هل شرب الماء بالليمون يساعد فعلاً على إنقاص الوزن؟ ما رأي أخصائيي التغذية؟

أصبح الماء بالليمون أحدث مشروب صباحي مفضّل على الإنترنت. بحيث كلما سألت أحدهم عن أفضل طريقة لإنقاص الوزن يقفز إلى ذهنه على الفور شرب الماء بالليمون.. ولكن هل هذه الطريقة مفيدة حقاً، كما يدّعي البعض؟

هناك الكثير من الفيديوهات على TikTok، يقول الناس فيها إن شرب الماء بالليمون ساعدهم على التخلص من السموم، والتخلص من حبّ الشباب، والأكثر شيوعاً التحكم في الوزن، أو إنقاصه.

ويقدّم أحد مقاطع الفيديو، الذي تمت مشاهدته أكثر من 14 مليون مرة، وعداً بأنه في غضون أسبوع من شرب الماء بالليمون سيشهد الشخص «زيادة في حرق السعرات الحرارية، وربما المساعدة على إدارة الوزن»، إضافة إلى تحسين التركيز، والمزيد من الطاقة، وتعزيز جهاز المناعة!

إلى جانب بساطة هذه الطريقة، فقد تم اعتماده أيضاً من قِبل المشاهير، مثل غوينيث بالترو، وميراندا كير. ونتيجة لذلك، أصبح الماء بالليمون شائعاً باعتباره مشروباً لا بد منه لأولئك الذين يرغبون في فقدان الوزن، أو تحسين صحتهم.
ولكن هل يجب أن يكون الماء بالليمون مشروبك المفضّل إذا كنت تريد التحكم في وزنك؟ أم أنه موضة زائفة أخرى، لا تستحق كل هذا العناء؟

وصفة الماء بالليمون

أصبح بدء اليوم بشرب كوب من الماء بالليمون من الطقوس الصباحية الشائعة لدى العديد من الأشخاص، حتى قبل أوّل رشفة من القهوة.
يقول بعض خبراء التغذية أنه ليس من الواضح تماماً مصدر هذا الترند، لكن شرب الماء بالليمون هو علاج شعبي قديم، يُعتقد أنه تطور مع مرور الوقت.
يُعد تحضير الماء بالليمون أمراً بسيطاً نسبياً: قم بتقطيع الليمون، وعصره، وإضافته إلى كوب من الماء. يتم تقديم الماء بالليمون، ساخناً أو بارداً، أو في درجة حرارة الغرفة، وهو أيضاً طريقة رائعة للحصول على نكهة الحمضيات من دون سكّر مضاف.
على الرغم من أن الماء بالليمون ليس بالضرورة توجهاً جديداً، إلا أنه أصبح شائعاً بشكل خاص خلال العقد الماضي، أو نحو ذلك. ويشير البعض إلى ذلك الوقت عندما ربطت دراسة يابانية أجريت عام 2008 بين مضادات الأكسدة الموجودة في الليمون، وانخفاض الوزن لدى الفئران، ومن هناك زاد الاهتمام العام بهذه الممارسة. يعتقد البعض أن الحامض الموجود في الليمون يعمل على تحطيم الخلايا الدهنية، ومع ذلك هناك القليل من الأدلة لدعم هذه النظرية.

ماذا تقول الأبحاث عن علاقة الماء بالليمون بفقدان الوزن؟

يُعد شرب الماء بالليمون طريقة رائعة لإضافة المزيد من الترطيب إلى يومك، ويمكن أن يكون الليمون مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة وفيتامين «C» وكميات صغيرة من المغنيسيوم، والريبوفلافين، وفيتامين «ب 6» والمزيد. ومع ذلك، يتفق الخبراء على أن هذا الخليط لن يساعد الجميع على إنقاص الوزن. ويوضحون أن الماء بالليمون ليس بالضرورة أفضل من الماء العادي لإدارة الوزن. إذ لا يوجد أي بحث يظهر أن الماء بالليمون يتفوق على الماء العادي في إنقاص الوزن، حيث يرتبط شرب المزيد من الماء بشكل عام، بتعزيز الشبع وفقدان الوزن، والتمثيل الغذائي الصحي.

فقد أظهرت الأبحاث أن شرب المزيد من الماء يرتبط بزيادة تحلل الدهون، وتقليل تناول الطعام. كما تم ربط زيادة الترطيب بتكوين جسم أكثر صحة، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2019 أنه مع زيادة استهلاك الماء، ينخفض وزن الجسم، وكتلة الدهون في الجسم، وبالتالي ينخفض محيط الخصر.

ولكن، في حين أنه لا توجد أبحاث تدعم أي فوائد مزعومة من الماء بالليمون، فإن عصير الليمون نفسه قد يكون مفيداً. وتم ربط حموضة عصير الليمون بتأثير إيجابي في استجابة نسبة السكّر في الدم بالجسم، أو كيفية تقلّب مستويات الجلوكوز في الدم بالجسم بعد تناول الكربوهيدرات.

وجدت دراسة أجريت عام 2021، أن المشاركين الذين شربوا 250 ملّيلتراً من عصير الليمون (نحو كوب واحد)، انخفض لديهم ارتفاع نسبة السكّر في الدم بعد تناول قطعة من الخبز، مقارنة بالأشخاص الذين شربوا نفس الكمية من الشاي، أو الماء. أظهرت نتائج هذه الدراسة أيضاً أن عصير الليمون يزيد من إفرازات المعدة، ومعدل إفراغها، ما قد يدعم فقدان الوزن. قد يشير هذا إلى أن الماء بالليمون هو مشروب صحي بعد الوجبة، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات.
إضافة إلى حموضته، يحتوي الليمون أيضاً على فيتامين «C»، واعتماداً على الكمية التي تضيفها، يمكن أن يوفر فوائد معينة.

وفي الدراسات التي أجريت على البشر والفأر، تم ربط تناول كميات أكبر من فيتامين «C» بانخفاض خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والتي تشير إلى ارتفاع محيط الخصر، وسكّر الدم، وضغط الدم، والدهون الثلاثية، و/أو انخفاض الكوليسترول «الجيد». ووفقاً للباحثين، يشير هذا إلى أن مكملات فيتامين «C» أو الحصول على كمية كافية منه عن طريق الطعام قد يساعد على عكس بعض هذه الأعراض.

هل يجب عليك إضافة الماء بالليمون إلى روتينك اليومي؟

خلاصة القول هي أنه في الوقت الحالي، هناك نقص في البيانات القوية لدعم فكرة أن الماء بالليمون يمكن أن يسبب فقداناً للوزن، أكثر مما يساعد عليه الماء العادي.
ومع ذلك، فإن شرب كمية كافية من الماء أمر بالغ الأهمية، لذا فإن القفز نحو الالتزام بالماء بالليمون يجب أن يكون آمناً وصحياً، بشكل عام. إذ يمكن أن يساعد الليمون على توفير نكهة إضافية للمياه، ويمكن أن يساعد على تقليل كمية المشروبات المحلّاة بالسكّر المستهلكة، ما يمكن أن يساعد على إدارة الوزن بشكل أفضل.

كما أن الليمون ليس هو الطريقة الوحيدة للحصول على فيتامين C، أو لإضافة نكهة إلى الماء، حيث يمكن للناس أيضاً الاعتماد على الفواكه الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين «C»، مثل الفراولة، والكيوي، والبرتقال، إذا لم يستمتعوا بماء الليمون، أو إذا كانوا لا يستمتعون بماء الليمون، أو ليس لديهم ليمون.

ويجب أن يقترن شرب الماء بالليمون لفقدان الوزن، أو إدارته، بعادات صحية أخرى، لا سيما بناء عادات غذائية أفضل مملوءة بالفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والمكسّرات، والبذور، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.. كل ذلك يمكن أن يساعد على دعم إدارة الوزن بشكل أفضل.

في موازاة ذلك، إذا كنت مهتماً بتجربة الماء بالليمون، فمن المهم أيضاً أن تضع بعض الأشياء في الاعتبار. يمكن أن تؤدي الحموضة العالية لليمون إلى تآكل مينا الأسنان إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة. ولتقليل هذا الخطر، فكّر في شرب الماء بالليمون من خلال القشة، ثم شطف الأسنان بالماء العادي.

وقد يجد الأشخاص المصابون بمرض الارتجاع المعدي المريئي، أو أي حالة مشابهة، أن تناول الحمضيات، مثل الليمون، يؤدي إلى تفاقم أعراضهم، مثل حرقة المعدة، أو ألم الصدر.
لذلك، كما هو الحال مع أيّ تغييرات غذائية، يُنصح دائماً بالتشاور مع الطبيب المختص للتأكد من أنك تقوم باختيارات تدعم احتياجاتك الصحية الفردية.

اقرأ أيضاً:
- هل يمكن للبروتين أن يساعد على إنقاص الوزن طبيعياً؟
- التغذية والرياضة.. ماذا نأكل وكيف نحرق السعرات الحرارية؟