من منّا لم يعانِ تنميلاً، أو وخزاً بسيطاً في ساقيه، من وقت لآخر؟ ربما شعرت بالدبابيس والإبر بعد الجلوس بطريقة خاطئة، أو بالتعب بعد الوقوف لفترة طويلة. صحيح قد يكون أمراً بسيطاً لا يدعو للقلق، ولكن يمكن أيضاً أن يكون في بعض الأحيان علامة على وجود شيء خطر. لذلك عليك أن تعرف التمييز بين الحالتين.
من المحتمل أن خدَر الساق ليس مشكلة كبيرة. لكن في بعض الأحيان، قد يكون الخدر في ساقيك بسبب مشكلة صحية أكثر إلحاحاً. لذلك من الأفضل معرفة السبب المحتمل لذلك، بخاصة إذا كنت تعاني تنميل الساق بشكل متكرر، أو إذا كان الخدر ينتقل إلى مناطق أخرى من الجسم.
يبيّن الخبراء أن الأغلبية العظمى من الخدر والوخز الذي نشعر به لا يدعو للقلق. ولكن إذا كان الشخص يعاني خدراً، ووخزاً يستمر لأكثر من أسبوع ويشمل أكثر من منطقة واحدة، ويتحرك أو يكبر، فهذا دليل على أنه قد يكون شيئاً أكثر خطورة.
نستعرض في ما يلي بعض الحالات التي تسبب الخدر والوخز في ساقيك:
1- العصب المقروص
العصب المقروص، الذي يسمى أيضاً العصب المضغوط، وهو بالضبط ما تعنيه التسمية، بعض الهياكل المحيطة بالعصب، مثل العضلات والأوتار والأنسجة والعظام، تضغط على العصب، وتسبب أحاسيسَ مختلفة. وقد تسبب الأعصاب المضغوطة تنميلاً في ساقيك، ويمكن أن يكون ناتجاً عن عدد من الأشياء، بما في ذلك الإصابات.
يمكن أن تسبب الأعصاب المضغوطة أيضاً عرق النسا، وهو الألم الذي يمتد من أسفل الظهر على طول العصب الوركي ليصل إلى كل ساق. ووفقاً للأطباء فإن بعض الأشخاص المصابين بعرق النسا قد يعانون أيضاً خدراً في الساق.
ولحسن الحظ، عادة ما يمكن علاج انضغاط الأعصاب من دون الكثير من المتاعب. يحتاج بعض الأشخاص أيضاً إلى مسكنات الألم، وفي حالات نادرة قد يكون من الضروري إجراء جراحة عندما يسبب العصب المضغوط، الضعف والألم.
2- القرص المنفتق
يمكن أن يؤدي القرص المنفتق إلى عصب مقروص.
فكّر في عمودك الفقري كسلسلة من العظام المتصلة بواسطة أقراص. تخيّل أن هذه الأقراص مثل الكعك الهلامي، إذا انضغط الهلام فهذا يعني أن لديك قرصاً منفتقاً، أو منزلقاً، أو ممزقاً. وإذا تم ضغط هذا الهلام إلى الخلف، فإنه يمكن أن يضغط على العصب ويسبب التنميل والوخز.
وفي هذه الحالة، أصغر حركة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى خروج القرص عن السيطرة. نرى هذا لدى الكثير من الأشخاص الذين ينحنون أكثر من اللازم، فالانحناء للأمام يجعل الهلام يتراجع إلى الخلف، كما أن رفع شيء ما أثناء الانحناء إلى الأمام في هذا الوضع أمر محفوف بالمخاطر.
يمكن علاج العديد من الأقراص المنفتقة بشكل متحفظ، عن طريق العلاج الطبيعي ومسكنات الألم. وفي الحالات القصوى، قد تحتاج إلى عملية جراحية.
3- السكري
وفقاً للأطباء، يمكن أن يحدث تلف الأعصاب لدى مرضى السكري الذين لديهم مستويات عالية من السكر في الدم لفترات طويلة. ويمكن أن تشمل الأعصاب المتضررة تلك التي تنقل الرسائل بين الدماغ والعمود الفقري، وأجزاء أخرى من الجسم، مثل الساقين.
وهناك أكثر من 100 نوع من تلف الأعصاب هذا، وهو يسمى الاعتلال العصبي المحيطي، والاعتلال العصبي السكري هو الاعتلال العصبي المحيطي الأكثر شيوعاً، لأن الكثير من الأشخاص مصابون بداء السكري من النوع الثاني.
يمكنك الوقاية من الاعتلال العصبي من خلال الاهتمام بمرض السكري الذي تعانيه، عن طريق اتّباع نظام غذائي وممارسة الرياضة وتناول الأدوية المناسبة. فبمجرد الإصابة بتلف الأعصاب، لا يوجد عادة علاج، على الرغم من وجود طرق لترويض الأعراض.
ستحتاج أيضاً إلى فحص قدميك وساقيك، يوميا، للتأكد من عدم ظهور أي مشاكل إضافية. يمكن أن يعني الخدر أنك قد لا تلاحظ الشقوق أو الجروح التي تصاب بها، وبالتالي ربما تؤدي إلى التهابات خطرة.
4- التصلّب المتعدد
التصلّب المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الغلاف الذي يغطي الخلايا العصبية، والمعروف باسم المايلين. وقد تسبب الحالة تنميلًا في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الساقان.
السبب الدقيق لمرض التصلب العصبي المتعدد غير معروف. ومن المفترض أن الوراثة والالتهابات الناجمة عن الفيروسات بطيئة المفعول، أو الخاملة، مثل فيروس إبشتاين بار، قد تكون عوامل إصابة، وفقاً لجمعية التصلب المتعدد الأمريكية.
لا يوجد علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن الأدوية وطرق العلاج الأخرى مثل العلاج الطبيعي قد تساعد في السيطرة على الأعراض.
5- مرض الذئبة
مرض الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي في الجسم الخلايا السليمة. وبحسب ما يبيّنه الخبراء والأطباء، يمكن أن يسبب مرض الذئبة اعتلال الأعصاب المحيطية، والذي يؤدي عادة إلى تنميل في اليدين والقدمين، ولكن يمكن أن يؤثر أيضا في الساقين.
يمكن تخفيف هذا الخدر في بعض الأحيان عن طريق علاج الحالة الأساسية واتّباع نصائح لنمط الحياة الصحي، مثل تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام. ولكن علاج الاعتلال العصبي بشكل عام، يعالج الأعراض، لكنه لا يؤثر في المرض الأساسي.
6- سكتة دماغية
لاحظ مؤلفو مراجعة أجريت في عام 2018 أن نحو 50% و30% من جميع السكتات الدماغية تحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 75 و85 عاماً، على التوالي.
ومع ذلك، يمكن أن تحدث السكتة الدماغية في أي عمر، وغالباً ما تكون الأعراض هي نفسها: ثقل الكلام، والخدر، والضعف، أو الشلل في جانب واحد من الجسم. وتظهر الأعراض فجأة، وتكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون عوامل الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم وتاريخ التدخين ومرض السكري.
يمكن أن تساعد الأدوية على منع الضرر الدائم الناتج عن أنواع معينة من السكتات الدماغية، ولكن يجب إعطاؤها للمصاب بسرعة. لذلك من المهم للغاية أن تحصل على المساعدة عند ظهور أول علامة على الإصابة بالسكتة الدماغية.
7- مرض الشريان المحيطي
يحدث مرض الشريان المحيطي عندما يقل تدفق الدم إلى ذراعيك وساقيك، بسبب تضيّق الشرايين. وإضافة إلى الخدر والوخز، يمكن أن يجعل مرض الشريان المحيطي المشي مؤلماً.
ويشير الخبراء إلى أن مرض الشريان المحيطي عادة ما يكون علامة حمراء تشير إلى إصابتك بتصلب الشرايين، وهو تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين. قد يؤدي ذلك إلى تعرضك للعديد من المشكلات الأخرى في المستقبل، بما في ذلك نوبة قلبية، أو سكتة دماغية.
ومن التدابير التي يمكن أن تتخذها لحماية نفسك من مرض الشريان المحيطي ومضاعفاته، الإقلاع عن التدخين، وتناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة.
8- الأورام
في حالات نادرة، يمكن أن ينمو الورم بطريقة تضغط على العصب، ما يسبب تنميلاً ووخزاً في الساق، وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية. إذا كان الورم سرطانياً، فقد تشمل خطة الطبيب العلاج الكيميائي، والذي من المعروف أيضاً أنه يؤدي إلى اعتلال الأعصاب المحيطية لدى بعض الأشخاص.
وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون سبب الخدر هو السرطان، من الأفضل مناقشة أعراضك مع طبيبك.
وإذا كان لديك خدر ووخز لا يختفي، فعليك الخضوع للفحص، لأن هناك العديد من الحالات الأقل خطورة التي تسبب خدر الساق، وهي قابلة للعلاج.