لا يوجد شيء أكثر فخامة من الوصول إلى غرفة فندقية مجهزة بشكل مثالي بعد يوم طويل من السفر. ولكن في عصرنا الحالي، ومع تدابير الوقاية التي لا يزال الخبراء يؤكدون على وجوب اتبّاعها، يمكن أن تكون الفنادق مصدر مرض لك، من دون أن تشعر، لأن الكثير يغريهم ما يرونه في غرفة الفندق مما يعتقدون أنه نظافة وتعقيم.
تشكل الفنادق في بعض الأحيان مخاطر صحية محتملة تسبق ظهور المرض، بدءاً من الوسائد، التي يمكن أن تؤدي إلى رد فعل تحسّسي لدى بعض الأشخاص، حتى مشكلة بقّ الفراش التي لا تزال مع الأسف قائمة.
قبل أن تشعر بالذعر، أحد الأشياء الجيدة التي تجعلك مطمئناً هو أن العديد من الفنادق تتخذ تدابير إضافية لحماية صحة الضيوف، مثل تحسين التهوية في المناطق المشتركة، وغرف الضيوف الفردية، وتنفيذ إجراءات تنظيف أكثر قوة.
مع ذلك، عليك متابعة القراءة حول المخاطر المحتملة من غرف الفنادق، وكيفية تجنبها:
1- جراثيم في أماكن يتكرّر لمسها
يعرف معظم الناس أن الفيروسات والبكتيريا يمكن أن تبقى على الأسطح، مثل مقابض الأبواب، والمراحيض، بخاصة في الأماكن العامة مثل الفنادق. لكن الأبحاث تظهر أن أعلى تركيزات الجراثيم توجد في الأماكن التي لا يتردد الكثير منا في لمسها، بمجرد وضع حقائبنا، مثل أجهزة التحكم عن بعد للتلفاز، ومفاتيح الإضاءة.
ومع ذلك، نحن نعلم الآن أن الأسطح ليست هي الطريقة الرئيسية التي يصاب بها الأشخاص بفيروس «كوفيد-19»، مثلاً، حيث تضع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا خطر الإصابة بهذه الطريقة بأقل من 1 من كل 10000.
هذا لا يعني بالضرورة، أنه يجب عليك ترك المناديل المطهرة في المنزل، فهناك حالات عدوى أخرى، مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، وبعض فيروسات المعدة السيئة التي يمكن أن تنتشر من خلال لمس الأسطح.
لا يزال من المنطقي تنظيف الأسطح مثل مفاتيح الإضاءة، ومقابض الأبواب، وأجهزة التحكم عن بعد، أو أي شيء يتم لمسه كثيراً، بمجرد دخول غرفتك لأول مرة. وسواء كنت تقوم بالتطهير بنفسك، أو لا، فإن غسل يديك جيداً، وبشكل متكرر يُعد وسيلة مهمة لتقليل خطر الإصابة بالمرض.
2- سوء جودة الهواء
قد تتساءل عن القطيرات الدقيقة جداً، والجزيئات الصغيرة (التي تسمّى الهباء الجوّي)، التي قد تبقى في الهواء إذا كان الشخص الذي يشغل الغرفة قبلك مصاباً بمرض ينتقل في الهواء. مرة أخرى، هذا ليس شيئاً يدعو للذعر.
اختر فندقاً مزوداً بنظام تهوية مطور. قم بزيارة الموقع الإلكتروني للفندق قبل الذهاب، أو اتصل للاستفسار عن النظام المطبّق وعدد مرّات تغيير مرشحات الهواء. في حين أن مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا على، سبيل المثال، لا يوصي بأي مصنع أو منتج محدد، إلا أن الوكالة تسلط الضوء على الأدوات اللازمة لتحسين التهوية، بما في ذلك مراوح الهواء الجزيئي عالية الكفاءة، والترشيح، والأشعة فوق البنفسجية المبيدة للجراثيم.
قم بتشغيل المروحة لجلب الهواء الخارجي إذا كان نظام التدفئة والتبريد يسمح بذلك.
افتح النوافذ والأبواب لدخول الهواء الجديد. وحتى فتح النافذة قليلاً قد يكون مفيداً.
اطلب غرفة ظلت شاغرة لمدة يوم. وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فضع في اعتبارك أنه عادة ما تكون هناك فترة مدتها أربع أو خمس ساعات بين أوقات تسجيل خروج النزيل السابق وتسجيل وصول. النزيل الجديد.
3- الحمامات قد تشكّل مصدر خطر
قد تكون الجراثيم في الواقع أقل ما يقلقك في حمام الفندق، وأن التهديدات الأكبر للسفر الصحي هي الانزلاقات والسقوط. فعند السفر، تحدث حوادث أكثر بسبب السقوط أثناء الاستحمام أكثر من أي شيء آخر.
ربما لديك مقصورة دش في المنزل، ولكن لا يوجد سوى حوض استحمام دش في الفندق، أو ربما لا تزال الأرضية زلقة من عملية التنظيف الأخيرة. مهما كان الوضع، تأكد من تحديد نطاق الأمور لضمان الحفاظ على قدمك.
خطر آخر غالباً ما يتم التغاضي عنه في الحمام، وهو الحروق، يتم ضبط الماء الساخن في الفنادق على درجة حرارة أعلى من معظم المنازل، لذلك تحتاج إلى قياس درجة الحرارة بشكل مناسب قبل الاستحمام.
تحذير أخير بشأن المياه للمسافرين الدوليين: إذا كنت لا تشرب ماء الصنبور في أي مكان آخر خلال رحلتك، فلا تشربه في الفندق أيضاً. وهذا يعني استخدام المياه المعبّأة في زجاجات للشرب وتنظيف أسنانك.
4- المواد المسبّبة للحساسية
تحتوي الأغطية المصنوعة من الريش، والوسائد، والستائر، والسجاد، على مواد من المحتمل أنها مسببة للحساسية، وقد تؤدي إلى رد فعل لدى المسافرين الذين يعانون حساسية خاصة، مثل الربو.
وبعد أن سمحت العديد من الفنادق بالحيوانات الأليفة، قد يعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه وبر الحيوانات إذا لم يتم تنظيف الغرفة بشكل مناسب، باستخدام مكنسة كهربائية ذات نوعية جيدة مع مرشح خاص.
ومن الممكن أيضاً أن يكون هناك عث الغبار، والذي يوجد عادة في السجاد والفراش، وهذه مسببات حساسية قوية لبعض الناس.
كما تعتبر رائحة دخان السجائر العالقة مصدر إزعاج شائع أيضاً، رغم أن معظم الفنادق توفر خيار الغرف المخصصة لغير المدخنين، ولكن قد يكون من الصعب أحياناً العثور عليها دولياً.
ويقترح الخبراء السؤال مسبقاً عما إذا كان الفندق يقدم غرفاً مضادة للحساسية، أو ما إذا كان بإمكانهم إخبارك بمنتجات التنظيف التي يستخدمونها، حيث يمكن أن تكون المذيبات القاسية، أو منظفات الغسل مزعجة إذا كانت بشرتك حساسة. وستسمح لك بعض سلاسل الفنادق أيضاً بالطلب المسبق للوسائد الرغوية، بدلاً من وسائد الريش، لأن الأخيرة يمكن أن تسبب الحساسية.
وإذا كانت بشرتك حساسة، ننصحك بعدم تجربة مستحضرات التجميل المجانية المغرية، فاستخدام الصابون، أو الشامبو الجديد، قد يسبب ردّ فعل.
5- بقّ الفراش.. المشكلة الأبرز
الأمر الأكثر إثارة للدهشة بشأن الإصابة ببقّ الفراش هو أنها لا تزال تمثل مشكلة. منذ أواخر التسعينيات، عادت للظهور في جميع أنحاء العالم، وتم الإبلاغ عنها في جميع الولايات الأمريكية الخمسين، وغالباً ما يكون ذلك في الفنادق.
تتغذى هذه الحشرات على دماء البشر، ولكن قد تمر من دون أن يلاحظها أحد، لفترة من الوقت، لأن ظهور علامات العضّ قد يستغرق أياماً عدّة. وغالباً ما تبدأ لدغات بقّ الفراش على شكل وخزات صغيرة، ولكنها يمكن أن تصبح ملتهبة، ومثيرة للحكة. إذا قمت بخدشها كثيراً، فإنك تتعرض لخطر الإصابة بعدوى جلدية ثانوية.
على الرغم من أن بقّ الفراش لا ينشر الأمراض، إلا أنه يمكن أن يبقيك مستيقظاً في الليل بسبب الإزعاج. بل مجرد التفكير فيه قد يسبب لك الكوابيس!
لتقليل مخاطر بقّ الفراش، اتّبع الخطوات التالية:
افحص الفراش، وليس الأغطية فقط، وخلف اللوح الأمامي بحثاً عن علامات بقّ الفراش، بما في ذلك البقع البنية (التي يمكن أن تكون براز البق)، وجلد بقّ الفراش، إضافة إلى أي بقّ فراشٍ حي. وتميل الحشرات إلى الاختباء في أنابيب المراتب.
لا تضع أمتعتك أو أغراضك الشخصية الأخرى على الأسرة، أو غيرها من المفروشات الناعمة المنجّدة التي قد تؤوي بقّ الفراش. ضع الملابس والأمتعة على الخزانات، أو رفوف الأمتعة.
احتفظ بحقائب السفر، وأيّ حقائب تحملها، وأجهزة الكمبيوتر وحافظاتها مغلقة عند عدم استخدامها.
يتطلب اتخاذ هذه الاحتياطات بعض الوقت الإضافي، ولكن كل ذلك يمنحك تجربة سفر أفضل.
اقرأ أيضاً: تعرف إلى أقذر الأشياء التي لا تتوقعها وتلمسها كل يوم