كيف يمكن أن تموت من شرب الكثير من الماء؟ وهل كان هذا سبب وفاة "بروس لي"؟

من المفترض، بل يقال أيضاً الصحي، إن شرب لترين من الماء يومياً يعزز تطهير جسمك من السموم ويمنحك الطاقة ويساعدك على التخلص من الإرهاق. ولكن يحذر العلماء من أن بقاء الجسم رطباً للغاية قد يكون له عواقب وخيمة تصل إلى الموت.

بعد ما يقارب الخمسين عاماً من وفاته، يقول علماء إن الوفاة الغامضة لأسطورة الكونغ فو بروس لي قد تكون ناجمة عن شربه الكثير من الماء. إذ توفي نجم هوليوود في فنون الدفاع عن النفس عن عمر يناهز الـ 32 عاماً صيف عام 1973 أثناء وجوده في هونغ كونغ. وأظهر تشريح الجثة في ذلك الوقت أن بروس لي توفي بسبب تورم في الدماغ، وهو ما عزاه الأطباء إلى تناوله المسكنات. ثم ظهرت نظريات عديدة تفسر هذه الوفاة الغامضة، من بينها الاغتيال وضربة الشمس وغيرها، لكن يبين الباحثون اليوم أن تناول بروس لي المفرط للسوائل ربما تسبب له في الإصابة بنقص الصوديوم في الدم.

تعرف هذه الحالة بالتسمم المائي نتيجة نقص الصوديوم في الدم بسبب وجود الكثير من الماء في الجسم، مما قد ينتج عنه في النهاية حدوث تورم في الدماغ.

ونستعرض فيما يلي بعض حالات التسمم المائي التي ذاع صيتها في العالم:

آندي وارهول.. عملية المرارة أغرقته بالسوائل

خضع أيقونة الفن في العالم آندي وارهول لما كان من المفترض أن تكون جراحة روتينية في المرارة في مستشفى نيويورك، في فبراير من عام 1987، وكان عمره آنذاك 58 عاماً. ولكن جاءت الصدمة بإعلان وفاته نتيجة عدم انتظام ضربات القلب بعد الجراحة. وبعد ثلاثين عاماً، نظر الأطباء في ملفه الطبي وتبين لهم أن العملية كانت أكثر خطورة مما كان يعتقد أصلاً. لذلك رفعت عائلته دعوى قضائية ضد المستشفى لعدم كفاية الرعاية، ولسبب آخر مفاجئ وهو.. التسمم المائي. ربحت العائلة الدعوى وحصلت على مبلغ مالي لم يكشف عنه.

ادعى المحامي بروس كلارك في عام 1991 أن المستشفى ضخ في جسم وارهول أكثر من ضعف كمية السوائل المطلوبة مما تسببه له بارتفاع الضغط الداخلي، مضيفاً أن «السوائل أغرقته».

ليا بيتس.. ماتت بسبب المخدرات و7 لترات ماء

في 16 نوفمبر عام 1995 تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاة ليا بيتس، من مقاطعة إسيكس البريطانية، لأن سبب وفاتها كان غريباً للكثير من الناس. فقد فارقت هذه الشابة الحياة بعد أن تناولت قرص مخدرات وشربت بعدها مباشرة حوالي سبعة لترات من الماء خلال 90 دقيقة فقط ثم انهارت في غيبوبة دامت أربع ساعات. توفيت ليا بعد خمسة أيام من دخولها المستشفى عقب إيقاف عمل أجهزة الإنعاش. توصلت التحقيقات إلى أن وفاتها لم تكن بسبب قرص المخدرات بل نتيجة كمية المياه التي شربتها، فتسبب لها ذلك بإصابتها بالتسمم المائي، حيث تعطلت وظائف الدماغ بسبب الإفراط في شرب الماء وتورم الدماغ. كما زاد الطين بلة قرص المخدرات الذي قلل من قدرتها على التبول فتفاقمت حالتها سوءاً.

ديفيد روجرز.. توفي في نهاية سباق ماراثون

توفي ديفيد روجرز، مدرب اللياقة البدنية البالغ من العمر 22 عاماً من ميلتون كينز ببريطانيا، في عام 2007 بعد إكمال ماراثون لندن، وذلك بعد أن انهار في نهاية السباق وتوفي في المستشفى.

كان الماراثون في ذلك العام هو الأكثر سخونة في تاريخ الحدث الذي استمر 27 عاماً، واندلع جدل في حينه مع مطالبات بضرورة نقل توقيت الماراثون إلى موعد آخر أكثر برودة، وحدثت وفاة ديفيد في الوقت الذي واجه فيه منظمو الماراثون انتقادات واسعة بسبب نفاد إمدادات المياه. ومع ذلك، اتضح لاحقاً أن هذا العداء توفي بسبب التسمم المائي بعد أن شرب كمية كبيرة من الماء. ورغم النهاية الحزينة أشاد والده بروح ابنه التي تجلب السعادة للجميع، كما بينت زوجته أنها رأته عند الجسر سعيداً قبل أن يتم إبلاغها بخبر وفاته.

أنتوني أندروز.. شارف على الموت لشربه 8 لترات ماء

تحدث الممثل الإنجليزي كيف أنه شارف على الموت بعد أن شرب أربعة أضعاف الكمية اليومية الموصى بها من الماء. وانهار ممثل المسرح والتلفاز الشهير في سيارة بعد عرضين متتاليين لـ «My Fair Lady». استهلك ثمانية لترات من الماء، كان يأخذ زجاجة ماء في كل مرة يخرجه فيها من المسرح كي تلين حباله الصوتية في المسرح الحار. وفي النهاية تم نقله إلى المستشفى حيث أمضى ثلاثة أيام في العناية المركزة.

تسببت المياه التي شربها في حالة تسمم مائي. وشكر هذا الممثل المعروف سائقه باري على تفكيره السريع وإنقاذه حياته. وصرح آنذاك مصمم ملابس أنتوني أندروز، لين، أن الممثل لم يكن على طبيعته تماماً وأنه كان يشرب أكثر مما اعتاد أن يفعله. أما أنتوني فأكد أن آخر شيء يتذكره هو ركوبه السيارة بعد أدائه في المسرح ثم استيقاظه بعد أيام.

جينيفر سترينج.. ماتت في مسابقة إذاعية لشرب الماء

تم العثور على هذه الأم لثلاثة أطفال ميتة في عام 2007، عن عمر يناهز 28 عاما، بعد أن شربت ما يقرب من ثمانية لترات من الماء في مسابقة إذاعية في كاليفورنيا.

توفيت جينيفر سترينج، من ساكرامنتو بكاليفورنيا، بسبب التسمم المائي الحاد بعد التحدي الذي يمنح الجائزة للمتسابق الذي يمكنه شرب أكبر قدر من الماء دون الذهاب إلى المرحاض.

أقيمت مسابقة «Hold Your Wee for a Wii»- من قبل محطة راديو KDNDFM حيث وعد الفائز بجهاز Nintendo Wii. وفي نهاية المسابقة مازحت جينيفر الجميع قائلة إنها تبدو حامل مرة أخرى، ثم سرعان ما اشتكت من اضطراب في المعدة وصداع. تقيأت بعدها قبل العودة إلى المنزل، وعثر عليها ميتة في ظهيرة ذلك اليوم. ووجدت هيئة محلفين مشغل محطة الراديو مسؤولاً عن وفاة جينيفر، ثم فصلت الإذاعة عشرة من موظفيها، لكنها وجدت خلال المحاكمة أن جينيفر كانت تعلم أن المسابقة قد تكون خطيرة. ومع ذلك، حصلت عائلة جينيفر على مبلغ 10 ملايين دولار كتعويض عن وفاتها.

ماثيو كارينجتون.. تورم دماغه بسبب الماء

توفي ماثيو كارينجتون، طالب يبلغ من العمر 21 عاماً في جامعة ولاية شيكاغو، في 2 فبراير 2005، بعد تعريضه من قبل جمعية الأخوة بالكلية للمياه بكميات كبيرة.

توفي الطالب في قبو منزل جمعية الأخوة بعد أن أجبر على شرب الماء وأداء تمارين رياضية - شكل من أشكال تدريبات القوة. تسببت طقوس جمعية الأخوة في تسممه بالماء مما أدى إلى تورم دماغ ماثيو ونوبات صرع وفشل القلب.

استمعت المحكمة في ذلك الوقت إلى أعضاء جمعية الأخوية بسبب تأخرهم في طلب المساعدة لأكثر من ساعة. اعترف أربعة طلاب بالذنب في القتل غير العمد لقتل ماثيو.
تكريماً للطالب، دخل قانون حيز التنفيذ أطلق عليه اسم «قانون مات»، والذي يسمح بملاحقات جنائية عندما تحدث إصابات خطيرة أو وفيات نتيجة طقوس التنكيل. قبل تقديم هذا القانون، كان التنكيل - حتى في حالة الوفاة - يصنف على أنه جنحة.