04 أكتوبر 2023

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بخطر الإصابة بسرطان الثدي

محررة ومترجمة متعاونة

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بخطر الإصابة بسرطان الثدي

نجح فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد بتطوير نموذج جديد يتنبأ بشكل موثوق باحتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي ثم احتمالية وفاتها في غضون عقد من الزمن.

حللت الدراسة، التي نشرت اليوم في دورية The Lancet Digital Health، بيانات مجهولة المصدر من 11.6 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و90 عاماً في الفترة من 2000 إلى 2020. ولم يكن لدى جميع هؤلاء النساء تاريخ سابق للإصابة بسرطان الثدي، أو الحالة السرطانية التي تسمى «سرطان القنوات الموضعي».

يعد فحص سرطان الثدي أمراً حيوياً ولكنه يواجه تحديات. ففي حين أنه يقلل من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي، فإنه يكشف أحياناً عن أورام غير ضارة (الإفراط في التشخيص)، مما يؤدي إلى علاجات غير ضرورية. ويهدف «الفحص على أساس المخاطر» إلى أن يكون الفحص بناء على المخاطر التي يتعرض لها الفرد، لتحقيق أقصى قدر من الفوائد وتقليل الجوانب السلبية لهذا الفحص.

يعمل النموذج الجديد الذي طوره الباحثون على التنبؤ بخطر إصابة المرأة بسرطان الثدي ثم احتمالية وفاتها في غضون 10 سنوات. وتكمن أهمية هذه الطريقة في أن تحديد النساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان القاتل يمكن أن يحسن الفحص، حيث يمكن دعوة هؤلاء النساء لبدء الفحص مبكراً، أو دعوتهن لإجراء فحوص أكثر، أو أن يتم فحصهن بأنواع مختلفة من التصوير. مثل هذا النهج الشخصي يمكن أن يؤدي إلى خفض معدل الوفيات بسرطان الثدي مع تجنب الفحص غير الضروري للنساء الأقل عرضة للخطر. كما يمكن للنهج القائم على المخاطر أيضاً أن يساعد في الاستخدام الأكثر كفاءة لموارد الخدمات الصحية من خلال توجيه مثل هذه الفحوص والرعاية الطبية إلى الأشخاص الذين من المرجح أن يستفيدوا منها.

اختبر الباحثون أربع تقنيات مختلفة للنمذجة للتنبؤ بخطر الوفاة بسرطان الثدي. كان هناك نموذجان أكثر تقليدية قائمان على الإحصاءات، واثنان يستخدمان التعلم الآلي، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي. تضمنت جميع النماذج نفس أنواع البيانات، مثل عمر المرأة ووزنها وتاريخ التدخين والتاريخ العائلي لسرطان الثدي واستخدام العلاج الهرموني. تم تقييم النماذج بناء على قدرتها على التنبؤ بالمخاطر بدقة، وعبر شرائح متنوعة من مجموعات النساء، مثل الخلفيات العرقية والفئات العمرية المختلفة. تضمن ذلك تقسيم مجموعة البيانات إلى أجزاء مختلفة هيكلياً، حسب المنطقة والفترة الزمنية، لفهم مدى نجاح النموذج في الانتقال إلى إعدادات مختلفة. وأظهرت النتائج أن أحد نماذج الذكاء الاصطناعي تنبأ بشكل أكثر دقة بالنساء اللاتي سيصبن بسرطان الثدي واحتمالية أن يمتن بسببه في غضون 10 سنوات.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بخطر الإصابة بسرطان الثدي

الذكاء الاصطناعي يقرأ صور الأشعة

في موازاة ذلك، أشارت دراسة أولية ونشرت نتائجها الشهر الماضي إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكنها قراءة صور فحص سرطان الثدي «بأمان». حيث وجد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكشف السرطان في تصوير الثدي بالأشعة السينية «بمعدل مماثل» لاثنين من أخصائيي الأشعة. وتدرس هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا بالفعل كيفية تطبيق هذا النوع من التكنولوجيا في برنامج فحص الثدي الخاص بها.

شملت تجربة المراقبة العشوائية، التي نشرت في مجلة Lancet Oncology، أكثر من 80 ألف امرأة من السويد بمتوسط عمر 54 عاماً. تم تقييم نصف عمليات الفحص من قبل اثنين من أخصائيي الأشعة، فيما يعرف بالرعاية القياسية (أي التقليدية)، بينما تم تقييم النصف الآخر من خلال أداة الفحص المدعومة بالذكاء الاصطناعي، متبوعة بترجمة فورية من قبل واحد أو اثنين من أخصائيي الأشعة. في المجمل، من خلال الفحص المدعوم بالذكاء الاصطناعي تم اكتشاف أن 244 امرأة مصابات بالسرطان مقارنة بـ 203 نساء خضعن للفحص التقليدي.

ولم ينتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي المزيد من «الإيجابيات الكاذبة»، وهي الحالة التي يتم فيها تشخيص الفحص بشكل غير صحيح على أنه غير طبيعي. وكان المعدل الإيجابي الكاذب 1.5% في كل من مجموعة الذكاء الاصطناعي والمجموعة التي تم تقييمها من قبل أخصائيي الأشعة.

وقال الباحثون إن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخفض عبء عمل الفحص إلى النصف تقريباً، وأضافوا أن هناك 36886 قراءة أقل للشاشة من قبل أطباء الأشعة في المجموعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالمجموعة التي تلقت رعاية تقليدية، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 44% في عبء عمل قراءة الشاشة لأخصائيي الأشعة.

ولا تزال الدراسة مستمرة لتقييم ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقلل من حالات السرطان التي يتم تشخيصها بين الفحوص، مع عدم توقع النتائج قبل بضع سنوات.