«العقل السليم في الجسم السليم» مقولة تترافق دوماً مع الحديث عن أهمية الحفاظ على صحتنا وإيلاء الاهتمام لنمط حياتنا. وتعتبر الرياضة جزءاً محورياً من يوميات صاحب «الجسم السليم»، في ظل فوائدها المتعددة وأبعادها المتعلقة بصحة القلب والعقل معاً.
فما الذي تضيفه الرياضة إلى الطفل؟ وماذا عن بعض الرياضات القتالية التي تتسم بفوائد عدة كونها تزاوج بين تعزيز اللياقة البدنية والنمو الفكري؟
بالطبع، تضفي الرياضة الحيوية والنشاط على الطفل. ومن هذا المنطلق، تقيم الكثير من المراكز والنوادي أنشطة ومخيمات تشمل الرياضة بكافة أنواعها من كرة القدم، كرة السلة إلى تعليم الفنون القتالية، بل بعض المراكز افتتحت صفوف زومبا للأطفال، وهي من الرياضات الإيقاعية التي تجد إقبالاً كبيراً من شرائح عمرية مختلفة.
يشرح المدرب إبراهيم بنيدجا، من نادي «يو إف سي» الرياضي –سيليكون سنترال، أهمية الرياضة «تقوي عضلة القلب وتحميه من الإصابة بالأمراض المختلفة وتشد جسم الطفل وتزيد مرونته».
كما يتلمس فوائد الرياضة للطفل صحياً ونفسياً وجسدياً واجتماعياً «تضفي على الجسم الحيوية والنشاط، وتعمل على زيادة شهية الطفل للطعام وتنمي القدرات العقلية، وتزيد التركيز من خلال تفكير الطفل في كيفية اللعب والوصول إلى الفوز، والطبيعي أن ممارسة الشيء تزيد من قوته، ومقولة «العقل السليم في الجسم السليم» تؤكد أن الرياضة تمنح الطفل الثقة بالنفس، ويشعر بأنه عنصر فاعل له أهميته في المجتمع، ما ينمي الشخصية القيادية فيه، كما تجعل الطفل اجتماعياً ومندمجاً بالبيئة المحيطة، فمن خلال اللعب مع أقرانه وتبادل الكلام والآراء، يتعلم الطفل كيفية التعامل مع الآخرين ونمط السلوك الصحيح في هذا التعامل».
وبخصوص تعليم بعض الرياضات القتالية، يكتسب الطفل، بحسب المدرب بنيدجا، الثقة بالنفس، ويتخلل أداء هذه الرياضات أجواء مرحة يستمتع الطفل بأدائها ومنها «الكاراتيه، التايكواندو، الكونغ فو، الجودو وغيرها من رياضات تعلم فن الدفاع عن النفس بأساليب قتالية ترتكز على القوة، المرونة، الصبر والمثابرة والأهم تشجع على قيم أخلاقية».
الرياضات القتالية.. لياقة جسدية وفكرية
لا تمييز «جندري» في التوجه إلى هذه الرياضات، حيث يلفت بنيدجا إلى أن «كل الرياضات يمكن ممارستها من طرف الإناث إلا بعض الفنون القتالية العنيفة، وأول نصيحة أقدمها للآباء هي معرفة أي رياضات تجذب الطفل وتسجيله في رياضة يفضلها، كما أنصحهم بالرياضات القتالية لأنها تجمع بين تطوير اللياقة البدنية والنمو العقلي والفكري لدى أبنائهم».
«الجوجيتسو للجميع»
باتت رياضة الفنون القتالية جزءاً من برامج المخيمات، وحتى المراكز التي تقدم سواء مخيمات تواكب الإجازة الصيفية أو حتى إجازة العطلات المدرسية، بل يعمد بعض الأهالي إلى تسجيل أبنائهم في دورات متتابعة لإكساب أطفالهم مهارات قد يحتاجون إلى استخدامها في الدفاع عن أنفسهم كون بعض هذه الرياضات تعتمد على الركلات «بقوة عالية» وعلى بعض أساليب «القتال الأرضي» ومنها رياضة الجوجيتسو.
وفي هذا السياق، أطلق اتحاد الإمارات للجوجيتسو أحدث حملاته ومبادراته المبتكرة بعنوان «الجوجيتسو للجميع»، وهي مبادرة تستمر حتى نهاية العام 2023 وتهدف إلى حث جميع أفراد المجتمع في مختلف المراحل السنية على ممارسة الرياضة واتخاذها أسلوب حياة. ويتعاون الاتحاد مع عدد من الشخصيات المؤثرة لتعزيز الوصول إلى الشرائح المستهدفة، وأولها آمنة القبيسي، أول فتاة من منطقة الشرق الأوسط تشارك في برنامج تجريبي لـ «الفورمولا إي» وتخوض منافسات بطولة آسيا للفورمولا 3 في عام 2019.
الجوجيتسو.. توظيف طاقة الخصم والاستفادة منها
وفي هذا الصدد، يوضح محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو، «رياضة الجوجيتسو تحظى بشعبية وجماهيرية كبيرتين، وهي رياضة دفاعية يلعب العقل دوراً أساسياً فيها لتوظيف طاقة الخصم والاستفادة منها. كما تعد هذه الرياضة واحدة من أهم الرياضات التي يمكن للإنسان استثمارها من أجل المحافظة على صحته وتعزيز لياقته البدنية، واكتساب تقنيات الدفاع عن النفس».
آمنة القبيسي تشارك في حملة «الجوجيتسو للجميع»
تنسجم هذه المبادرة مع رؤية اتحاد الإمارات للجوجيتسو لنشر ثقافة الرياضة وتوسيع قاعدة الممارسين على مستوى الدولة وخارجها.
وحول مشاركتها في الحملة، تشرح آمنة القبيسي أبعاد انخراطها في حملة «الجوجيتسو للجميع»، «أدرك تماماً الفوائد الكبيرة لممارسة الأنشطة الرياضية والأثر الإيجابي لها في صحة الأفراد بشكل عام. ويسعدني استخدام منصتي لتشجيع الشباب على ممارسة هذه الرياضة واستكشاف إمكاناتهم، بالإضافة إلى إرساء قيم الانضباط واحترام المنافس والعمل الجماعي والصبر والتحمل والثقة بالنفس التي تتمثل في قيم الجوجيتسو».