مع تزايد اللجوء إلى الفيلر والبوتوكس مؤخراً، تزايدت معها الآراء التي تعبر عن القلق من مثل هذه التدابير التجميلية، حيث نسمع بين الحين والآخر عن حوادث مؤسفة تقع لمن يكنّ فريسة لإجراء خطأ أو عدم خبرة أو حتى عملية نصب.
لذلك إذا ما فكرتِ في الخضوع لجلسة حقن بوتوكس لتقليل التجاعيد أو الفيلر لتحسين منظر شفتيك أو وجهك، من المهم للغاية أولاً أخذ الحذر والتفكير بتمعن بخياراتك وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار.
يحدد خبراء التجميل 5 أسئلة يجب أن تطرحيها على نفسك لتساعدك على اتخاذ قرار الخضوع لمثل هذا الإجراء التجميلي:
1- لماذا أريد أن أغير مظهري؟
أول ما يجب أن تفكري به هو السبب الحقيقي الذي يدفعك إلى قرار تغيير مظهرك، ولا تكتفي بمجرد القول «أريد أن أبدو أصغر» أو «أريد شفاه أكبر»، فهاتان الجملتان بديهيتان وتلخصان كل رغبة لنا في أن نشعر بشكل أفضل فيما يخص أنفسنا. وربما تتساءلين «ولكن ما عيب ذلك؟»، حسناً، لا توجد مشكلة هنا، ولكن الأفضل ألا تركزي على التجميل بل تعتبرينه مجرد تحسين صغير وليس خياراً كبيراً لتغيير الحياة. من غير المجدي أن تكون لنا عقلية تحسين ما نمتلكه أصلاً إذا ما كنا نبحث عن شيء آخر يجعلنا سعداء. علينا أن ننظر إلى ما نمتلكه فعلاً.
2- هل أنا أقلد واحدة من الممثلات أو المشاهير؟
إذا كانت رغبتك للبوتوكس أو الفيلر نابعة من إعجابك الشديد بشفاه أو جبهة واحدة من الموديلات أو الممثلات أو مشاهير الانستغرام، فإنك تجازفين بوقوعك في فخ ما يسمى بـ«المقارنة واليأس». ففي عالم الـ«سوشيال ميديا» الكل يسعى جاهداً لفعل أقصى ما بإمكانهم لإظهار أفضل صورة لهم، لذلك يجب أن تفهمي أن مقارنة أنفسنا مع هؤلاء لا يؤدي سوى إلى اليأس.
المهم هنا أيضاً تذكر مدى انتشار وشعبية البرامج والتطبيقات التي تتيح إمكانية فلترة وتعديل الصور، وبالتالي لن تعرفي إطلاقاً فيما إذا كنت ما تشاهدين النسخة الحقيقية لوجه هؤلاء المشاهير أم لا.
كما أن الأشخاص المشهورين لديهم من المال ما يتيح لهم إنفاق مبالغ ضخمة على العمليات والإجراءات التجميلية، والوصول إلى أفضل جراحي التجميل في العالم، وهذا يعني أن النهاية التي ستحصلين عليها من خضوعك للتجميل ستكون مختلفة تماماً عنهم. الطموح أمر جيد للغاية، ولكنه في هذه الحالة شيء مختلف، فالطموح الحقيقي أن تكوني نفسك وليس شخصاً آخر.
3- هل الجراحة ستمنحني ثقة فورية؟
من السهل أن تقولي لنفسك «إذا ما غيرت هذا الشيء أو ذاك في شكلي يمكن أن أكون سعيدة»، ولكن في الحقيقة أن هذا غير صحيح، وربما ينتهي بك الأمر بالرغبة بمزيد من الإجراءات التجميلية من أجل تغطية ضعف ثقتك في نفسك. من المحتمل أن يساعدك في هذه اللحظة أن تفكري كيف سيكون رد فعلك إذا ما أخبرتك صديقة أنها تريد أن تخضع لجلسة حقن بالفيلر.
وعليه، من الخطأ أن نسأل الآخرين عن رأيهم بهذا الموضوع، حيث سنبدو وكأننا نريد منهم الموافقة على قرارنا، وهذا أمر مخادع. بدلاً من ذلك، عليك أن تسألي نفسك «ما هو جوابي لصديقتي إذا ما طرحت علي هذا السؤال؟»، وبعدها يمكنك البناء على الحوار الإيجابي الذي سيجري في داخلك.
4- هل بإمكاني تحسين ثقتي بنفسي بطريقة أخرى؟
بدلاً من اللهاث خلف التدخل التجميلي، ربما باستطاعتك محاولة تجربة بناء الثقة في النفس والتقدير الذاتي من الداخل أولاً.
تقول نيكولا فانلينت، معالجة نفسانية من غرينويج ببريطانيا، إنه كانت تتردد عليها سيدة لا يعجبها أي شيء في جسدها «طلبت منها العثور ولو على شيء واحد يعجبها، فقالت إن لديها شامة تعجبها، حينها عملنا سوية على أن ننظر إلى هذه الشامة يومياً ونقول (أنا أحب هذه الشامة) ونجحنا بالتالي أن نبني ثقتها بنفسها».
وفي حالة فيلر الشفاه، تقترح نيكولا أن تجرب المرأة المكياج أولاً كي ترى نفسها وتعرف شعورها «احصلي على لاينر شفاه لائق وحاولي تقنيات مختلفة. وربما تكتشفين في النهاية أن شفتيك ليس بالسوء الذي تظنين».
5- ما شعوري لو وقع خطأ؟
حتى الإجراءات التجميلية غير الجراحية يمكن أن يحدث فيها خطأ، لهذا السبب من المهم للغاية أن نفهم المخاطر التي نحن مقبلين عليها. صحيح أن فترة الانتظار ربما غير مشروطة قانوناً، ولكن أخذ الوقت المناسب بعد الاستشارة الأولية، للتفكير قبل حجز موعد الخضوع لإجراء تجميلي، هو أمر حكيم. فإذا ما فهمنا حقاً ما يجري وسيجري وتقبلنا هذه المعلومات، سنكون قادرين آنذاك على اتخاذ أفضل القرارات لأنفسنا.