عندما نمرض فإن أول نصيحة يوجهها لنا الطبيب، أو أمهّاتنا، هي تناول حساء الدجاج، لما فيه من فوائد كثيرة. ولكن تبين أن ليس هذا فقط، ما يعزز مناعتنا، ويمنحنا القوة على التعافي بشكل أسرع، بل هناك أطعمة أخرى «سحرية» لها المفعول نفسه، وأكثر.
مع حلول موسم الشتاء، من الأسهل أن تقع فريسة المرض، أو ربما تستهلك طاقتك في العمل، أو أثناء رحلة ممتعة، فتهمل الاعتناء بنفسك، وبصحتك، أو تتعرّض لتقلبات الطقس، داخل المنزل وخارجه. على أي حال، أيّاً كان السبب، فإن المرض يعني أنك ستكون ضعيفاً ومنهكاً، فتلجأ إلى العلاجات التي عرفناها مُذ كنّا صغاراً، وفي مقدمتها حساء الدجاج.
يؤكد الخبراء أن حساء الدجاج عنصر أساسي ومحبوب لتناوله، حتى عندما نشعر بالكآبة. ولكن لا يوجد طعام واحد يمكن أن يوفر لنا حماية كاملة، بل هناك مجموعة أخرى قليلة، يمكن اللجوء إليها لتوفير الحماية لنا من الأمراض التي تسببها البكتيريا، والفيروسات، وعوامل أخرى. لذلك من المهم للغاية عند المرض تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية التي تقلّل الالتهاب، وتزيد من نشاط مضادات الأكسدة، والتي يمكن أن تساعد بالتأكيد على دعم جهاز المناعة لدينا.
نستعرض في ما يأتي 6 مجموعات من الأطعمة المغذية التي يمكنك تناولها عندما تكون مريضاً، لتعزيز مناعتك، وتسريع شفائك:
1- الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك
قد تتعجب من أن يكون الزبادي، أو الملفوف المخلل، هو أول ما ينبغي تناوله عندما تكون مريضاً، لكن ينصح أخصائيو التغذية بفعل ذلك.
فالأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك تحتوي على بكتيريا حية تساعد على دعم صحة الأمعاء. وبما أن نحو 70 في المئة من جهاز المناعة لدينا موجود في الأمعاء، فإن الحفاظ على توازن جيد للبكتيريا في الأمعاء يمكن أن يساعد على دعم وظيفة المناعة.
عندما تكون مريضاً، خاصة إذا كنت تتناول المضادات الحيوية، قد تتعطل الكائنات الحية الدقيقة في أمعائك، ما يؤدي إلى خلل في توازن البكتيريا. لذا، يقترح الخبراء تناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك، مثل الزبادي، والكفير، والمخلل الملفوف، والكيمتشي، لإدخال البكتيريا الصديقة إلى جهازك الهضمي، والمساعدة على استعادة هذا التوازن.
2- الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
يمكن لأنواع معيّنة من الفاكهة والخضار أيضاً، أن تفيد جسمك كثيراً عندما تكون مريضاً، كما هو الحال مع الشوكولاتة.
يقترح الأطباء إضافة الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة إلى نظامك الغذائي عندما تكون مريضاً، لأنها يمكن أن تساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي، وكذلك دعم جهاز المناعة، وتخفيف الالتهاب.. وكلها مفيدة لعملية الشفاء.
والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة تشمل الفواكه، مثل التوت الأزرق والتوت والبرتقال، والخضراوات، مثل البروكلي والسبانخ والجزر، والشاي الأخضر والمكسّرات والشوكولاتة الداكنة.
3- الثوم
قد لا تصدق ذلك، ولكن بُصيلات الثوم اللاذعة لها خصائص ميكروبية لأنها تحتوي على الأليسين.
هناك بعض الأبحاث تشير إلى أن العنصر الميكروبي في الثوم قد يساعد على مكافحة البكتيريا والفيروسات المرتبطة عادة ببعض الأمراض، مثل نزلات البرد والإنفلونزا. لذلك، أضفه إلى العشاء، أو الغداء، من أجل دعم صحتك.
4- الزنجبيل
الزنجبيل له تاريخ طويل كعلاج عشبي للأمراض. فقد ثبت أنه يساعد على علاج الغثيان واضطراب المعدة.
يمكنك إضافة الزنجبيل إلى مجموعة كاملة من الأطباق، مثل الكاري، والحساء، أو يمكنك حتى شربه نيّئاً مع الشاي.
5- العسل
تفضل بعض الأمهات إعطاء العسل للطفل من أجل تهدئة التهاب الحلق.
لكن يقول بعض الخبراء إن مجموعة معينة من المواد الحلوة اللزجة يمكن أن تكون العلاج المناسب، لذلك فهم يوصون بعسل «مانوكا»، الذي يقولون إنه يختلف عن العسل العادي بسبب خصائصه الفريدة المضادة للبكتيريا المنسوبة إلى رحيق شجرة مانوكا، حيث خضع للأبحاث من أجل الوقوف على فوائده الصحية المحتملة في توفير الراحة من المرض.
يمكن أن يكون العسل إضافة مهدئة للمشروبات الساخنة، مثل الشاي مع الليمون، لعلاج التهاب الحلق والسعال.
6- الإشنسيا (القنفذية)
القليل سمعوا بنبات القنفذية، الذي يسمى الإشنسيا. إذ يرى بعض الأطباء أنه علاج عشبي تقليدي يستخدم لدعم جهاز المناعة، ويوصى به أحيانا لتخفيف أعراض نزلات البرد والإنفلونزا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن القنفذية قد تساعد على تقليل شدّة ومدّة أعراض البرد، عن طريق تحفيز جهاز المناعة، وتقديم تأثيرات خفيفة مضادة للالتهابات، وأوصت باستخدام الإشنسيا عند ظهور أولى علامات المرض.
وأخيراً، هناك قاعدة واحدة محددة يجب اتباعها عندما تكون مريضاً: مهما كانت الأطعمة التي تختارها، من المهم أن تتذكر أن تحافظ على جسمك رطباً عن طريق شرب الكثير من الماء، أو شاي الأعشاب.
استمع إلى جسدك واختر الأطعمة التي يسهل بلعها، ولا تهيّج حلقك، أو معدتك.
اقرأ أيضاً: 6 علامات تشير إلى ضعف جهاز المناعة لديك.. و9 نصائح لتقويته