يعاني بعض الرجال من صفات الخجل أو الخوف من الرفض، ما يجعلهم يعانون حالة من القلق الشديد عندما يتعاملون مع النساء، بل ينسحب الأمر إلى الذعر من مجرد التفكير فيهن، وترتبط تلك الحالة باضطراب نفسي، يعرف بفوبيا النساء أو رهاب النساء.
بشرى خان
تحدثنا بشرى خان، مدربة الصحة العاطفية في عيادة ويلث - جميرا 2 بدبي، عن هذا الاضطراب وتشير «فوبيا النساء أو ما يعرف برهاب النساء هو خوف غير عقلاني ومفرط من النساء، ويمكن أن يظهر على شكل قلق أو انزعاج شديد من وجود النساء أو حتى التفكير في التعامل معهن..
وترجع الأسباب الرئيسية لتلك الحالة إلى الخجل والقلق الاجتماعي والخوف من الرفض أو التقييم السلبي، كما تسهم التجارب الماضية المرتبطة بمواقف مؤلمة أو لقاءات سلبية معهن، مثل التنمر أو الرفض أو السخرية، في تطوير رهاب النساء..
في حين تلعب أيضاً العوامل الثقافية والمجتمعية كالأعراف والتعاليم الثقافية التي تصور المرأة بشكل سلبي أو تؤكد على الأدوار الصارمة للجنسين أن تغرس الخوف أو الانزعاج لدى الرجال، في حين تلعب المشاكل النفسية مثل تدني احترام الذات، أو الاكتئاب، أو اضطراب القلق العام، إلى تفاقم الخوف من النساء..
بالإضافة إلى أن العلاقات الأسرية الضعيفة، وخاصة مع الأم أو غيرها من أفراد الأسرة، تسهم بدور مهم في ذلك».
الخوف من الأم في مرحلة الطفولة يسهم في تطوّر رهاب النساء.
وفي ما يتعلق بالعلاقة السيئة مع الأم ودور ذلك في زيادة رهاب النساء، تعلق بشرى خان «بلا شك يسهم الخوف من الأم أثناء الطفولة بشكل كبير في تطور رهاب النساء، كما يمكن لردود الفعل السلبية من الأم أن تشكل نظرة الرجل للمرأة وتؤدي إلى الخوف وعدم ثقته بنفسه..
فعندما لا تعبر الأم عن أي نوع من المودة لطفلها أو تمارس ضده عقوبات نفسية وجسدية ضده، يمكن أن تؤدي تلك الممارسات لسيناريوهات تطور من هذا النوع من الرهاب، ما يجعله يكبر معه وتزيد معاناته عندما يتعرض لموقف يكون فيه قريباً من المرأة، فالأم هي مصدر الاستقرار النفسي لأبنائها وهي من تربي أبناء أسوياء قادرين على إدارة علاقاتهم الاجتماعية بنجاح».
أعراض «فوبيا» النساء
تلفت بشرى خان إلى أعراض تصيب الشخص وتظهر بوضوح على من يعاني «فوبيا» رهاب النساء:
- الأعراض الجسدية: تؤدي الإصابة بهذا الاضطراب إلى سرعة ضربات القلب، التعرق، الارتعاش، الغثيان، أو الدوخة عند مقابلة النساء أو التفكير فيهن.
- الأعراض العاطفية: يعاني صاحبها من القلق الشديد، ونوبات الهلع، والخوف الشديد، أو الفزع.
- الأعراض السلوكية: يتجنب صاحب هذا الاضطراب المواقف الاجتماعية المتعلقة بالنساء، وصعوبة التحدث أو التفاعل معهن، أو القلق المفرط بشأن اللقاءات المستقبلية.
هل هناك نصائح للتخلص من رهاب النساء؟ سؤال تجيب عنه بشرى خان في نقاط:
- طلب المساعدة من المختصين: استشارة طبيب أو الاستعانة بمعالج نفسي أمر بالغ الأهمية للتشخيص والعلاج المناسب.
- العلاج السلوكي المعرفي: يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في إعادة صياغة الأفكار والمعتقدات السلبية حول المرأة وتقليل استجابات الخوف.
- العلاج بالتعرض: التعرض التدريجي للمواقف التي تتعلق بالنساء يمكن أن يساعد في إزالة حساسية الفرد تجاه خوفه منهن.
- التدريب على المهارات الاجتماعية: يمكن أن يؤدي تعلم المهارات الاجتماعية وممارستها إلى تعزيز الثقة وتقليل القلق في التعامل مع النساء.
- تقنيات التأمل والاسترخاء: يمكن لتقنيات مثل التأمل والتنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي أن تساعد في علاج القلق.
- مجموعات الدعم: الانضمام إلى مجموعات الدعم يمكن أن يوفر إحساساً بالانتماء للمجتمع ويقلل من مشاعر العزلة.
6 نصائح لمن يعاني رهاب النساء
تقدم مدربة الصحة العاطفية 6 نصائح لمن يشعر ببداية هذا الاضطراب، وهي:
- التعرف إلى الخوف والاعتراف به: الخطوة الأولى هي فهم أن هذا الخوف قضية مشروعة وليس شيئاً تخجل منه.
- ثقف نفسك: التعرف إلى رهاب النساء يمكن أن يزيل الغموض عن الخوف ويقلل من قوته.
- ابدأ تدريجياً: ابدأ بتفاعلات صغيرة يمكن التحكم فيها مع النساء لبناء الثقة معهن تدريجياً.
- كن إيجابياً: ركز على التجارب والتفاعلات الإيجابية مع النساء لموازنة الأفكار السلبية.
- ممارسة التعاطف مع الذات: كن لطيفاً مع نفسك وافهم أن التغلب على الرهاب يتطلب وقتاً وجهداً.
- زيادة احترام الذات: كلما تكونت لديك صورة جيدة عن نفسك، تقل نسبة خوفك من النساء، أما إذا غاب تقديرك لذاتك، فمن الصعب أن تنجح في ذلك.