1 أغسطس 2024

كيف نميّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف نميّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي؟

يتسلّل مرض ارتفاع ضغط الدم بنوعيه الأساسي والثانوي إلى حياتنا حاملاً، معه الكثير من المخاطر ليشكل تحديّاً للصحّة العامة، في ظلّ التزايد المستمر لحالات «القاتل الصامت» تصبح الحاجة أكبر للتوعية بالفرق بين النوعين وأهميّة التشخيص المبكر وتوفير الرعاية الصحية المناسبة.

د. براجيش ميتال
د. براجيش ميتال

يعرّف استشاري أمراض القلب التداخليّة الدكتور براجيش ميتال، من مستشفى ميدكير -الصفا، ارتفاع ضغط الدم على أنه «أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعاً، والتي تحدث نتيجة الضغط المستمر والمرتفع للدم على جدران الشرايين.

ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتمّ التحكم به، مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، الفشل الكلوي. ويقسم بناءً على أسبابه وأعراضه إلى نوعين، الأساسي والثانوي».

كيف نميّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي؟

عن أكثر أنواع ضغط الدم التي تصيب الإنسان، يشير د. ميتال «يعد ارتفاع ضغط الدم الأساسي الأكثر شيوعاً، حيث يشكّل هذا النوع نسبة 90%إلى 95% من حالات ارتفاع ضغط الدم، يتم الكشف عنه من خلال الفحوصات الروتينية.

هو غالباً ما ينجم عادة نتيجة عوامل وراثية أو الشيخوخة أو عوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة غير الصحيح مثل (التدخين، سوء التغذيّة، قلة النشاط البدني)، السمنة، التوتر والضغوطات النفسية.

بينما يمثل ضغط الدم الثانوي من 5% إلى 10% من حالات ارتفاع ضغط الدم ويكون في العموم ناجماً عن حالة مرضية مثل اضطرابات الغدد الصماء، وأمراض الأوعية الدمويّة، أو أسباب أخرى لا يمكن تحديدها».

كيف نميّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي؟

تأثير السمنة على مرضى ضغط الدم

يرصد د. ميتال دور السمنة والنظام الغذائي في تطور مرض ارتفاع ضغط الدم «يعمل كلٌ من النظام الغذائي والسمنة دوراً كبيراً في تنظيم ضغط الدم، حيث تُعدّ السمنة أحد الأسباب الرئيسية لتشنج الشرايين الناجم عن زيادة ضغط الدم بعدة طرق.

كما تعمل الدهون الزائدة في الجسم إلى تصلّب الشرايين وزيادة مقاومتها وبالتالي يصعب على الدم التدفّق بسلاسة، ما يتسبب بتصلب الشرايين الذي يتطلب من القلب ضخّ الدم بقوة أكبر وبالتالي يزيد من ضغط الدم.

وبالإضافة إلى تأثيرها على وظائف الكلى، فالدهون الزائدة تكون سبباً في تغيير بيئة الكلى ووظائفها ما يعطّل توازن السوائل ويزيد من الضغط على الأوعية الدمويّة علاوة على إفراز الأنسجة الدهنيّة هرمونات ومواد كيميائيّة أخرى مثل الأنجيوتنسين والألدوستيرون التي تساهم في رفع ضغط الدم من خلال زيادة احتباس الصوديوم والماء».

ويوضّح تأثير السمنة غير المباشر على ارتفاع ضغط الدم «لا يكون تأثير السمنة على ارتفاع ضغط الدم بشكل مباشر فقط، بل يمكن أن تتسبّب بمشاكل صحية أخرى مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)، الاضطراب الذي يتميز بالشخير المتكرّر وانقطاع التنفس أثناء النوم، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم وقلة الأكسجين، وبالتالي تزيد هذه الحالة من تنشيط الجهاز العصبي الودي (sympathetic nervous system)، مؤديّاً إلى ارتفاع ضغط الدم».

ويشير لدور النظام الغذائي في تنظيم ضغط الدم «تناول أطعمة بسعرات حرارية عالية يؤدّي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم، ما يساهم في تطور السمنة.

إضافة إلى الدور الذي يلعبه الملح (الصوديوم) أهمّ المكوّنات الغذائيّة في ارتفاع ضغط الدم، فالاستهلاك المفرط للملح، يزيد من حجم الدم ويضغط على الأوعية الدمويّة، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

كيف نميّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي؟

يكشف د. ميتال المضاعفات الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم «يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط إلى رفع احتمالية خطر الإصابة بالعديد من الأمراض القلبيّة الوعائيّة، حيث يمكن أن يؤدّي إلى النوبات القلبيّة، وفشل القلب، والسكتات الدماغية، وتمدّد الأوعيّة الدمويّة في الشريان الأورطي، والرجفان الأذيني، وانسداد الشرايين الطرفيّة.

وقد أكّدت العديد من الدراسات أن التحكم الجيّد في ضغط الدم؛ يقلل من خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة تصل إلى 50%، والسكتة الدماغيّة بنسبة 40%، والنوبات القلبيّة بنسبة 25%».

كيف نميّز بين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي؟

أهمية الحالة النفسية لإدارة ضغط الدم

يوضح د. ميتال أهمية العامل النفسي لإدارة ضغط الدم «يسبب الإجهاد النفسي طفرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم، إذ يعمل على تنشيط الكاتيكولامين (المواد الكيميائيّة التي تسبب انقباض الأوعية الدمويّة وتنشيط نظام القلب والأوعية الدمويّة).

وبالتالي يجب التعامل مع التوتّر النفسي بجديّة من أجل خفض تأثيره على ضغط الدم من خلال اتباع الممارسات التالية:

  • إدارة التوتّر من خلال ممارسة تقنيّات الاسترخاء مثل التأمّل، والتنفس العميق، واليوغا.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، بما في ذلك المشي أو السباحة لتخفيف التوتر.
  • اتباع نمط حياتي صحيّ من خلال تناول طعام صحيّ ومتوازن، وتقليل نسبة الملح.
  • الحصول على قسط كاف من النوم، حيث يلعب النوم دوراً أساسيّاً في التحكم في التوتر.
  • الإقلاع عن التدخين.

 

مقالات ذات صلة