عندما يحين وقت الدواء.
كيف تشجع طفلك على تناول حبوب الدواء؟
بلع حبوب الدواء من أصعب الأمور المقلقة والمحبطة للأطفال، خاصة إذا لم يكن من الممكن سحق أو خلط هذه الحبوب. فما الذي يمكنك فعله آنذاك؟
- النظر يميناً أو يساراً. قد يكون من المفاجئ أن تعرف أن المريء يمكن أن ينفتح على نطاق أوسع عندما يتجه الرأس إلى الجانب. لذلك من الأفضل والأسهل تعلم كيف يبتلع الدواء وهو ينظر إلى الجانب.
- الميل نحو الأمام. يشعر الكثير من الناس أنه من الأسهل عليهم ابتلاع الحبوب عند ثني الذقن قليلاً نحو الصدر.
- استخدام رذاذ خاص. هناك منتجات تساعد على تقبل ابتلاع حبوب الدواء، وذلك عن طريق رش مادة زيتية منكهة في الفم لتغليف اللسان والحلق قبل بلع الدواء.
- كوب بلع الحبوب. إذا كان من الأسهل على طفلك أن يبتلع ورأسه مائل للخلف، فقد يستفيد من هذا الجهاز الذي يتضمن قطعة فم يمكن وضع الحبوب فيها وحتى الدواء السائل، فيسمح للحبوب والسائل بدخول الفم في نفس الوقت.
- ماصة بلع الحبوب. إذا كان طفلك من النوع الذي يفضل البلع ورأسه مدسوس إلى الأسفل، فجرب ماصة ابتلاع الحبوب، وهي تعمل بنفس طريقة قطعة كوب الفم لبلع الحبوب، ولكن مع الرأس مائل إلى الأمام.
- البلع مع سائل أكثر كثافة من الماء. إذا كان من الآمن تناول الدواء مع سائل آخر غير الماء، يمكن لطفلك بلع الحبوب مع العصير أو مخفوق الحليب.
إعطاء الدواء لطفلك في المدرسة
إذا كان طفلك بحاجة إلى تناول الدواء في المدرسة، فيجب أن يقوم أحد الوالدين بتسليمه في حاوية خاصة، ومعه وصفة مكتوبة من الطبيب ورسالة من الأهل تبين تفاصيل إعطائه الدواء. وبما أنك لن تكون في المدرسة، ينبغي وضع خطة علاجية مع الإدارة بحيث تسمح للطالب بحمل دوائه بنفسه عند الضرورة، مثل جهاز الاستنشاق وقلم الإيبنفرين. يمكن لممرضة المدرسة مساعدة طفلك على تذكيره بتناول أدويته في المدرسة والاحتفاظ بسجل تتبع للدواء.