نمط الحياة الصحي.. هي الإجابة النموذجية لسؤال: ما سر طول عمر بعض الأشخاص؟
فاتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حلم العديد من الأشخاص الذين يسعون للحصول على بشرة خالية من الشوائب، وجسد رشيق وصحي، خالٍ من الأمراض..
ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فالابتعاد عن العادات الضارة لا يمكن أن يحدث في يوم وليلة، بل يحتاج لعوامل تسهم في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية..
الأمر الذي تطلّب حضور أكثر من 3000 من الضيوف والخبراء والمتحدثين والقادة في النسخة الثالثة من قمة «فوربس» الشرق الأوسط لقادة الرعاية الصحية، تحت شعار «تجاوز الحدود: تعزيز الصحة من أجل حياة أطول»، لاستكشاف الحلول المبتكرة والاستراتيجيات الفعالة في القطاع على المستوى الإقليمي والعالمي وذلك بالشراكة مع بيورهيلث في أبوظبي.
التقت «كل الأسرة» بعدد من المشاركات في الفعالية المتخصصات في عالم طب العلاجات الغذائية، للتعريف بمفهوم إطالة العمر، وإمكانات الخلايا الجذعية والطب التجديدي، لتحقيق نظام رعاية صحي مستدام:
الخلايا الجذعية لإيقاف الشيخوخة
تحدثت الدكتورة لمى النائلي، المتخصصة في الطب التجديدي، وأخصائية تغذية وصحة، عن أساليب العلاج الجديدة لتجديد الخلايا ومحاولة إيقاف شيخوخة البشرة والخلايا، عن طريق أسلوب حياة صحي..
قائلة: «الطب اليوم يشهد ثورة هائلة في العلاج بالخلايا الجذعية، وتعزيز أساليب غذائية معينة تحد من الإصابة بالأمراض الوراثية والمزمنة المحتمل حدوثها، من خلال بروتوكول علاجي يبدأ بتزويد الجسم بالأوزون العلاجي..
وبعدها يتم إخضاع المريض للعلاج بالليزر لتجهيز استجابة الجسم للعلاج بالخلايا الجذعية التي يتم اختيارها بناء على الحالة المطلوب علاجها، سواء الحد من توقف شيخوخة البشرة، أو توقف تساقط الشعر، علاج البدانة، وكذلك لعلاج أمراض أخرى يمكن علاجها بالخلايا الجذعية وهي المستقبل في عالم الطب».
مصدر المعلومة الموثوق في عالم التغذية
سمية الخب، أخصائية تغذية علاجية وشمولية، لفتت في بداية حديثها لأهمية اختيار المصدر الذي يمكن الحصول منه على المعلومات في ما يخص عالم التغذية، وأوضحت «عالم الطب يشهد تطورات عدة تتعلق بالتغذية العلاجية..
وهذه أمور يجهلها أشخاص ممن يقدمون نصائحهم وتجاربهم الشخصية في مواضيع التغذية، على منصات الـ«سوشيال ميديا»، فلابد أن نحصل على المعلومات والعلاجات من متخصصين مصرح لهم بذلك، وأن يكون حاصلاً على شهادة في مجال التغذية العلاجية..
وبناء على سنوات الخبرة والشهادات التي حصل عليها يتم ترخيصه من هيئة الصحة في دبي أو أبوظبي، ولكن ما نشاهده اليوم على «تيك توك» أو أي منصة تواصل اجتماعي أخرى قد يضر المتابعين لهم، فالحميات الغذائية متعددة ومختلفة..
لكن قد لا تناسب كل الأشخاص، فـ«الكيتو دايت» مثلاً، سبب مشاكل في الحمل والهورمونات لبعض السيدات اللاتي لم يكن مناسباً لهن..
فعندما يزورنا أي شخص لاتباع نظام غذائي صحي، وقبل أن نصف له حمية معينة، نجري الكثير من الفحوصات، ونتعرف إلى تاريخه الصحي الوراثي، ونصف له الحمية بناء على المرحلة العمرية، وطبيعة ملفه الصحي، وكيف نتفادى إصابته بأي مرض أو حساسية بسبب الطعام الذي سيتناوله..
فغالباً ما تكون العديد من الأعراض المرضية، مثل الصداع، تقصف الشعر، حبوب الوجه، سببها نوعية الغذاء، وهذا ما يتم الكشف عنه من خلال فحص حساسية الغذاء».
الرياضة للوقاية من الإصابة بالأمراض
أما ربيكا عودة، أخصائية رياضية، فأكدت أن «الرياضة تحتاج إلى استشارة في العديد من الحالات ومنها عدم قدرة الشخص لاعتمادها كأسلوب حياة صحي، وهنا يأتي دورنا لتوعيته بدور الرياضة للحماية والعلاج من بعض الأمراض، حتى وإن كانت تمارين بسيطة في المنزل، أو حتى على الفراش..
فتحريك العضلات لمدة 40 دقيقة يكون من خلال اتباع أسلوب رياضي، مثل استخدام الدرج بدلاً من المصعد، أو تحريك قطع الأثاث، فمن المفاهيم الخطأ، أو الترويجية بمعنى أصح، حصر التمارين الرياضية في «الجيم»..
فالرياضة هي حركة يومية لبناء العضلات، والحماية من الكسور وتفادي الإصابة بالسمنة، ومن جهة أخرى، يجب تصديق المنتجات المنشطة التي يتم تناولها قبل ممارسة الرياضة، خصوصاً التمارين الثقيلة، التي يهدف صاحبها لتحقيق هدف معين، أو ممن يمارسون رياضات معينة..
وهنا يأتي دور أخصائي الرياضة، الذي يقدم نصائحه بناء على طبيعة كل جسم، كما يحذر من تمارين معينة لا تناسب الشخص إذا تم اكتشاف إصابته بأمراض معينة».
زيادة الوعي بأهمية العلاج باليوغا
مدربة اليوغا رولا غدار، تتحدث عن «اليوغا» كفلسفة للوقاية من الأمراض التي تصيب الجسم بسبب التوتر والضغوطات المستمرة، وأوضحت أن «اليوغا ليست مجرد قضاء ساعات من التأمل..
بل هي تمارين تساعد الإنسان أن يعيش اللحظة التي يوجد بها من دون التفكير في أمور أخرى في أماكن أخرى تسبب التوتر والتشتت وهي أسباب أمراض عديدة، فتمارين اليوغا عديدة تنظم عملية التنفس والتفكير، وتخلق ليونة عالية للجسم، وتنظم دقات القلب..
فنحن نمرن عضلات العقل كي لا يفكر في المشاكل التي تواجهه، أو للتخلص من مشاكل التنفس وما يصاحبها، فخلال تمارين اليوغا يمكن أن يرى الشخص أفكاره من بعيد من خلال الوعي الخاص، ولا يحكم عليها إذا كانت جيدة أو سيئة..
فهذه التمارين ينصح بها الأطباء مؤخراً، خصوصاً بعد زيادة الوعي في مجتمعاتنا بأهمية وفائدة ممارسة اليوغا».
مواجهة تحديات الغد
وعن القمة عموماً، قالت الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحرير فوربس الشرق الأوسط، خلود العميان: «هذه القمة ليست مجرد حدث، بل منصة رئيسية تجمع أصحاب الرؤى والمبتكرين وصناع القرار الذين يعيدون تشكيل مشهد الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وخارجه معاً..
نشكّل قوة جماعية تدفع نحو التغيير وتعزز التعاون، ما يضمن تطور أنظمة الرعاية الصحية لمواجهة تحديات الغد، تدفع التطورات في مجالات الذكاء الصناعي والتكنولوجيا والابتكارات التغييرات السريعة التي لا تنتظرنا للحاق بها..
اليوم نمر بلحظة فاصلة في مجال الرعاية الصحية، لحظة تتطلب ليس فقط الابتكار، بل أيضاً الوعي والبصيرة من القادة المجتمعين هنا».