صحيح أن العطس أمر غير مرحب به خاصة في عطلتك الصيفية، لكن بالنسبة إلى بعض الناس يصعب تجنبه لأنهم ببساطة ينظرون إلى الشمس فيعطسون؛ بل إن الأمر يتكرر حتى في فصل الشتاء، وهناك من يعطس لمرات عديدة. فما هو السبب؟
هناك العديد من الأسماء لهذه الظاهرة، مثل «عطس الشمس»، و«متلازمة العطس الضوئي»، و«العطاس الضوئي»، و«متلازمة آتشو»، لكن من ناحية علمية بلا شك، فهي تعرف باسم «متلازمة الهياج العيني الشمسي الجسدية القاهرة».
ولكن لماذا يحول ضوء الشمس بعضنا إلى مصنع للعطس؟ وهل هناك ما يمكنك فعله لوقفه؟
ما هي متلازمة العطس الضوئي؟
العطس هو رد فعل أنفي، فالعطس بالنسبة للأنف مثل السعال للرئة. العطس المتوسط هو استجابة لتهيج الأنف من نوع ما، مثل محاولة طرد الجراثيم المعدية. لكن هذا ليس ما يحدث في متلازمة العطس الضوئي.
ما هي أسباب هذه المتلازمة؟
العطس الشمسي هو استجابة مبالغ فيها تحدث عند التعرض للضوء الساطع. يبدأ كل شيء من العصبونات المتقاطعة التي يتضمنها العصب ثلاثي التوائم، وهو عصب وجهي يصل إلى عينك وأنفك. عندما يضرب ضوء ساطع عينيك، ينقبض بؤبؤ العين وتعطس.
يحدث هذا المنعكس عادة عند التعرض الأولي للشمس أو لضوء ساطع للغاية. إنه أكثر شيوعاً عند الانتقال من بيئة مظلمة إلى بيئة مضاءة، مثل القيادة خارج نفق أو المشي من غرفة مظلمة إلى فناء مشمس، حتى أن بعض الأشخاص يتفاعلون مع فلاش التصوير الفوتوغرافي.
متلازمة العطس الضوئي وراثية، لكن لم يحدد الباحثون بعد الاختلاف الجيني المسؤول عنها. كما أن الخبراء ليسوا متأكدين مما إذا كان من الممكن اكتساب هذه الحالة.
ما مدى ندرة متلازمة العطس الضوئي؟
يبدو أن العطس في الشمس أمر غريب جداً، لذلك قد تتفاجأ عندما تسمع أن متلازمة العطس الضوئي شائعة إلى حد ما. أما ما مدى شيوعها بالضبط، فلا يزال الأمر مطروحاً للنقاش؛ إذ لا توجد الكثير من الدراسات حول متلازمة العطس الضوئي، والدراسات الموجودة تميل إلى أن تكون عيناتها صغيرة جداً. ولكن، مجتمعة، تشير هذه الدراسات إلى أن ما بين 15% و30% منا يعطسون بسبب الشمس، كما أن لديك فرصة بنسبة 50% لوراثة متلازمة العطس الضوئي إذا كان أحد والديك مصاباً بها.
وفقاً لدراسة أجريت عام 1995 حول العطس الضوئي، فإن الحالة أكثر شيوعاً عند الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، وخاصة النساء، وقد يكون لوجود انحراف في الحاجز الأنفي علاقة بها.
الجدير بالذكر أن مدى شدة متلازمة العطس الضوئي يمكن أن تختلف من شخص لآخر. يعطس بعض الناس مراراً وتكراراً مع التعرض لأشعة الشمس، حتى في فصل الشتاء، أما بالنسبة لأشخاص آخرين يعانون رد الفعل هذا، فإن العطس يحدث فقط من حين لآخر. نتيجة لذلك، من الممكن أن ترث هذه المتلازمة ولا تدرك أبداً أنك مصاب بها.
هل هناك أي مخاطر من متلازمة العطس الضوئي؟
بينما قد تشعر أحياناً أنك على وشك إخراج دماغك من أنفك، فإن عملية العطس نفسها ليست خطِرة. ما هو خطِر: العطس مراراً وتكراراً في المواقف شديدة الخطورة. إذا كنت تعاني نوبة العطس أثناء القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة، فإن فرص تعرضك لحادث تزداد بشكل كبير.
ومن الشائع أيضاً أن يعطس الأشخاص الذين يعانون متلازمة العطس الضوئي استجابة للضوء الساطع في وجوههم، والذي قد يحدث أثناء علاجات الأسنان أو العين. وتتفاعل بعض أنواع العطس الضوئي أيضاً مع أنواع معينة من التخدير، مثل البروبوفول.
يمكن أيضاً تحفيز متلازمة العطس الضوئي عن طريق حقن عينك بمخدر لإجراء الجراحة، لأن الحقن، مثل التعرض المفاجئ لأشعة الشمس، يحفز العصب ثلاثي التوائم.
هل توجد طريقة لمنع العطس من أشعة الشمس؟
في هذه المرحلة، ربما تتساءل عما يمكن فعله بشأن متلازمة العطس الضوئي. في الحقيقة لا يوجد علاج محدد للعطس الشمسي..
لكن يقول الخبراء إن هناك ثلاثة أشياء مختلفة قد تستحق المحاولة:
- ارتداء النظارات الشمسية أو القبعات أو غيرها من الملحقات التي تجعل التعرض المفاجئ لأشعة الشمس أقل دراماتيكية.
- علاج التهاب الأنف عند الأشخاص الذين يعطسون بسبب الحساسية الموسمية يقلل أحياناً من الميل للعطس.
- استخدام «تقنية الضغط النسيجي المستعرض». يبدو الأمر خيالياً، لكن كل ما تفعله هو الضغط على المنطقة الواقعة بين أنفك وشفتيك.
على أي حال، من الضروري إخبار الطبيب المعالج أنك مصاب بمتلازمة العطس الضوئي قبل خضوعك لإجراء جراحي، أو تحت الضوء. من المهم بشكل خاص أيضاً إعلام طبيب العيون وطبيب الأسنان أيضاً، لأن الأضواء الساطعة ضرورية للاختبارات والإجراءات.
وإذا كنت ستخضع لعملية جراحية تتطلب تخديراً من أي نوع، فأخبر الجراح وطبيب التخدير والممرضات بأنك مصاب بهذه المتلازمة، تماماً مثلما تخبرهم عن الحساسية تجاه الأدوية. قد لا يكون الأمر مهماً بالنسبة للإجراء الذي تخضع له، لكن من الأفضل دائماً أن تكون آمناً على أن تكون آسفاً.