جرت العادة على اتّهام الشمس، وما يصدر عنها من أشعة فوق بنفسجية، بأنها المتسبب الرئيسي بالإصابة بسرطان الجلد، إلا أن هناك عدداً من الأسباب التي تؤدي إلى النتيجة نفسها، مثل لون الجلد، أو العامل الوراثي، أو التعرّض للإشعاع أو المواد الكيميائية، أو نقص المناعة، وأخيراً، التقدم في العمر، الأمر الذي يستلزم التعرّف إلى تفاصيل أكثر حول تلك المسببات، وطرق الوقاية.
تُحدثنا الدكتورة مها عزالعرب، أخصائية الجلدية والتجميل بمستشفى سليمان حبيب، عن أنواع سرطان الجلد، قائلة «تنقسم سرطانات الجلد إلى نوعين رئيسيين، هما:
السرطانات غير التصبّغية مثل:
- سرطان الخلايا القاعدية، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً، وينشأ في الطبقة السفلية من البشرة.
- سرطان الخلايا الحرشفية، وينشأ في الطبقة الوسطى من البشرة، وهو أكثر خطورة من سرطان الخلايا القاعدية.
أما النوع الثاني، وهو السرطانات التصبّغية، وأشهرها الميلانوما، ويُعد أخطر أنواع سرطان الجلد، لأنه ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وينشأ من الخلايا التي تنتج الميلانين (صبغة الجلد)، الأمر الذي يستلزم الانتباه إلى أيّ علامات تظهر على الجلد، مثل (ظهور شامة جديدة غير معتادة، أو تغيّر في حجم أو شكل أو لون شامة موجودة، أو حدوث نزيف، أو حكة، أو ألم في منطقة معينة من الجلد».
قاعدة (ABCDE)
وحتى لا ينزعج أصحاب الشامات والوحمات، توضح د. عزالعرب «الشامات العادية عادة لا تشكل خطراً كبيراً، لكن إذا تغيّر حجمها أو لونها، قد تكون علامة على سرطان الجلد، ولذلك يُنصح بمراقبة الشامات وتطبيق قاعدة (ABCDE)
A (Asymmetry): عدم تماثل الشامة
B (Borders): حدود غير منتظمة
C (Color): تغير أو تباين في الألوان
D (Diameter): قطر أكبر من 6 ملم
E (Evolving): تطور مستمر في الشامة
هل الشمس وما يصدر عنها من أشعة فوق بنفسجية المسبب الرئيسي لسرطان الجلد؟
تجيب د. مها عز العرب «نعم، فالتعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV) سواء من الشمس، أو من مصادر اصطناعية، مثل أجهزة تسمير البشرة، يُعد المسبب الرئيسي لسرطان الجلد، لأنها تعمل على تدمير الحمض النووي (DNA) في الخلايا، ما يزيد من احتمالية حدوث طفرات تؤدي إلى تكوّن السرطان.
ولكن ثمة أسباب أخرى تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، وهي:
- العنصر الوراثي: بعض الأشخاص يكون لديهم استعداد وراثي للإصابة بسرطان الجلد.
- التعرّض لبعض المواد الكيميائية: مثل بعض المهن التي يكثر فيها التعرّض للقطران، والزرنيخ.
- التعرّض للإشعاع: الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي أكثر عرضة للإصابة، مثل بعض التخصصات الطبية، والعاملين في مراكز الإشعاع المختلفة.
- نقص المناعة: عند الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زراعة أعضاء، أو المصابين بأمراض مناعية.
- التقدّم في العمر.
أصحاب البشرة الفاتحة والعيون الملوّنة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد من غيرهم
هل لون الجلد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد؟
«بلاشك، يؤثر لون الجلد في معدل الإصابة بسرطان الجلد، فالأشخاص ذوو البشرة الفاتحة، خاصة 1 و 2 على مقياس فيتزباتريك، أو الذين لديهم شعر أشقر أو أحمر، وعيون زرقاء أو خضراء، هم أكثر عرضة للإصابة، لأن جلدهم يحتوي على كميات أقل من الميلانين الذي يوفر حماية نوعية ضد الأشعة فوق البنفسجية».
التاريخ العائلي وفرص الإصابة بسرطان الجلد
هناك من يربط بين التاريخ العائلي والإصابة بأي نوع من السرطانات، والإصابة بسرطان الجلد، ولكن توضح د. مها عزالعرب «لا توجد علاقة مباشرة بين وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان، وليكن بسرطان الثدي، أو أي نوع آخر، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، لكن بشكل عام، وجود تاريخ عائلي بأنواع أخرى من السرطانات قد يكون مؤشراً على وجود جينات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، فضلاً عن دور ضعف الجهاز المناعي في زيادة الإصابة. ولتقوية المناعة، يُنصح بالعناية بالتغذية، والراحة الجيدة، والامتناع عن التدخين والكحوليات، والحد من التوتر والقلق».
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
تجيب أخصائية الجلدية والتجميل «إذا لوحظ الآتي:
- تغيّر في حجم، أو شكل، أو لون شامة موجودة بالفعل.
- ظهور شامات جديدة أو قروح جلدية لا تلتئم.
- ظهور نزيف، أو ألم، أو حكّة في أي منطقة بالجسم».
5 نصائح تقدمها الدكتورة مها عزالعرب، للوقاية من الإصابة بسرطانات الجلد:
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً.
- استخدام واقي شمس واسع المدى مع عامل حماية SPF 30 أو أكثر، وتجديده كل ساعتين.
- ارتداء ملابس واقية، مثل الملابس الفاتحة، والقبّعات العريضة، والنظارات الشمسية.
- تجنّب أجهزة التسمير الصناعية.
- مراقبة الشامات والبقع الجلدية بانتظام، وإجراء فحص دوري للجلد بخاصة مع وجود تاريخ مرضي أو عائلي للإصابة بسرطانات الجلد، أو أي نوع آخر من السرطان.