هل تساءلت يوماً لماذا تمرض أنت، أو شخص تعرفه من حولك، أكثر من غيرك؟ وهل تعجبت من وجود أعراض أو علامات تشير إلى أنك ليس على ما يرام، بينما لا يبدو عليك المرض؟ الجواب عن مثل هذين السؤالين، وغيرهما الكثير، يكمن في جهاز المناعة، قلعة الدفاع عن صحتك.
البعض يمضي الكثير من الوقت، خاصة في موسم معيّن، إما مريضاً، وإما يتعافى من مرض. وهناك من بالكاد يفلت من نزلة برد حتى يقع فريسة إنفلونزا.. وأصابع الاتهام توجه أولاً إلى جهاز المناعة.
يتكون جهازك المناعي من أعضاء وخلايا مختلفة تحمي جسمك من الجراثيم، مثل البكتيريا، والفيروسات والسموم. إنها في الأساس أداة للمساعدة في منع العدوى، أو الحد منها، حيث تطلق أجساماً مضادة لمهاجمة الجراثيم التي قد تسبب لك المرض. ولكن في بعض الأحيان، لا يعمل نظام الدفاع الطبيعي لجسمك بأفضل ما في وسعه.
علامات على تعطل أو ضعف جهاز المناعة
في ما يلي ست علامات تعرف من خلالها أن نظام المناعة لديك معطل، أو أنه ليس على ما يرام، وما يمكنك فعله لمنحه دفعة تعزيز وتقوية:
1- الشعور بتوتر شديد
جميعنا نشعر بالتوتر، من وقت لآخر. ولكن إذا كان هذا الشعور خلفية ثابتة لحياتك، فقد يكون السبب في جهازك المناعي الذي ربما لا يبدو أنه في حالة جيدة جداً.
يقول تقرير صادر عن جمعية علم النفس الأمريكية، إن أجسامنا مجهزة جيداً للتعامل مع التوتر، بشرط أن يكون التوتر بجرعات صغيرة. ولكن عندما يصبح هذا التوتر طويل الأمد، أو مزمناً، فقد يكون له آثار خطرة في أجسامنا، ويعيق جهاز المناعة.
ويؤكد الخبراء أنه نظراً لأن الإجهاد يقلل من الخلايا اللمفاوية في الجسم، وخلايا الدم البيضاء التي تساعد على مكافحة العدوى، فقد يعني ذلك أنك أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروسات، مثل نزلات البرد.
2 - الإصابة بنزلات برد مستمرة
بالحديث عن نزلات البرد، هل لاحظت أنك كثيراً ما تعطس، وتسعل، أو تستسلم للإنفلونزا؟
يصاب الشخص البالغ في المتوسط، مرتين إلى أربع مرات، بنزلات برد سنوياً، وفقاً للعلماء والباحثين الذين يرون أن أكثر من ذلك قد يشير إلى ضعف نظام المناعة لديك. وقد يكون بسبب عدم إنتاج جسمك ما يكفي من الخلايا اللمفاوية، التي تنتج أجساماً مضادة تحارب الالتهابات الفيروسية.
وأحد أسباب هذا النقص في الخلايا اللمفاوية هو أن نظامك الغذائي قد لا يزودك بالفيتامينات التي تحتاج إليها لإنتاج هذه الخلايا، مثل فيتامين ب12، أو حامض الفوليك، أو الزنك.
3- المعاناة من مشاكل في البطن
قد لا تعتقد أن لبطنك علاقة بجهازك المناعي. ولكن وفقاً لبحث أجري في عام 2012، فإن 70% من جهازك المناعي موجود في الجهاز الهضمي، في بطانة الأمعاء.
البكتيريا المفيدة، والكائنات الحية الدقيقة التي تعيش هناك تدافع عن أمعائك من العدوى، وتدعم جهاز المناعة، ولكن إذا ما انخفضت كمياتها فمن الممكن أن يعرضك ذلك لخطر الإصابة بالفيروسات، والالتهابات المزمن،ة وحتى اضطرابات المناعة الذاتية.
ويقول الأطباء إن هذه البكتريا والكائنات عادة ما تحارب السموم التي قد يتم تناولها. كما أنها تنظم العناصر الغذائية التي تدخل إلى الجسم، وبالتالي فإن ضعف الجهاز المناعي يمكن أن يؤدي إلى تقلصات في المعدة وإسهال. كما أن الغازات المتكررة يمكن أن تكون أيضاً أحد أعراض ضعف جهاز المناعة.
4 - تشتكي من التعب طوال الوقت
إذا كنت تشعر بالتعب المستمر، على الرغم من حصولك على قسط جيد من النوم ليلاً، فقد يكون ذلك علامة حمراء أخرى على ضعف جهاز المناعة لديك.
فبحسب تأكيدات الأطباء، تنخفض مستويات الطاقة لديك عندما يعاني جهازك المناعي، لأن جسدك يحاول الحفاظ على الطاقة لتغذية جهازك المناعي حتى يتمكن من محاربة الجراثيم.
5- الإصابة بالعدوى بشكل متكرر
هل تعاني من إصابتك بالتهابات متكررة؟
يمكن أن يكون السبب في هذا أي شيء، بدءاً من التهابات الأذن، وحتى الالتهاب الرئوي، والتهاب الجيوب الأنفية. ولكن الالتهابات البكتيرية في اللثة والقدم الرياضي واضطراب البطن، يمكن أن تكون أيضاً علامات على أن جهازك المناعي يعاني.
6- جروحك لا تشفى بسرعة
عندما تتعرض لحرق، أو جرح، أو خدش، يعمل جسمك على حماية الجرح عن طريق إرسال دم غني بالمغذيات إلى مكان الإصابة للمساعدة في تجديد الجلد. لكن عملية الشفاء هذه تعتمد على وجود خلايا مناعية صحية، لذلك ستستغرق جروحك وقتاً أطول حتى تشفى إذا كان عمل جهازك المناعي بطيئاً.
كيف تقوّي جهازك المناعي؟
قد يبدو ما نذكره هنا أمراً أساسياً للغاية، ولكن إحدى أبسط الطرق التي يمكنك من خلالها منع نفسك من التقاط كل بكتريا، أو أو نزلة برد، هي غسل يديك، هذا يعني أنك تقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
ونورد في أدناه الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد جسمك وجهازك المناعي على الاستعداد بشكل أفضل لمحاربة «الأعداء»:
اقرأ أيضاً: هل تخاف من الأمراض؟ هذه الفيتامينات تعزز جهاز المناعة