الكثيرون يحلمون ألا تداهمهم التجاعيد أو على الأقل إبعاد شبحها عن وجوههم لأطول فترة ممكنة، لذلك تراهم يلجأون إلى صرف أموالهم على علاجات وجراحات تحقق لهم هذا الغرض.. ولكن هل تعرفون أن هناك طرقاً سهلة وغير جراحية قادرة على إبطاء زحف الشيخوخة إليكم؟
عادة ما نسمع عن البوتوكس والفيلر عندما يتعلق الأمر بالرغبة في استعادة نضارة الشباب، غير أنها إجراءات مكلفة ويمكن أن تكون لها آثار جانبية خطيرة مثل العدوى والألم والندوب.
ونستعرض فيما يلي 5 طرق يمكنك اللجوء إليها لتحقيق حلمك بالبقاء بعيداً عن الشيخوخة لأطول فترة ممكنة:
يوغا الوجه
من المعروف عن اليوغا أنها تساعدك على الاسترخاء وتقوية عضلاتك وتحفيز تدفق الدم. لكن اليوغا التي تخصصها لوجهك فقط لها فوائد تتمحور حول إعادة عقارب ساعة عمرك.
يبين الخبراء أن أداء التمارين التي تستهدف عضلات الوجه يمكنها أن تساعد على ظهورها بمظهر أكثر تناسقاً وشداً وامتلاء. ويعود السبب في ذلك إلى أن يوغا الوجه تحفز تدفق الدم في الوجه، الأمر الذي يشجع على إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الذي يدعم الجلد والأنسجة الأخرى. ولكي تحصل على هذه النتائج، يقترح الخبراء البدء بممارسة اليوغا مرتين يومياً، مرة عند الاستيقاظ في الصباح، ومرة في المساء قبل الذهاب إلى النوم.
كل ما تحتاجه هو خمس دقائق في كل مرة، واختيار ثلاث إلى أربع وضعيات يتم تثبيتها لمدة 30 ثانية لكل منها، بعد إحماء سريع. وبخصوص الإحماء، افتح فكك كما لو كنت تتثاءب ثم ارفع عينيك ناظراً إلى السقف دون تحريك جبهتك وحافظ على هذه الوضعية لمدة 10 ثواني ثم كرر ذلك.
أما الوضعية الأخرى، فتتمثل في تحريك الذقن إلى أحد الجانبين ثم رفعه قليلاً إلى الأعلى، وضم شفتيك إلى بعضهما كما تفعل في القبلة. حافظ على هذه الوضعية لمدة 10 ثواني ثم قم بعدها بتحريك الذقن إلى الجانب الآخر.
العلاج بالأوكسجين عالي الضغط
العلاج بالأوكسجين هو طريقة أخرى لتجديد شباب البشرة. إذ يتكون الهواء الذي نتنفسه من حوالي 20 بالمئة فقط من الأوكسجين، والبقية غازات أخرى بما فيها النيتروجين وثاني أوكسيد الكربون. لكن العلاج بالأوكسجين عالي الضغط يتمثل في تنفس أوكسجين بنسبة 100 بالمئة أثناء الاستلقاء في غرفة الضغط العالي، حيث يتدفق الأوكسجين عن طريق أنبوب.
يشير الخبراء إلى أن الأوكسجين النقي يشجع على إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الطبيعي القادر على تقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد. وعلاوة على هذه الميزة وتأثيراتها التجميلية، وجد الباحثون أن العلاج بالأوكسجين عالي الضغط يعزز التركيز والذاكرة، وهي مهارات من المعروف أنها تميل إلى الضعف مع تقدم العمر. كما أن هذا العلاج يحسن الدورة الدموية، مما قد يحسن البقع التي تظهر مع تقدم العمر أيضاً، والجلد المترهل، والتجاعيد، وضعف بنية الكولاجين، وتلف خلايا الجلد، إضافة إلى تحسين مرونة الجلد.
قضاء الوقت في الخارج
نشعر جميعاً بتحسن عندما تشرق الشمس. لكن أشعة الشمس نفسها يمكن أن تساعدنا أيضاً على الابتعاد عن التجاعيد. فالتعرض لأشعة الشمس مصدراً طبيعياً لفيتامين D الضروري للحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات. ويقول الخبراء إن نفس الفيتامين يلعب أيضاً دوراً في تنظيم جهاز المناعة وتقليل الالتهابات التي يمكن أن تساعد في إبطاء عملية الشيخوخة.
يمكن أن تساعد أشعة الشمس الطبيعية أيضاً في تقليل التوتر المرتبط بحالات الشيخوخة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والتدهور المعرفي. ومع ذلك، من الضروري الاستمتاع بالشمس بشكل معقول وصحي من خلال استخدام واقي الشمس، حيث قد يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من الشمس إلى إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد والتسبب في سرطان الجلد، بالإضافة إلى شيخوخة الجلد المبكرة.
العلاج بالإبر
هذا النوع من العلاج مشتق من الطب الصيني القديم. لكن الوخز بالإبر، الذي يتضمن إدخال إبر رفيعة في أجزاء معينة من الجسم، يزداد شعبية الآن كبديل للحشو (الفيلر) المعروف أنه طريقة لإخفاء التجاعيد.
من الناحية النظرية، تعمل طريقة الوخز بالإبر من خلال التسبب في إصابة الجلد، فيؤدي ذلك إلى إطلاق الخلايا الليفية، والمعروفة أيضاً باسم «الخلايا الشافية» لإصلاح هذه المناطق بالكولاجين. ويوضح الخبراء أن هذه العملية تؤدي أيضاً إلى إنتاج الإيلاستين، الذي يساعد في تعويض فقدان تماسك الجلد. ونتيجة لذلك، يتسبب العلاج في شد العضلات المتدلية ورفعها وتناغمها.
قد يستغرق الأمر ست جلسات أو أكثر حتى تبدأ في رؤية آثار تجديد الشباب.
النوم
الحصول على قسط وافر وجيد من النوم هو مفتاح التمتع بمظهر الشباب. فالهالات السوداء المؤقتة وانتفاخ الجفون وشحوب الجلد هي من الآثار الجانبية المعروفة لعدم الحصول على قسط كاف من النوم. لكن الدراسات تشير إلى أن عدم النوم بشكل كاف وفقاً للمعايير الصحية له آثار غير مرغوبة تظهر على الشخص وأبرزها الشيخوخة. حيث وجدت دراسة أجراها باحثون أمريكيون في عام 2013، من خلال فحص 60 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و50 عاماً، أن أولئك الذين عانين قلة النوم كن أكثر عرضة لظهور الخطوط الدقيقة وتغير لون البشرة. كما وجدت دراسة نشرت في مجلة علمية رصينة عام 2017 أن الشخص يظهر أقل جاذبية بعد ليلة نوم سيئة. وبالإضافة إلى التأثيرات الجمالية، يمكن لقلة النوم أن تجعل خلايا الجسم تتقدم في العمر، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا في عام 2015.