الإجهاد، التوتر، قضاء وقت طويل في التحديق في الشاشات، عدم الحصول على قسط كاف من النوم.. وغيرها، كلها أسباب معروفة لألم الصداع النابض. ولكن هل تعلم أن موقع الصداع يمكن أن يكشف بالضبط عن المسبب الذي يقع عليه اللوم؟
يمكن أن يكون الألم الحاد خلف العينين ناجماً عن نزلة برد، في حين أن الخفقان على جبهتك يمكن أن يكون علامة على إرهاق الشاشة. هذا بعض ما كشفه الخبراء عن العلاقة بين موقع الصداع الذي تعانيه والسبب الذي جلب لك هذا الصداع.
نستعرض هنا مناطق الشعور بالصداع، والأسباب الشائعة المسببة له:
ألم الصداع في الجبين
التحديق في الشاشة أو القراءة في الإضاءة المنخفضة يمكن أن يجهد العينين ويؤدي إلى الألم الذي يمكن الشعور به في جبينك، أو جبهتك. ويبين الخبراء أن وضع هاتفك أو الكمبيوتر المحمول جانباً أثناء استراحة الشاشة يمكن أن يساعدك على تجنب هذا الصداع أو التخفيف منه.
وإذا كان صداع التوتر مرتبطاً بإجهاد العين، فإن التحديق في الشاشة قد يزيد الأمر سوءاً، وقد تحتاج إلى أخذ فترات راحة منتظمة، ويجد بعض الأشخاص أن الكمادات الباردة تساعدهم في التخفيف من هذا الصداع، ولكن مع التأكد من استخدام الإضاءة المناسبة عند استخدام الكمبيوتر المحمول.
على سبيل المثال، عندما تعمل في غرفة مظلمة تجد أن عينيك تجهدان أكثر قليلاً عند النظر إلى الشاشة. لذلك فإن أخذ قسط من الراحة عندما تكون في غرفة مظلمة قد يساعد أيضاً، وكذلك تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
كما يمكن لصداع التوتر، الذي يمكن أن ينجم عن التوتر والقلق، أن يسبب أيضاً ألماً في الجبهة.
ألم الصداع في الصدغين
يمكن أن يعود ألم الصداع الذي تشعر به في الصدغ إلى عدة عوامل، وتشمل آلام الأسنان، الصداع الناتج عن التوتر، والصداع النصفي. لكن الألم الذي تشعر به في هذه المنطقة قد يكون أيضاً بسبب الصداع العنقودي. والصداع العنقودي هو التهاب الأوعية أو الأعصاب في تلك المنطقة، وعادة ما يؤثر في جانب واحد فقط من الرأس.
غالباً ما تساعد الكمادات الباردة والراحة والباراسيتامول في تخفيف هذا الألم أو التخلص منه. ويبين الأطباء أن هناك أسباباً أخرى نادرة قد تؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية أو الأعصاب في تلك المنطقة، ولكن عادة ما يؤدي التهاب الأعصاب إلى ظهور أعراض أخرى أيضاً، مثل الحمى وتغيرات في الرؤية، وفي هذه الحالة، من الضروري استشارة طبيب مختص.
ألم الصداع في مؤخرة الرأس
تماماً كما هي الحال مع الجبهة، قد يكون الألم في الجزء الخلفي من الرأس ناجماً عن صداع التوتر. عادة ما يشعر الشخص الذي يعاني هذا الصداع وكأن شيئاً ما يضغط على رأسه أو يتم تضييقه حول رأسه.
بالإضافة إلى التوتر والقلق، يقول المختصون إن مشاكل النوم والكافيين من المحفزات المحتملة، على الرغم من أن بإمكان معظم الناس مواصلة أنشطتهم اليومية مع شعورهم بصداع التوتر.
ومن الأسباب الأخرى لهذا النوع من الصداع إجهاد الرقبة، الذي يمكن أن يسبب الألم في هذه المنطقة. ومع ذلك، في بعض الحالات يمكن أن يكون سبب الألم في الجزء الخلفي من الرأس شيئاً أكثر خطورة، مثل تسرب في الأوعية الدموية. لذلك فإن أولئك الذين يعانون صداعاً يسبب ألماً شديداً خلال خمس دقائق فقط من بدايته، أو يكون مصحوباً بحمى أو حساسية للضوء أو تغيرات في الرؤية أو التوازن، يجب عليهم التوجه إلى الطبيب.
ألم الصداع في الجانب الأيمن أو الأيسر من الرأس
ألم الرأس الذي يؤثر في جانب واحد فقط يمكن أن يكون صداعاً نصفياً. وهذه الأعراض غالباً ما تكون مصحوبة بحساسية للضوء والصوت، بالإضافة إلى الغثيان. وتشمل الأعراض الأخرى، التي تحدث عادة قبل حدوث الصداع النصفي، التثاؤب كثيراً، والرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة، والتبول أكثر.
يمكن أن يستمر الصداع النصفي بين ساعتين وثلاثة أيام. وفي حالات نادرة جداً، يمكن أن يكون الصداع الذي يتركز على جانب واحد من الجمجمة علامة على وجود ورم في المخ. ولكن عادة ما يكون هذا مصحوباً بمجموعة من الأعراض الأخرى، مثل الشعور بالمرض، وتغيرات في البصر، والإصابة بصداع يزداد سوءاً،... ولكن لا داعي للقلق، فمعظم أنواع الصداع حميدة.
ألم الصداع خلف العينين
الألم الذي يبدو وكأنه يأتي من خلف العينين يمكن أن يكون علامة على التهاب الجيوب الأنفية. وهذا أمر شائع بشكل خاص خلال فصلي الخريف والشتاء، عندما تنتشر الأسباب المزعجة المسببة للبرد.
الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف صغيرة مملوءة بالهواء تقع مباشرة خلف عظام الخد والجبهة. وتشمل أعراض التهاب الجيوب الأنفية الصداع وانسداد الأنف وألماً في العينين والجبهة وارتفاع درجة الحرارة.
ولكن إذا كان هذا الصداع مصحوباً أيضاً بتغيرات بصرية، أو رؤية مزدوجة أو ألم عند تحريك عينك، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة في العين.
ومع ذلك، يمكن أن يكون سبب الصداع عللاً في أجزاء أخرى من الجسم. إذ يعاني الكثير من الأشخاص الإجهاد، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون الصداع وآلام الوجه ناجمة عن مشاكل في أجزاء أخرى من الجسم، على سبيل المثال الرقبة.
من المفترض أن يبدأ هذا الصداع في التلاشي خلال ست ساعات، وإذا لم يخف مع مسكنات الألم أو أصبح أسوأ، فيجب عليك استشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: هذه الأطعمة قد تسبب الصداع النصفي!