12 سبتمبر 2023

ما علاقة وقت تناول الفطور الصباحي بالإصابة بمرض السكري نوع 2؟

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

ما علاقة وقت تناول الفطور الصباحي بالإصابة بمرض السكري نوع 2؟

غالباً ما يهتم مرضى السكري بتناول الأدوية الموصوفة لهم واتباع حمية غذائية تجنبهم تقلبات مستويات السكر في الدم، ولكن دراسة حديثة ومثيرة كشفت أن الوقت الذي يتناول فيه الشخص الفطور الصباحي له دور مهم في الإصابة بالسكري نوع 2... كيف؟

إذا كنت تأكل بعد الساعة التاسعة صباحاً، عندما تبدأ مستويات الكورتيزول في الانخفاض بشكل طبيعي، فقد لا ترتفع مستويات السكر في الدم إلى الحد الذي يحدث عند تناول الطعام في وقت تكون فيه مستويات السكر في الدم مرتفعة بالفعل.. لهذا السبب يقول الخبراء: لا تأكل وجبة الإفطار فور الاستيقاظ من النوم.

من المسلم به أنه يمكننا تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري والتحكم في مستويات السكر في الدم ليس فقط من خلال تغيير ما نأكله ولكن متى وكيف نتناول وجباتنا (إضافة إلى طريقة التحضير). لهذا السبب، اعتبر الأطباء أن ما ورد في دراسة جديدة أجراها مؤخراً معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal) أمراً مثيراً للاهتمام حقاً. جاء في هذه الدراسة أن تناول وجبة الإفطار بعد الساعة التاسعة صباحاً يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 59 في المئة مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار قبل الساعة الثامنة صباحاً. هذا هو الاستنتاج الرئيسي لدراسة تابعت أكثر من 100000 مشارك في مجموعة فرنسية.

ما يحدث هو أن جسم الإنسان يمر بظاهرة الفجر، حيث تصل مستويات الجلوكوز في الدم، بعد انخفاضها طوال الليل، إلى أدنى مستوى لها في الساعة 4 صباحاً. ثم تبدأ هذه المستويات في الارتفاع حتى لو كنت نائماً أو حتى إذا لم تكن تناولت أي طعام. بعد ذلك تبدأ مستويات الكورتيزول، الهرمون المسؤول عن التحكم في إفراز السكر في الدم وتحديد كيفية استخدام الدهون والبروتينات والكربوهيدرات لعملية التمثيل الغذائي لديك، في الارتفاع وتصل إلى ذروتها بين الساعة 4 صباحاً و9 صباحاً. يشير الكورتيزول إلى أن الكبد ينتج الجلوكوز بحيث يتم تزويدك بالطاقة الكافية لممارسة اليوم. إذا كنت تعاني مرض السكري ومقاومة الأنسولين، فإن مستوى السكر في الدم لديك يرتفع. ويرى الخبراء أنه إذا كنت تأكل بعد الساعة 9 صباحاً، عندما تبدأ مستويات الكورتيزول في الانخفاض بشكل طبيعي، فقد لا ترتفع مستويات السكر في الدم إلى الحد الذي يحدث عندما تتناول الطعام في وقت تكون فيه مستويات السكر في الدم لديك بالفعل مرتفعة في جسمك. لهذا نقول لا تأكل إفطارك مباشرة بعد الاستيقاظ.

ماذا تأكل في وجبة الإفطار؟

في موازاة ذلك، فإن ما تأكله في وجبة الإفطار مهم. احرص دائماً على إضافة البروتين والدهون الصحية في طبق الإفطار وتقليل الكربوهيدرات. قلل من الكربوهيدرات وغيرها بالفواكه الغنية بالألياف. تأكد من توازن المجموعات الغذائية حتى لا يكون هناك زيادة في كفة واحدة على الأخرى. قلل من عنصر غذائي كي تفسح المجال لآخر. عادة ما ينفع تناول الأومليت المعد من البيض/ بياض البيض/ دقيق الحمص لأنه يقلل تلقائياً من تناولك الكربوهيدرات، وله قيمة كبيرة تجعلك تشعر بالشبع، ويؤخر الهضم ويبطئ إطلاق السكر في الدم. هذا هو تأثير وجبة الإفطار الغنية بالبروتين والألياف الصحية بحيث لا تشعر بالجوع قبل الغداء. عندما تنخفض مستويات السكر في الدم بعد الإفطار، فإن مستويات السكر في الدم بعد الغداء تنخفض أيضاً كجزء من التأثير المتتالي. لذلك، لا تفوت وجبة الإفطار.

العشاء المتأخر

وجد فريق البحث أيضاً أن العشاء المتأخر (بعد الساعة 10 مساء) يبدو أنه يزيد من المخاطر أيضاً، بينما تناول الطعام بشكل متكرر (حوالي خمس مرات في اليوم) كان مرتبطاً بانخفاض معدل الإصابة بالسكري نوع 2. إذ إن منطق تناول عشاء مبكر له ما يبرره تماماً. فإذا أكل المرء عشاء متأخراً، ستتأخر الاستفادة من تلك الوجبة، حيث أظهرت العديد من الدراسات أنه إذا تناولت العشاء في وقت متأخر، فإن السعرات الحرارية غير المستغلة تتحول إلى دهون ويتم تخزينها في الكبد. هذا، بالطبع، يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين. في بعض الأحيان، تكون الوجبات المتأخرة هي السبب في شعورك بالثقل في الصباح وتميل إلى تخطي وجبة الإفطار.

يعتبر تناول عشاء مبكر تقليداً شائعاً في أسلوب الحياة القديم الذي دأب عليه الأجداد. أما في وقتنا الراهن فإن أوقات تناول وجباتنا باتت متغيرة ومنحرفة عن السياق الصحي بسبب حياتنا العملية المحمومة والمتسارعة. لذلك ينصح خبراء التغذية والأطباء بتناول الطعام في الوقت المحدد حتى لو كنت في مكان العمل. حتى في المجتمعات الغربية، يتناولون العشاء بين الساعة 6 و7 مساء، غالباً قبل غروب الشمس، لذلك تبدو إنتاجية عملهم جيدة. كما يمكن أن يمنع العشاء المبكر اضطرابات التمثيل الغذائي.

في الواقع، يعتبر النظام الغذائي المبرمج وفق توقيت صحيح نهجاً رئيسياً في إدارة مرض السكري من النوع 2. وتشترك ثلاث ركائز أساسية في هذا النظام الغذائي، وهي أوقات الوجبات، وإيقاعات الساعة البيولوجية وعملية الأيض الصحية. فقد أظهرت الأدلة المستقاة من كل الأبحاث على الحيوانات والبشر أن الاضطراب اليومي في هذه الركائز قد يؤثر في كثير من الأحيان في عملية التمثيل الغذائي، وخاصة مستويات السكر في الدم وكفاءة الأنسولين.

 

مقالات ذات صلة