يتعرّض الموظف خلال ساعات العمل الطويلة أمام الكمبيوتر لمجموعة من المشاكل الصحية التي تؤثر في صحة العيون، مسببة العديد من الأمراض التي تتدرج من الخطرة، حتى الأكثر خطورة، وتستوجب معها اتّباع بعض الإرشادات التي تمنع، أو تقلل من حجم هذا الضرر.
د. مارسيا مارتنز
مع أهمية الدور الذي تلعبه العيون في أداء الكثير من المهام، اليومية والمهنية، تلفت دكتورة العيون مارسيا مارتنز، من مركز ميدكير للعيون دبي، إلى بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بوجود مشكلات صحية في العين «مثل عدم وضوح الرؤية، وإجهاد العين، وجفاف العيون، وألم العيون، والاحمرار وتهيّج العيون، وانتفاخ العيون، والعيون الدمعية، والهالات حول الأضواء، وحَوَل العيون، وتشكّل التغيرات في تمييز الألوان، والحساسية تجاه الضوء، وعوائم العين، والأضواء الوامضة، وغيرها من الأعراض التي يجنّب الكشف المبكر عنها الكثير من أمراض العين، ويضمن الصحة المثلى لها، والرفاه الكامل في مكان العمل».
أمراض العيون بسبب العمل
تكشف د. مارتنز عن أكثر أمراض العيون التي يمكن أن يتعرض لها الأشخاص خلال العمل:
- متلازمة رؤية الكومبيوتر الناجمة عن الاستخدام المطوّل للكومبيوتر والتي تؤدي إلى إجهاد العيون وجفافها.
- الخطأ الانكساري.
- التهاب الملتحمة التحسسي، الناجم عن مسبّبات الحساسية، مثل الغبار العضوي، والمواد الكيميائية، وغيرها من المواد التي يمكن أن يتعرض لها الموظف في بيئة العمل.
- «الظفرة»، نمو الأنسجة على الجزء الأبيض من العين (فوق القرنية)، نتيجة التعرّض للأشعة فوق البنفسجية التراكمية في مكان العمل.
- أجسام غريبة على القرنية.
- تعتيم العدسات الطبيعية.
- الضمور البقعي.
- انفصال الشبكية الذي يؤدي إلى فقدان حاد للرؤية، وغالباً ما يؤدي إلى عمى دائم، في حال عدم التدخل الجراحي، كما يشكّل رفع الأشياء الثقيلة في بعض المهن عامل خطر ذي صلة بانفصال الشبكية.
- «المخاطر المهنية»، يتعرض بعض الموظفين إلى إصابات مختلفة في العيون، مثل الحروق الكيماوية، خدوش القرنية، حالات تمزق الجفن، الكسور المدارية، «كسور العظام حول العين»، ونزيف العين.
نصائح للحدّ من الآثار السلبية للشاشات
على الرغم مما توصلت إليه التكنولوجيا من ابتكارات في مجال الحفاظ على صحة وسلامة العيون، يبقى للاستخدام المستمر للكومبيوتر والهواتف المحمولة لساعات طويلة أثر سلبي في صحتها. لذا تقدم د. مارتنز بعض القواعد والتوصيات للأفراد للحد من آثار هذه الأجهزة، أو التقليل من تبعاتها:
- اتّباع قاعدة 20 - 20 – 20، عند العمل لفترات طويلة يجب أخذ استراحة منتظمة للعينين عند كل 20 دقيقة، بالنظر إلى جسم يبعد مسافة 20 قدماً، لمدة 20 ثانية، ما يقلل من إجهاد العين.
- تعزيز إعدادات الشاشة، بزيادة حجم النص ومعدّل التباين على الشاشة لتقليل إجهاد العين، إضافة إلى ضبط مستوى السطوع كي لا يكون مفرطاً لتجنب وهج الشاشة، كما يمكن استخدام نظارات خاصة تحتوي على طلاء مضاد للانعكاس لتقليل الإجهاد الناتج عن الشاشة.
- تذكّر الرمش، في الحالات الطبيعية ترمش العين 15 مرة في الدقيقة، لكن بسبب النظر إلى شاشة الكومبيوتر والأجهزة الرقمية يتراجع هذا المعدل إلى 5 أو 7 مرات، وبالتالي يمكن أن يؤدي لجفاف العين. لذلك يصبح من الضروري تطبيق بعض التمارين البسيطة للعين للحفاظ على رطوبتها، من خلال وضع الإصبع على بعد بضع بوصات من العين والنظر إليها، ثم التركيز على مكان بعيد لبضع ثوانٍ، ثم العودة للنظر إلى الإصبع، تكرر هذه العملية مرات عدة.
- استخدام الدموع الاصطناعية والمواد المرطبة، تعتمد هذه الطريقة على ترطيب العين عند الإحساس بجفافها، كما يفضل ترطيب الجو المحيط بالشخص إذا ما كان يعمل في غرفة جافة طوال الوقت.
- استراحات منتظمة، منح العين استراحة منتظمة أثناء العمل، والحرص على الحفاظ على مسافة آمنة بين العينين والشاشة، وضبط مستوى ارتفاع الشاشة لتكون أسفل مستوى العيون، ما يقلل من حجم الإجهاد.
- الابتعاد عن استخدام العدسات اللاصقة، استبدال النظارات بالعدسات خلال ساعات العمل الطويلة أمام الكومبيوتر يمنح العينين استراحة كافية.
- الفحوصات الدورية للعيون، تُعد الفحوصات الدورية للعيون أمراً أساسياً للاكتشاف المبكر لأيّ مشاكل، وعلاجها.
وتلفت د مارتنز إلى تقدم المجال التكنولوجي في السنوات الأخيرة، من حيث توفير الأجهزة والتقنيات الحديثة لتحسين صحة العيون خلال العمل، أو الحد من تأثيراتها السلبية، منها:
- استخدام النظارات المخصصة للكومبيوتر مع طلاء خاص، كالنظارات التي تحجب اللون الأزرق الأكثر ضرراً للعين عند التعرّض له من شاشات الكومبيوتر، حيث يمكن لهذه النظارات تقليل الإجهاد، وتحسين وضوح الرؤية أثناء العمل لفترات طويلة.
- استخدام شاشات خالية من الوميض، توفر تدفقاً ثابتاً للضوء من دون أي وميض، يساعد في الحفاظ على استقرار حدقة العين، وتقليل إجهاد العين الناجم عن الوميض المستمر لشاشات الكومبيوتر، وبالتالي تحسين صحة العين.
- استخدام تركيبات الدموع الاصطناعية لعلاج جفاف العين الناجم عن العمل الطويل على الكمبيوتر، ما يساعد على منع الأعراض المزعجة للعين الجافة.
- الاستعانة بتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي تعمل على تعزيز تجارب أفضل في استخدام الحاسوب، وتقليل إجهاد العين من خلال الألوان، وتوفير سهولة القراءة، وبالتالي تخفيف الضغط على العيون.
وتؤكد د. مارتنز ضرورة عدم تجاهل أهمية الفحوص والاستشارات المنتظمة مع أطباء العيون، حيث يمكن تقديم المشورة والتوجيه للأفراد ومساعدتهم على اختيار التقنيات الأنسب التي تلبي احتياجاتهم الخاصة.