06 مارس 2024

متلازمة القلب المكسور.. نصائح وطرق التغلب على آلام الانفصال

محررة في مجلة كل الأسرة

متلازمة القلب المكسور.. نصائح وطرق التغلب على آلام الانفصال

قد تسبب علاقة عاطفية فاشلة، أو فقدان شخص عزيز، أو أحداث حياتية مؤلمة، شعور أصحابها بمجموعة متباينة من العواطف السلبية، مثل الحزن، والغضب، والارتباك، وغيرها، والتي تؤدي بالتبعية إلى ألم كسر القلب، أو ما يعرف بـ«متلازمة القلب المكسور»، وهي حالة قلبية مؤقتة، تحدث بعد المواقف الموتّرة، مسببة ألماً مفاجئاً في الصدر، وأعراضاً تشبه أعراض الأزمة القلبية.

متلازمة القلب المكسور.. نصائح وطرق التغلب على آلام الانفصال
جوسلين غراسياس

تشاركنا الأخصائية النفسية جوسلين غراسياس، من مركز ثرايف للصحة النفسية، بدبي، استراتيجيات التعامل مع آلام القلب المكسور، موضحة المراحل الخمس للحزن، وكيفية التعامل معها:

متلازمة القلب المكسور.. نصائح وطرق التغلب على آلام الانفصال

من الشائع استخدام مصطلح القلب المكسور، فهل له دلالة من الناحية الطبية؟

بالتأكيد، وتأثيره كبير أيضاً، فمتلازمة القلب المكسور تصيب الإنسان الحزين الفاقد لبوصلة التشافي، ويشعر معها بالوحدة، وبالتالي يصاب بالاكتئاب، كل ذلك قد يؤدي إلى أعراض متعددة، مثل فقدان الشهية، أو الإفراط في الطعام، أو الأرق، أو النوم الزائد، أو الشعور باليأس، أو العزلة الاجتماعية، فالحزن مسار عاطفي يمرّ به الإنسان، ولكل فرد طريقته الخاصة في التنقل بين المراحل الخمس للحزن، فالبعض قد يظل في مرحلة الإنكار لفترة طويلة، والبعض الآخر قد يجد صعوبة في التعامل مع الاكتئاب، إذا لم يكن واعياً بأضرار الاستسلام له، فقد تؤثر هذه العملية بأكملها، سلباً في إحساسنا، و فهمنا لأنفسنا.

هل ردة الفعل التي يحدثها القلب نتيجة التعرّض للألم، تكون واحدة في كل المواقف أو الأحداث المؤلمة؟

كل حدث يسبب ألماً عاطفياً له مسار محدد، والعامل الذي يحدد كيفية تعاملنا مع الألم العاطفي والحزن هو إحساسنا بالذات، وتقديرن،ا وفهمنا لها، إلى جانب نظام الدعم الذي يحيط بنا ويساعدنا على بلورة ردة فعلنا تجاه الموقف المؤلم، ومرونتنا في التأقلم النفسي معه.

تميل النساء إلى التعبير عن الألم بشكل أكبر من الرجال الذين يميلون إلى العزلة

هل تأثير ردة الفعل التي يحدثها القلب عند الألم يكون متماثلاً عند الرجل والمرأة، أم تختلف حدّته ودرجته؟

في الواقع يختلف كل من الرجل والمرأة في كيفية التعبير عن الألم العاطفي، وفهمه، والتعامل معه، ومع ذلك، فإن الألم العاطفي الذي يشعران به، ومراحل الحزن، هي نفسها لكلا الجنسين، ولكن قد تميل النساء إلى التعبير عن الألم بشكل أكبر، وتكون لديهنّ القدرة على طلب المساعدة والاعتماد على الآخرين، في حين قد يميل الرجال إلى العزلة، والبقاء في حالة إنكار للموقف الذي يمرّون به، لفترة أطول.

متلازمة القلب المكسور.. نصائح وطرق التغلب على آلام الانفصال

مراحل الحزن الخمس؟

أشرت إلى وجود مراحل للحزن، فماذا تعني؟

من منّا لم يشعر بكسر القلب في العلاقات، والصداقات؟ ومن منّا لا يعرف مدى مرارة الألم الذي تحمله هذه المشاعر، التي ليس لدينا خيار سوى التعامل معها؟ فللحزن خمس مراحل يمرّ بها الإنسان.

  • المرحلة الأولى: الإنكار، وعدم الرغبة في التعامل مع المشاعر الصعبة التي أدت إلى ألم القلب. والتوعية بهذا الأمر يمكن أن تساعدنا على فهم عملية التعافي بشكل أفضل، بدلاً من وضع ضغوط على أنفسنا للتغلب عليها.
  • المرحلة الثانية: الغضب، من المتوقع أن نبدأ بالشعور بالاستياء تجاه شركائنا السابقين بالعلاقة، أو الأصدقاء، لكونهم سبباً في هذا الألم العاطفي. وهنا يجب علينا أن نسمح لأنفسنا بالاعتراف بالغضب الذي نشعر به، والعثور على منافذ صحية، مثل كتابة اليوميات، والتحدث مع النفس، والتعبير عن مشاعرنا لصديق غير متحيّز.
  • المرحلة الثالثة: المساومة، وفيها يتم البحث عن منطقة وسطى للتعامل مع الألم الناجم من هذه الأحداث، وتصبح الرغبة في التخلص من الألم الهدف الأساسي في هذه المرحلة.
  • المرحلة الرابعة: الاكتئاب، من الطبيعي أن نشعر بالحزن في حالة كسر القلب، إلا أن عدم قدرتنا على تغيير الوضع يسبب الاكتئاب.
  • المرحلة الخامسة: القبول، قد تأخذ وقتاً طويلاً، ولكن عندما تصل إلى هذه المرحلة ستجمع القطع المكسورة، وستكون قادراً على مواجهة الواقع، ولا يمكن التسرع في هذا الجزء، أو المطالبة به، إذ إنه عملية تزامنية تحتاج إلى وقت واستيعاب.

متلازمة القلب المكسور.. نصائح وطرق التغلب على آلام الانفصال

كيف نتعامل مع متلازمة القلب المكسور؟

ما الخطوات التي يجب أن يتبعها الشخص عندما يصاب بمتلازمة القلب المكسور؟

  • الإدراك والوعي بمراحل الحزن وآلية التعامل معها.
  • الحرص على العناية بالنفس وتنمية القدرة الذاتية.
  • تطبيق مبادئ التأمّل والوعي الذهني.
  • استخدام كتابة اليوميات كأداة لفحص وتحليل الأفكار.
  • الاستفادة من دعم الأشخاص المحيطين وشبكة الدعم الخاصة به.
  • استخدام قوة التشتيت بشكل مؤقت كوسيلة لأخذ استراحة من الحزن.
  • اللجوء إلى العلاج النفسي في حال الشعور بالإرهاق، وصعوبة ترتيب الأفكار، وتسهيل عملية الشفاء.
  • التركيز على التأمّل الذاتي والنمو الشخصي عند بلوغ المرحلة النهائية من الحزن.
  • فهْم أن مراحل الحزن قد تستغرق وقتاً لكنها جزء أساسي من عملية التعافي.

وتضيف جوسلين غراسياس «السماح للنفس بالمرور بجميع مراحل الحزن، والتوعية بأن هذه المراحل لا تسير دائماً بشكل متسلسل، وأنه يمكن أن ننتقل بينها، يمكن أن تساعدنا في التعامل مع الألم، والشفاء من كسر القلب، والذي يتطلب توازناً حساساً بين العناية بالنفس والبحث عن الدعم، وممارسة الرأفة تجاه الذات. فاللطف مع النفس في مواجهة الصعوبات يساعد على التحكم في العواطف الناجمة عن ألم كسر القلب، ويسهم في العثور على نافذة للتحمّل من خلال الانتباه والوعي، وممارسة اليوغا، والهوايات، والاسترخاء، كل هذه الممارسات تساعد على الحفاظ على الاستقرار العاطفي. إضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على شبكة داعمة من الأصدقاء والعائلة يخلق مساحة آمنة لمشاركة العواطف، والبحث عن منطقة الراحة».