لا تتوقف أمعاؤك عن العمل أبداً، وهذا ليس الشيء الأكثر روعة في الأمر، فجهازك الهضمي يعمل الآن وأنت تقرأ هذه الكلمات، وسيستمر في أداء وظيفته في هضم الطعام بقية النهار وطوال الليل أيضاً.. وسيعمل غداً بنفس الجدول الزمني على مدار الساعة. ولكن ماذا تعرف عن جهازك الهضمي؟
ربما لا تفكر كثيراً في هذا النشاط المستمر في أمعائك، إلا إذا واجهت مشكلة في هضم الشطيرة التي تناولتها على الغداء، أو بقية الليل كله تتقلب في الفراش بسبب الأكل الذي يرفض مغادرة جهازك الهضمي.
لكن الحقيقة هي أن جهازك الهضمي عبارة عن شبكة مذهلة من الأعضاء وجزء رائع من علم الأحياء البشري. تريد دليلاً؟.. إليك هذه الحقائق التسع:
1- الأمعاء الدقيقة.. بحجم ملعب تنس
لا تنخدع بوصف الحجم الذي يطلق على أمعائك الدقيقة، فهي ليست قصيرة كما تعتقد من وصف «الدقيقة»، بل إنها في الواقع طويلة بشكل مدهش.
إذا تم تفكيكها وانتشارها، ستغطي أمعاؤك الدقيقة 2800 قدم مربعة، وهي مساحة تعادل حجم ملعب تنس تقريباً. يتم استخدام كل هذه المساحة لمساعدة جسمك على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة مما تأكله وتشربه.
2- حمض المعدة.. حارق
الحمض الموجود في معدتك قوي بما يكفي لحرق الجلد. لذا، ربما تتساءل، هل وكيف تستطيع معدتك التعامل مع هذه المادة الحارقة؟ والجواب، أن هناك طبقة سميكة من المخاط تحمي بطانة معدتك وتحافظ على الحمض في الداخل، حيث يتم خلطه مع الطعام.
يمكن أن يتسرب هذا الحمض المعدي أحياناً إلى المريء، الذي يفتقر إلى هذه الطبقة المخاطية، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقة (حرقة المعدة).
3- أسباب قرحة المعدة
غالباً ما يتم إلقاء اللوم بشكل غير عادل على الإجهاد عند الإصابة بقرحة المعدة، أو القروح المفتوحة التي تظهر عندما يأكل حمض المعدة بطانة المعدة الواقية.
الأسباب الرئيسية وراء قرحة المعدة هي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين أو النابروكسين، فالاستخدام المطول لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن يتداخل مع مخاط المعدة ويجعل البطانة عرضة لحمض المعدة.
- بكتيريا تسمى هيليكوباكتر بيلوري، حيث أثبت طبيب أسترالي ذلك عن طريق شرب البكتيريا بنفسه، وفاز هو وزميله بجائزة نوبل لهذا الاكتشاف.
4- سرطان المعدة في تراجع.. ولكن
قبل قرن من الزمان، كان سرطان المعدة هو أكثر حالات الوفاة المرتبطة بالسرطان شيوعاً في الولايات المتحدة. لقد تراجعت هذه التصنيفات على مر السنين وتمثل الآن 1.8% من وفيات السرطان.
سبب واحد يفسر هذا التراجع، وهو أن الأنظمة الغذائية الحديثة تحتوي على عدد أقل من الأطعمة المرتبطة بسرطان المعدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الثلاجات التي أدت إلى تقليل الاعتماد على اللحوم المدخنة والمعالجة. كما ساعد في ذلك التقدم في علاج جرثومة المعدة (الجرثومة البوابية الملتوية).
ومع ذلك، يظل سرطان المعدة مصدر قلق في مناطق أخرى من العالم.
5- منظفات معوية لـ «غسل» الدهون
يقوم منظف الأطباق بتكسير الدهون الموجودة على الأطباق المتسخة في حوضك. يمتلك جسمك منتجاً مشابهاً، وهو الأحماض الصفراوية التي تعمل على تكسير الدهون التي تستهلكها لامتصاصها في مجرى الدم.
الأحماض الصفراوية هي في الأساس المنظفات الموجودة في الصفراء، وهي السائل الهضمي الذي يصنعه الكبد، وبدون هذه المنظفات لا يمكنك هضم أو امتصاص الدهون.
6- ما فائدة الكوليسترول؟
يستخدم الكبد الكوليسترول لصنع الأحماض الصفراوية، والصفراء هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لجسمك من خلالها التخلص من الكوليسترول الزائد. يستخدم جسمك أيضاً الكوليسترول لصنع الهرمونات الجنسية مثل الاستروجين والتستوستيرون.
إذا كنت تعاني مرضاً في الكبد، فستواجه صعوبة في امتصاص الدهون، بالإضافة إلى مشاكل هرمونية.
لكن الدهون التي يحرقها جسمك للحصول على الطاقة، تختلف كيميائياً عن الكوليسترول. ولهذا السبب تدرج ملصقات الأطعمة الدهون والكوليسترول بشكل منفصل.
7 - عدم تحمل الغلوتين
لنبدأ بهذه الحقيقة: معظم الأشخاص الذين يعانون «عدم تحمل الغلوتين» لا يعانون مرض الاضطرابات الهضمية.
يحدث مرض الاضطرابات الهضمية عندما يتسبب الغلوتين (بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار) في قيام جهازك المناعي بإتلاف أمعائك الدقيقة. وتشمل الأعراض آلام البطن والانتفاخ والإسهال المزمن والتعب.
هناك نوعان من التغيرات الجينية التي تحدث في حوالي 2% من سكان الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تسبب مرض الاضطرابات الهضمية الحقيقي. كثير من الأشخاص الذين يعانون عدم تحمل الغلوتين لا يعانون هذا التشخيص ولكنهم قد يشعرون بتحسن عند اتباع نظام غذائي منخفض الغلوتين أو خال من الغلوتين. السبب الذي يجعلك تشعر بالتحسن (أو حتى فقدان الوزن) هو أن هذا النظام الغذائي المقيد منخفض الكربوهيدرات.
8- حامض المعدة يحرق مكملات البروبيوتيك
يحتوي جهازك الهضمي على العديد من البكتيريا المفيدة، لكن من غير المرجح أن يفيدها تناول مكملات البروبيوتيك (البكتيريا الحية أو المجففة). والسبب، أن هذه البكتيريا المفيدة توجد في الغالب في الأمعاء الغليظة أو الغائط، ونادراً ما تنجو مكملات البروبيوتيك من حمض المعدة أو المنظفات والأنزيمات الموجودة في الأمعاء الدقيقة.
9- قوة البروبيوتيك
إذا كنت ترغب في تعزيز البكتيريا في أمعائك، فاتبع نظاماً غذائياً غنياً بالألياف، أو تناول مكملات الألياف (بموافقة مقدم الرعاية الصحية). الألياف عبارة عن مادة بريبيوتيك يمكن للبكتيريا تحويلها إلى مواد كيميائية صحية للتغذية. والمكافأة الإضافية التي تحصلها منها هي أن بإمكانها أيضاً تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
اقرأ أيضاً: 9 طرق للتخلص من حرقة المعدة