تناول 12 مشروباً من مشروبات الطاقة في 10 دقائق... فماذا حدث له؟

كثيراً ما يحذر الخبراء من أضرار مشروبات الطاقة.. فها هو شاب معروف عنه أنه منذ الصغر يعشق ألعاب الفيديو، يندمج في اللعب فيشرب 12 مشروباً للطاقة خلال 10 دقائق فقط في محاولة منه لإثارة إعجاب أصدقائه، ولكنه شارف على الموت.. كيف؟ ولماذا؟

اعتاد أحد الأطباء مشاركة فيديوهات عن قصص مرضاه لتحذير الآخرين وزيادة وعيهم في أمور عدة. وفي آخر فيديو منه روى قصة هذا الشاب، المعروف باسم «JS»، الذي كاد أن يموت لأن البنكرياس لديه بدأ في «هضم نفسه» بعد أن قرر تناول عدد كبير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين في محاولة لإثارة إعجاب زملائه.

أوضح الفيديو أنه عندما نشأ JS في الثمانينيات، كان دائما مهووساً بألعاب الفيديو. كان والداه يحبان ممارسة ألعاب الفيديو، ولكنه لم يكن لديه أي أصدقاء. لذلك، أثناء محاولته التواصل مع الأشخاص في مكان عمله، اعتقد أنه سيكون «من المضحك» تناول 12 مشروب طاقة مجانياً بشكل زائد في غضون 10 دقائق. ولكن، سرعان ما اتخذت «المزحة» منعطفاً نحو الأسوأ الذي كاد أن يودي بحياته.

ماذا فعلت مشروبات الطاقة؟

يتذكر هذا الشاب أن الجزء السفلي من صدره كان يحترق، ولم يكن متأكداً مما إذا كان السبب هو بطنه أو قلبه. كان يعاني ضيقاً في التنفس وقرر أن يبعد ذهنه عن الألم عن طريق ممارسة ألعاب الفيديو. مع مرور الساعات كان يشعر بقلبه يرفرف، لكنه كان في حيرة من أمره، لأن الكافيين عادة لا يكون له تأثير كبير فيه. تجاوز JS الـ 400 ملليجرام من الكافيين يومياً التي اعتاد تناولها، ووصل إلى 900 ملليجرام في بعض الأحيان. ومع تدهور حالته، تقيأ في حوض مطبخه مما جعله يشعر بالسوء، حتى أنه شعر بقلبه ينبض في عينيه. لم يشك في أن السبب هو مشروبات الطاقة وانتظر يوماً قبل أن يتصل بسيارة الإسعاف، لأنه ظل غير قادر على الأكل أو الشرب.

عند وصوله إلى غرفة الطوارئ، تقيأ اللاعب على حذاء الممرضة وكان «محرجاً للغاية» بالنسبة له الاعتراف بعدد المشروبات التي تناولها. تم تشخيص حالته في النهاية بأنه يعاني ارتفاع السكر في الدم. ومع ذلك، كان الأطباء قلقين من احتمال وجود خطأ آخر، وبعد المزيد من الاختبارات، تم تشخيص إصابته بفرط شحوم الدم، المعروف أيضاً باسم التهاب البنكرياس الحاد.. وهذه حالة خطيرة حيث يلتهب البنكرياس خلال فترة قصيرة من الزمن.

تبين أن البنكرياس لديه بدأ في «هضم نفسه» بسبب وجود كمية كبيرة من الدهون في دمه، نتيجة تناوله هذا الكم من مشروبات الطاقة، وبدأ الكبد والكليتان في التوقف عن العمل وأصيب بعدوى في الدم.

ولحسن الحظ، بعد العلاج الطبي والمضادات الحيوية، نجا من هذه المحنة، وأكد الأطباء أنه كان محظوظاً لأن قلبه لم يتوقف على الفور.

تحذير من مشروبات الطاقة

هذه القصة الواقعية المحزنة بمثابة تحذير صارخ قد يدفع الآخرين إلى إعادة التفكير في استهلاكهم لمشروبات الطاقة. فمن الواضح أن هناك حالة ارتفاع في استهلاك مشروبات الطاقة في السنوات الأخيرة، وخاصة بين الشباب. حيث يبين الأطباء أن معظم الناس يعرفون أن مشروبات الطاقة يمكن أن تكون خطيرة عند استهلاكها بكميات كبيرة. إذا شربت واحدة من حين لآخر، وكنت شاباً وبصحة جيدة، فمن المحتمل ألا يكون الأمر مشكلة كبيرة. ولكن إذا بدأت في تناول عدة علب متتالية، فمن المحتمل أن تحدث أشياء سيئة.

تشمل الآثار الجانبية المعروفة لمشروبات الطاقة عدم انتظام دقات القلب، والقلق، وتهيج المعدة، والجفاف، والتي تتمحور بشكل رئيسي حول المحتوى العالي من الكافيين. ومن المعروف أن الكافيين يغير عمل الجهاز العصبي ويسبب تغييرات جذرية في عمل القلب، كما تؤدي المستويات الأعلى إلى تأثير أكبر.

ومع ذلك، يمكن أن تؤدي مشروبات الطاقة، في حالات نادرة، إلى تلف أعضاء أخرى، حيث يتأثر البنكرياس لدى 35 شخصاً بين كل 100.000 مستهلك في الولايات المتحدة، على سبيل المثال. والتهاب البنكرياس الحاد يهدد الحياة، حيث تصل نسبة الوفيات إلى 50% في حالات المرض الشديد، وفي 80% من الحالات، يحدث التهاب البنكرياس الحاد بسبب استهلاك الكحول أو حصوات المرارة ولكن الأعراض لا تقل أبداً عن آلام شديدة في البطن والتقيؤ.

وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن رجلاً يبلغ من العمر 21 عاماً من المملكة المتحدة كان يعاني من فشل كلوي غير مبرر، ولكن تبين فيما بعد أن لديه تاريخ من استهلاك مشروبات الطاقة، لذلك يمكن الربط بين الاثنين. أوضحت الدراسة المنشورة، التي نشرت في مجلة علمية، أنه لم يكن هناك تاريخ طبي كبير في الماضي ولم يشك الأطباء في وجود حالات اعتلال عضلة القلب أو الموت القلبي المفاجئ في عائلته. ولكن، كان لدى هذا الشاب تاريخ من استهلاك مشروبات الطاقة بشكل منتظم، وتحديداً استهلاك ما متوسطه أربع علب سعة 500 مل يومياً لمدة عامين تقريباً. وتحتوي كل علبة على 160 ملجراماً من الكافيين بالإضافة إلى التورين ومكونات أخرى مختلفة.

وهكذا، بالنظر إلى تاريخ استهلاك مشروبات الطاقة المزمن، وعدم وجود تاريخ طبي أو عائلي كبير في الماضي، ونتائج تصوير القلب، وتحسن حالته بعد التوقف عن تناولها، فقد كان هناك شعور بأن تسمم القلب الناجم عن مشروبات الطاقة هو السبب الأكثر احتمالاً.

في العام الماضي، دعا أحد مسؤولي صناعة البناء في بريطانيا إلى فرض حظر على مشروبات الطاقة في مواقع البناء لأنه يعتقد أنها تضر بصحة عمال البناء الشباب وتجعل العمل أبطأ.
وفي عام 2019، أصبح الشاب الإنجليزي فيني باينر، البالغ من العمر 21 عاماً، مدمناً على مشروبات الطاقة لمساعدته على البقاء مستيقظاً من أجل دراسته الجامعية، وانتهى به الأمر بقلع أسنانه بعد أن تآكلت بسبب هذه المشروبات. إذ كان يشرب ما يصل إلى 45 علبة في الأسبوع، وانكسرت أسنانه الأمامية الأربعة في النهاية عندما قضم تفاحة.