هل تتبلل منطقة الإبطين بالعرق بعد ساعة واحدة فقط؟ الجميع يتعرّقون، ولكن إذا كنت تصاب بالتعرّق بشكل متكرر، فمن الممكن أن تكون مصاباً بفرط التعرّق، وهي حالة طبية قابلة للعلاج.
التعرّق هو استجابة طبيعية للحرارة، أو القلق، ولكن بعض الأشخاص يتعرّقون بشكل مفرط - إبطين متعرّقين، ورقبة متعرّقة، وقدمين متعرّقتين مع رائحة كريهة - ومن دون سبب واضح، وهذا يجعلهم يشعرون كما لو أنهم يعيشون في ساونا، على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع. قد يكون هذا بسبب حالة طبية يمكن تشخيصها تسمى فرط التعرّق، والتي تؤثر في عشرات الملايين في العالم.
يشير الخبراء إلى أننا عادة، نتعرّق لتبريد أجسامنا، والتحكم في درجة حرارتها، لكن كثرة العرق يمكن أن تسبب بقعاً على القمصان، وروائح تصدر عن الجسم، ما يؤثر في العلاقات الاجتماعية، وحتى احترام الذات لدى البعض.
والتعرّق المفرط بشكل غير طبيعي لا يرتبط بالضرورة بالحرارة، أو ممارسة الرياضة. وهناك نوعان لفرط التعرق:
- النوع الأكثر شيوعاً من فرط التعرّق هو فرط التعرّق البؤري، أو فرط التعرّق الأولي، حيث تصبح الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية مفرطة النشاط، لذلك حتى لو لم تكن تركض، أو تشعر بالحرارة، فإن قدميك، أو يديك، أو وجهك تتعرق.
- يسمى النوع الأكثر خطورة من التعرّق غير الطبيعي بفرط التعرق الثانوي، والذي يشير إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي، أو المحيطي. هذا النوع من التعرق الزائد عادة ما يكون نتيجة لحالة طبية، بما في ذلك:
- السكّري
- نوبة قلبيّة
- التهابات
- انخفاض سكّر الدم
- هبّات ساخنة بعد انقطاع الطمث
- اضطرابات الجهاز العصبي
- بعض أنواع السرطان
- مشاكل الغدة الدرقية
على الرغم من أن العرق الزائد ليس خطراً، أو مهدداً للحياة، إلا أنه قد يكون محرجاً، ويجعلك تشعر بعدم الراحة والقلق. وهناك علاجات طبيّة لفرط التعرّق، ولكنك ستحتاج إلى تحديد موعد مع طبيب مختص لمناقشة الحالة. فقد وجدت إحدى الدراسات أن فرط التعرق الأولي يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية، والفطرية على الجلد، لذا، إذا كان التعرّق المفرط لديك يبدو أكثر من اللازم، قم بزيارة الطبيب للتخلّص من هذه الحالة، وتجنّب العدوى المحتملة.
نستعرض في ما يلي سبع معلومات يجب أن تعرفها عن فرط التعرّق الزائد:
1- ملابسك مبلّلة بسبب فرط تعرّق الإبط
من العادي أن نرى بعض بقع العرق تحت الإبط في مرحلة ما. ولكن إذا حدث لك ذلك بشكل متكرر، أو بدأ بالحدّ من ممارستك حياتك اليومية، يكون قد حان وقت زيارة الطبيب.
يسمى التعرّق المفرط تحت الإبط بفرط التعرّق الإبطي. أحد الأدلة التي تشير إلى إصابتك بفرط التعرّق تحت الإبط هي الطريقة التي ترتدي بها ملابسك. إذا كنت لا ترغب في ارتداء قمصان ذات ألوان فاتحة، أو زاهية، لأنك تخشى أن تكون البقع الناتجة عن التعرّق تحت الإبط واضحة للغاية، أو أنك تتجنّب الأقمشة الرقيقة، مثل الحرير، لأنك تخشى أن تتلف، من المحتمل أنك تعاني فرط تعرّق الإبط. ومن المرجح أيضاً أن يرتدي الرجال الذين يعانون فرط التعرّق تحت الإبط ستراتهم، حتى عندما يكون الجو دافئاً، لأنهم يخشون أن يرى الناس بقع القميص حول الإبطين المتعرّقين.
2 - مزيلات العرق لا تجدي نفعاً
اسأل طبيبك عن سبب تعرّقك بهذه السهولة. هناك إجابات جيدة. إذا كنت تعاني تعرّق الإبطين بشكل مفرط، فإن مزيلات العرق العادية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لن تجدي نفعاً، بغضّ النظر عن عدد المرات التي تستخدمها فيها. قد تحقق بعض النجاح مع مضادات التعرّق التي تحتوي على تركيز عالٍ من كلوريد الألومنيوم، الذي يرتبط بالغدد العرقيةّ وبالتالي يسدّها، ولكن حتى هذا لا يكون كافياً في بعض الأحيان. اطلب من طبيبك أن يصف لك مضاداً قوياً للتعرّق. لكن في بعض الأحيان يكون العلاج الإضافي ضرورياً.
3 - فرط التعرّق يسرق تفكيرك
عندما تكون مصاباً بفرط التعرّق تحت الإبط، يكون من الصعب في كثير من الأحيان التفكير في أي شيء آخر. تشعر بالقلق من أن الآخرين سوف يلاحظون أن قميصك مبلّل دائماً. وقد تصبح خجولاًً وتبدأ بالانسحاب، وتجنّب الاتصال الجسدي مع الآخرين. قد تكون متردداً أيضاً في الظهور في الحفلات، أو ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى زيادة تعرّق إبطيك.
4- فرط التعرّق ليس له علاقة بالنظافة
يقول الأطباء أن فرط التعرّق تحت الإبط لا علاقة له بالنظافة. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون فرط التعرّق، بخاصة عرق الإبط، يجدون أن قمصانهم تتبلّل بعد وقت قصير من ارتدائها، لذلك يستحمون باستمرار، ويغيّرون ملابسهم مرات عدّة في اليوم. قد يبقيك هذا الاستحمام جافاً مؤقتاً، ولكن عندما تكون مصاباً بفرط التعرّق، فإن الاستحمام بشكل متكرّر، حتى مع استخدام الصابون القوي وجِلّ الاستحمام، لن يوقف المشكلة.
5- المساعدة الطبيّة تنفعك مع فرط التعرّق
التعرّق الزائد ليس حالة خطرة، أو مهدّدة للحياة، ولكنها تحدّ من ممارستك حياتك اليومية، وأنشطتك بشكل طبيعي، وتؤثر في علاقاتك بالآخرين. لذلك من الضروري التحدث إلى طبيب مختص إذا واجهت أيّاً من علامات فرط التعرّق.
تشمل العلاجات الشائعة للتعرّق الزائد ما يلي:
- مضادات التعرّق، الكريمات، أو المناديل المبللة بوصفة طبية
- حقن البوتوكس لمنع الإشارات العصبية التي تسبب التعرّق
- مضادات الكولين، أو الأدوية التي تمنع إفراز العرق في الجسم
- الجراحة، عادة من خلال إجراء يسمى استئصال الودي الصدري بالمنظار
6- فرط التعرّق الراحي
من المحتمل أيضاً أن يتعرق الأشخاص الذين يعانون فرط التعرّق تحت الإبط بغزارة، من أجزاء أخرى من الجسم، مثل أيديهم، وأقدامهم، والفخذ، وهي المناطق التي تتركز فيها الغدد العرقية بشكل كبير.
يُعرف فرط التعرّق في راحة اليد بفرط التعرّق الراحي، ويسمى أيضا فرط التعرّق الموضعي. عندما تكون مصاباً بهذه الحالة، قد تجد صعوبة في الإمساك بالقلم، أو قلم الرصاص، والكتابة، أو قيادة السيارة، أو استخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر، كل ذلك بسبب زلق يديك.
7- فرط التعرّق الأخمصي
يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون التعرّق المفرط في الإبط أيضاً، فرطَ التعرّق الأخمصي، وهو التعرّق المفرط في باطن القدمين. عندما تتعرق قدماك كثيراً، تتبلل جواربك وحذاؤك، ما يجعلك تشعر كما لو كنت قد دخلت في بركة مياه. ويمكن أن تشعر بالحرج من خلع حذائك وجواربك في الأماكن العامة، ويرجع ذلك جزئياً، إلى الرائحة التي ستنبعث منه. والبعض قد يتوقف عن ارتداء الصندل لأن قدميه ستكونان زلقة للغاية، وقد يكون المشي حافي القدمين مشكلة عندما تترك آثار أقدام مبللة خلفك.
اقرأ أيضاً: 3 طرق طبيعية ستخلّصك من رائحة العرق المزعجة