17 يناير 2024

هل يساعد ماء الأرز على نمو الشعر؟ ما رأي أطباء الجلدية بهذا "الترند" الجديد؟

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

هل يساعد ماء الأرز على نمو الشعر؟ ما رأي أطباء الجلدية بهذا "الترند" الجديد؟

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي «ترند» جديد يخص الشعر، حيث ظهر البعض وهو ينصح بشطف الشعر بماء الأرز لتحسين صحته. ويقولون إن مستخلص نخالة الأرز الغني بالمعادن له نتائج واعدة في تعزيز صحة الشعر وحتى نموّه.. ولكن ما مدى صحة هذا الرأي بحسب الأطباء؟

يبدو أن ماء الأرز أصبح عند البعض وسيلة عصرية لتحسين صحة الشعر، ولكن، على الرغم من شيوع هذه الفكرة على الإنترنت، إلا أن الخبراء لهم رأي آخر يجب أن تقرأوه إذا ما أردتم، بالفعل، الحفاظ على صحة شعركم.

فقد ظهرت فيديوهات على موقع «تيك توك» يبين فيها ناشروها أن هناك طريقة تساعد على نمو الشعر، وإصلاح أيّ ضرر فيه، من خلال شطف الشعر بالماء النشوي الذي يتم استخلاصه بعد نقع الأرز، أو تنظيفه فيه. ويبدو أن فيديوهات «ماء الأرز»، كما تسمّى، بات لها رواج كبير بعد أن حصدت أكثر من 986 مليون مشاهدة.

هل يساعد ماء الأرز على نمو الشعر؟ ما رأي أطباء الجلدية بهذا "الترند" الجديد؟

رأي أطباء الجلدية في غسل الشعر بماء الأرز

مع الاهتمام الواسع باستخدام ماء الأرز لصحة الشعر، تميل التطبيقات والأساليب إلى الاختلاف، من شخص إلى آخر. فهناك من يترك الماء ليتخمّر، وغالباً ما تتم إضافة قشور الحمضيات لإخفاء الرائحة. يستخدم البعض هذا الخليط يومياً، بينما يستخدمه البعض الآخر شهرياً.

بشكل عام، يدّعي الأشخاص الذين يروّجون لهذه الطريقة للعناية بالشعر، أنها يمكن أن تحوّل الشعر إلى خصلات حريرية وصحية. لكن أطباء الجلد يشككون في ذلك. إذ يعترف بعض أطباء الجلدية بأن الأرز مملوء بالعناصر الغذائية، ولكن هذا لا يعني تلقائياً أنه يمكن أن يحسّن الشعر. فالمشكلة هي أننا هنا نقوم بهذه القفزة المتمثلة في وضع شيء من المفترض أننا نأكله على شعرنا، الذي هو خلايا ميتة، بحيث يمكنه إجراء كل هذه التغييرات.

هل يساعد ماء الأرز على نمو الشعر؟ ما رأي أطباء الجلدية بهذا "الترند" الجديد؟

لا توجد أبحاث كافية لدعم فائدة ماء الأرز للشعر

في البداية لا بدّ أن نعرف أن طريقة نقع الأرز في الماء، واستخدامه كعلاج للشعر، ليست جديدة، حيث تم استخدام مياه الأرز من قبل الأشخاص الذين يعيشون في عدد من الدول الآسيوية، منذ آلاف السنين. وتنسب العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الطريقة إلى نساء قبيلة «ياو» في الصين، اللاتي استخدمن ماء الأرز المخمّر على شعرهن الطويل بشكل لا يصدق. كما تم ربطها أيضاً بالنساء اليابانيات في نحو عام 1000، حيث كن يمشطن شعرهن باستخدام «يو سو رو»، أو الماء من الأرز المغسول.

وهكذا، بفضل التاريخ الطويل لهذه المزاعم، وانتشار قاعدتها الجماهيرية، هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم أدلة غير مؤكدة على أن ماء الأرز قد أدى إلى تحسين صحة شعرهم.
يحتوي الأرز نفسه على عناصر غذائية، مثل المغنيسيوم والحديد وحمض الفوليك والثيامين والنياسين. كما يحتوي ماء الأرز على الفينولات التي قد تساعد على علاج الثعلبة البقعية. ومع ذلك، يقول الخبراء إنه لا يوجد، حتى الآن، ما يكفي من الأدلة لإثبات أن ماء الأرز يحسّن صحة الشعر. في الواقع، بالنسبة إلى بعض الناس، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور.

توضح روندا فرح، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة مينيسوتا، أن شطف الشعر بماء الأرز قد يؤدي إلى إتلافه، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الشعر الملتف الذي يميل إلى التكسر بسهولة أكبر، وتضيف «ماء الأرز يحتوي على الكثير من النشا، الذي يمكن أن يسحب الرطوبة من الشعر، ما يجعله هشاً. لذلك، يمكن أن يكون في الواقع ضارّاً، لأنه غير مُصمم فعلياً، لفروة رأسك، فأنت لا تحصل على نفس آلية التوصيل إلى بصيلات الشعر، أو جذع الشعرة. كما أنه لا يوجد دليل على أنه سيفعل أي شيء».

هل يساعد ماء الأرز على نمو الشعر؟ ما رأي أطباء الجلدية بهذا "الترند" الجديد؟

عوامل أخرى هي المفيدة وليس ماء الأرز

اتفق الخبراء على أن ماء الأرز قد لا يكون قادراً على تحسين شعر شخص ما. وفي الواقع، قد تكون هذه الطريقة قد استغلت عوامل أخرى، فسرقت الشهرة منها، مثل عوامل التغيير في نمط الحياة، أو المنتجات التي يمكن أن تعزز صحة الشعر.

يشير الخبراء إلى أن النظام الغذائي هو أحد التفسيرات المحتملة. إذ من المرجح أن الأشخاص الذين استخدموا تقليدياً، شطف شعرهم بماء الأرز كانوا يتناولون وجبات صحية لا تحتوي إلا على القليل جداً من الأغذية المصنّعة، مثل تلك التي شوهدت في ما تعرف بـ«المناطق الزرقاء»، أي المناطق التي يعيش فيها الناس بمعدل أعمار طويلة، بفضل نمط حياتهم المثالي، ونظامهم الغذائي الصحي. على هذا الأساس، قد يكون الشعر الحريري الذي شوهد لدى نساء ياو، أو غيرهن، عائد إلى نظامهنّ الغذائي، أو جانب آخر من أنماط حياتهن، وليس من ماء الأرز.

ومن الممكن أيضاً أن يكون الناس خلطوا بين ماء الأرز المشطوف، ومستخلص نخالة الأرز، حيث يوجد هذا المكون في بعض منتجات العناية بالشعر، ويمكن أن يساعد على تعزيز نمو الشعر.

تضمنت مراجعة نشرت عام 2022 عشر دراسات حول هذا الموضوع. وخلص الباحثون إلى أن المستخلص المعدني لنخالة الأرز قد يطيل الوقت الذي تكون فيه بصيلات الشعر في مرحلة النمو، وهو الوقت الذي يحدث فيه نمو الجريب.

ولكن، وهذا أمر مهم، يحذّر الخبراء من أن المستخلص المعدني لنخالة الأرز الموجود في منتجات الشعر ليس مثل ماء الأرز المُعد في المنزل. في الواقع، تتم إزالة نخالة الأرز أثناء عملية الطحن، وبحلول الوقت الذي يصل فيه الأرز إلى متجر البقالة، فإن هذا الجزء يكون غير موجود.

وعليه، بناء على الأدلة العلمية الحالية، بأن مستخلص نخالة الأرز المعدني يبدو واعداً لصحة الشعر، فإن ماء الأرز المُعد من الأرز المعالج لا يحمل أي ميزة.

لا تغامر بصحة شعرك بسبب نصائح غير مهنية

أصبح الإنترنت بشكل عام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، مرتعاً للعديد من «الترندات»، والأقاويل، والإشاعات التي تقدم على شكل نصائح وإرشادات، كما يزعمون. يجب على الناس توخي الحذر قبل اعتماد أيّ من هذه «الترندات»، فمجرد أنك تعجب بشعر هذا الشخص، فهذا لا يعني أن الطريقة التي يستخدمها ستكون مناسبة لشعرك، فما يؤكده الأطباء وأثبتته الأدلة العلمية والتجارب أن الشعر أنواع، وكل شعر يختلف عن الآخر، ومن الصعب حقاً تطبيق شيء واحد على الجميع.

هذه الأنواع من المنتجات الطبيعية، أو العلاجات المنزلية لا تؤدي الغرض المطلوب دائماً، الأمر الذي قد يكون محبطاً، خاصة للأشخاص الذين يتطلعون إلى منع تساقط الشعر، أو إبطائه. فالناس ربما يضيعون وقتهم في علاجات مثل مياه الأرز، بدلاً من المضي قدما في إيجاد حل بناء على رأي أخصائي.

إذا أراد شخص ما تحسين صحة شعره، أو تعزيز نموه، فمن الأفضل إجراء بعض التغييرات في نمط حياته، مثل تقليل التوتر، وعلاج القشرة، وتجنب أدوات تسخين الشعر. ويمكن أيضاً استخدام منتجات مستخلصات معدنية من نخالة الأرز، أو منتجات مماثلة، طالما أنها مُصممة لتكون آمنة للشعر.

وأخيراً، نصائح وسائل التواصل الاجتماعي ليست كلها سيئة، حيث يمكننا متابعة أطباء الأمراض الجلدية المعتمدين على منصات الـ«سوشيال ميديا»، مثل «إنستغرام» و«تيك توك»، كي نحصل على معلومات موثوقة ومؤكدة، وخاضعة للفحص.

وإذا شعر أي شخص بالقلق بشأن صحة شعره، أو كان يعاني من مشاكل أكثر خطورة، مثل تساقط الشعر، فعليه مراجعة طبيب أمراض جلدية للوصول إلى جذور المشكلة ووصف العلاج.

اقرئي أيضاً:
- أسباب خفية وراء تساقط الشعر
- 9 طرق لإصلاح الشعر التالف وإعادة بريقه

 

مقالات ذات صلة