31 يناير 2024

عادة قضم الأظافر.. كيف تتحول إلى "نشوة"؟ ومتى تكون خطرة؟

محررة ومترجمة متعاونة

عادة قضم الأظافر.. كيف تتحول إلى

سواء كانت مشكلة مزمنة، أو مجرد سلوك عصبي عرضي، فإن قضم الأظافر يمكن أن تكون عادة يصعب التخلص منها. كما أنها مشكلة شائعة أكثر مما نظن، لأن الكثيرين لا يتحدثون عنها، ولا يعترفون بها. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، تشير الدراسات إلى أن 20 إلى 30% من الأشخاص، من جميع الفئات العمرية، عادة ما يقضمون أظافرهم، وهو اضطراب يعرف باسم قضم الأظافر.

يقول علماء النفس إن عادة قضم الأظافر يمكن أن تكون علامة على شيء أكثر أهمية، مثل القلق الكامن. لذلك يحذّرون من أن هذه العادة يمكن أن تؤدي إلى العدوى، وحتى تلف الأظافر الدائم.

عادة قضم الأظافر.. كيف تتحول إلى

ما سبب عادة قضم الأظافر؟

يمكن أن يكون سبب قضم الأظافر عدداً من العوامل الداخلية والخارجية:

  • إذا كان الشخص يشعر بالتوتر أو الإحباط، فقد يلجأ إلى هذه العادة من أجل تهدئة نفسه.
  • بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يشعرون بالملل أو القلق أو الإفراط في التحفيز، يمكن أن يساعدهم ذلك على التركيز.
  • كما يمكن أن تصبح عادة قضم الأظافر آلية تكيّف تلقائية لتنظيم المشاعر وتحقيق الراحة على حساب تأجيج عادة مؤلمة.

وعندما تصبح مزمنة، قد يكون من الصعب التخلص من هذه العادة، بخاصة أن العديد من الأشخاص يدخلون في حالة تشبه النشوة.

والمثير أيضاً، كما يقول الخبراء، أنه إذا كان لديك فرد في العائلة يعاني من قضم الأظافر بشكل مزمن، فقد تكون أنت أكثر عرضة لقضم الأظافر. إذ وجدت إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجريت في عيادة خارجية للأطفال/، أن 63% من المرضى الأطفال (الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 21 عاماً) الذين شاركوا في دراسة قضم الأظافر حددوا فرداً آخر، على الأقل، من أفراد الأسرة مصاباً بهذه الحالة.

متى تصبح عادة قضم الأظافر مشكلة يجب القلق بشأنها؟

الحقيقة هي أن البعض يعتبر عادة قضم الأظافر سلوكاً مريحاً، ولكن إذا ما بدأ يعتمد عليه لتنظيم مشاعره، أو تركيزه، عندها يجب إيجاد طريقة للتعامل معه.

ويتم تصنيف قضم الأظافر، سواء كان متكررا أو مزمنا، على أنه سلوك متكرر، يركز على الجسم ويندرج تحت فئة «اضطرابات الوسواس القهري المحددة الأخرى، والاضطرابات ذات الصلة» في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وتندرج تحت هذه الفئة عمليات شد الشعر المتكررة، وقلع الجلد، أو الأظافر، وقضم الشفاه، ومضغ/عض الخد.

عادة قضم الأظافر.. كيف تتحول إلى

ماذا تفعل عادة قضم الأظافر بأظافرك والجلد المحيط بها؟

على المدى القصير، يمكن أن تسبب عادة قضم الأظافر شقوقاً وجروحاً في الجلد حول الظفر، وهذا قد يكون مؤلماً. والجلد المفتوح هو بوابة دخول للكائنات الحية الدقيقة؛ وإذا دخلت البكتيريا فقد يصاب الشخص بعدوى المكوّرات العنقودية، والتي قد تكون خفيفة، أو قد تشكل خراجاً يحتاج إلى مضادات حيوية عن طريق الفم، وتصريف. وقد يؤدي قضم الأظافر أيضاً إلى الإصابة بالفيروسات.

ومن الشائع بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقضمون أظافرهم، أن يصابوا بالثآليل. ويصعب علاج الثآليل بشكل عام، كما يصعب علاج الثآليل الموجودة حول الأظافر وتحتها، بخاصة عندما تكون تحت الظّفر. إنها عملية طويلة ومؤلمة. ومما يزيد الطين بلّة، أن الثآليل قد تنتشر إلى منطقة الشفاه، وهذه أيضاً حالة ليس لها علاج لطيف، لأن الجلد هناك حساس للغاية.

إذا قضمت أظفرك لفترة طويلة، يصبح الظفر نفسه أقصر مع مرور الوقت. وإذا قمت بإتلاف طبقة الظفر (المنطقة الموجودة أسفل الجزء الصلب من الظفر) ستبدأ بملاحظة قصر الظفر، بحيث ينمو إلى نقطة معينة فقط. ولسوء الحظ، يمكن أن يكون ذلك ضرراً لا رجعة فيه، إذا كان الشخص يقضم أظافره لسنوات عدة.

ما هي العادات والسلوكات الأخرى المرتبطة بعادة قضم الأظافر؟

نحو 25% من الأشخاص الذين يقضمون أظافرهم يعانون أيضاً اضطرابَ القلق. وإذا كنت تنخرط في قضم الأظافر كآلية أساسية أو بارزة للتكيّف، ولم تتعلم أدوات أخرى للمساعدة على إدارة عواطفك، فقد تعاني أعراضاً طويلة المدى، تتعلق بالقلق، أو المزاج، أو الأداء التنفيذي. ولا يعني ذلك أن أحدهما يسبب الآخر، ولكنه قد يكون علامة على أن عقلك وجسمك يحاولان تهدئة المشاعر الكامنة داخلياً، أو «فصل» المشاعر الشديدة. وتُظهر بعض الدراسات أيضاً، أن قضم الأظافر غالباً ما يكون أشد لدى الأشخاص الذين يعانون اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، واضطرابات التشنج اللاإرادي.

كما يبيّن الباحثون أن أكثر العادات شيوعاً التي ترد للأطباء، والتي تترافق مع قضم الأظافر، هي قلف الأظافر، وفركها. فالجلد بالقرب من البشرة هو مركز نمو الظفر، أو مصفوفة الظفر، وإذا قمت بفرك هذه المنطقة أو الضغط عليها كثيراً، فسوف يتسبب ذلك في ظهور فجوات أفقية في الظفر تشبه لوح الغسل. وسوف يصبح الظفر أرقّ في تلك المنطقة في كل مرة تضغط فيها على مركز نمو الظفر. والخبر السار هو أنه عندما يتوقف الناس عن هذه العادة، فإن النتوءات سوف تنمو في النهاية، ولكن عادة ما يستغرق الظفر ستة أشهر ليعود من جديد.

عادة قضم الأظافر.. كيف تتحول إلى

لماذا يصعب التوقف عن عادة قضم الأظافر؟

قضم الأظافر يعمل بمثابة «لهاية» طبيعية. ومن الصعب جداً مقاومة الرغبة في القيام بشيء يجلب الرضا الفوري، أو الراحة. وهذا هو السبب في أن قضم الأظافر حالة منتشرة على نطاق واسع. قد يقضم البعض أظافره عندما يشعر بالقلق في العمل فقط، أو أثناء مشاهدة فيلم مثير، أو مباراة رياضية مثيرة؛ قد يجد نفسه يفعل ذلك، ويتوقف، وقد يشعر آخرون برغبة شديدة في قضم أظافرهم باستمرار طوال اليوم. ويعتقد الكثيرون أنه إذا قضم الشخص ظفْره حتى يبدأ بالنزف، أو يشعر بالألم، فإنه سيتوقف بشكل حدسي. ولكن هذا ليس هو الحال دائماً بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون قضم الأظافر المزمن، إذ حتى مع وجود الألم، أو الحرقة، أو الالتهاب، فقد يشعرون برغبة قوية في الاستمرار في هذا الفعل.

عادة قضم الأظافر.. كيف تتحول إلى

نصائح لعلاج عادة قضم الأظافر

1- درّب نفسك على التوعية

تتضمن هذه الاستراتيجية تسجيل المعلومات عندما تشعر بالحاجة إلى المشاركة في قضم الأظافر، مثل فهرسة التفاصيل التي سبقت كل فعل، وتحديد الأفكار والعواطف التي تسبق قضم الأظافر. يمكنك بعد ذلك البدء برؤية الأنماط التي تتيح لك أن تصبح أكثر وعياً بالظروف التي تؤدي إلى الحوافز والسلوكات ذات الصلة، واكتساب إحساس بالوعي الذاتي حول البيئات التي تفعل فيها ذلك، مثل أثناء القيادة، أو أداء الواجبات المدرسية، وأوقات العمل، وكذلك العوامل الحسية والمعرفية ذات الصلة التي تساهم في قضم الأظافر (مثل أوقات التوتر الشديد، أو التركيز المفرط).

2- ابحث عن شيء منفر

حدد الطرق التي تمنعك، أو تجعل من المستحيل عليك قضم أظافرك. يمكن أن يكون ذلك شيئاً بسيطاً مثل إمساك قبضة يدك، أو الجلوس على يديك حتى تختفي الرغبة الملحّة، أو وضع ضمادة على الإصبع الذي من المرجّح أن تعضّه، أو وضع غسول على يديك. يقول الأطباء إن استخدام المستحضر، أو مرهم حماية الجلد يمكن أن يغير التحفيز الحسي: ربما لن يكون طعمه جيداً، ولكنه يساعد على تهدئة حواف الجلد، والأظافر، والبشرة المهترئة التي غالباً ما تدفع الناس إلى العض. كما أن الحصول على عمليات تجميل أظافر منتظمة يُعد أيضاً تكتيكاً مفيداً، حيث إن التذكير البصري بالعناية بأظافرك والانخراط في الرعاية الذاتية، قد يثنيك عن العض.

3- حدّد طرقاً بديلة للتهدئة

وجدت دراسة حديثة أن استخدام خيار «اللمسة اللطيفة» البديل يساعد الأشخاص على التوقف عن قضم أظافرهم. في أي وقت تشعر فيه بالحاجة إلى وضع أصابعك في فمك، يمكنك اختيار ممارسة تقنية جديدة غير ضارة، بدلاً من ذلك. فأنت تبحث عن شيء هادف، ومريح، ومتعمد، قد يكون ذلك عن طريق فرك إبهامك وسبابتك معاً، أو رسم دوائر على يدك.

4- تناول مكمّلاً غذائي

هناك مضادات أكسدة وأحماض أمينية، يمكن أن تساعد على علاج قضم الأظافر المزمن، فهي تؤثر في مستويات الغلوتامات في الدماغ، وتساعد بعض الأشخاص الذين يعانون سلوكات متكررة تركز على الجسم على التخلص من عاداتهم.

اقرأ أيضاً: دراسة تحذّر: القلق الدائم يرفع ضغط الدم