كيف تُسهم التغذية الصحية في الوقاية من سرطان الثدي وتعزيز الشفاء؟
في ظلّ ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي تزداد الحاجة إلى التركيز على الغذاء الصحي، كأحد العوامل التي تُسهم في الحدّ من الإصابة بالمرض، بل يتجاوز ذلك ليلعب دوراً مهماً في دعم الجسم خلال مرحلة العلاج، وما بعده، في مرحلة التعافي من تأثيراته.
تتوقف أخصائية التغذية السريرية في مستشفى ميدكير رويال التخصصي، القصيص، رهف محمد الطويرقي، عند دور الغذاء الصحي في دعم الوقاية من سرطان الثدي، وعلاجه، والتعافي منه، مشيرة إلى عدم وجود نظام غذائي مثالي للوقاية من سرطان الثدي، لكن هناك خيارات صحية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة به.
الحمية الغذائية الصحية لمريض سرطان الثدي
تضع الطويرقي عدداً من النقاط الرئيسية والمهمة التي يجب مراعاتها في ما يتعلق بالحمية الغذائية الصحية، وتبيّن أنه للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي ودعم الجسم، يساعد اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون على الحفاظ على الصحة العامة، وربما تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، من خلال:
- الإكثار من تناول الخضراوات: تُعد الخضراوات من المصادر الرئيسية للألياف الغذائية، والفيتامينات، حيث تحتوي بعض أنواع الخضراوات على قدر كبير من مضادات الأكسدة، التي تسهم جميعها في دور بارز في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وفي هذا الإطار تُعد الخضراوات الورقية الداكنة غنية بمضادات الأكسدة والفلافونويد التي تحافظ على صحة الجسم، وتمنع تطور سرطان الثدي، ومن بين هذه الخضراوات، الكرنب الأخضر والمجعّد، الخردل الأخضر، واللفت الأخضر، والسلق، والسبانخ. كما لا بد هنا من الإشارة إلى أهمية البصل والثوم في منع تشكل الخلايا السرطانية، وبالتالي مكافحة السرطان.
- الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: تساعد بعض الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل التوت والمكسّرات، على حماية الخلايا من التلف.
- الدهون الصحية: يُعد الأفوكادو، والمكسّرات، وزيت الزيتون، من مصادر الدهون الصحية التي يمكن أن تدعم الصحة العامة، وتقليل الالتهاب، كما يجب، وبشكل عام، تجنب الاستهلاك العالي للدهون المشبّعة، لأنها تؤدي إلى السمنة التي ترتبط بخطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، إضافة إلىاستبدال الدهون المشبّعة بالدهون غير المشبّعة، التي يمكنها أن تخفض أيضاً مستويات الكوليسترول في الدم.
- الحدّ من الأطعمة المصنّعة: ينصح بتقليل تناول اللحوم المعالجة، والحمراء، وكذلك الأطعمة الغنية بالسكّريات، والدهون غير الصحية.
- منتجات الصويا: تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المعتدل لمنتجات الصويا قد يكون مفيداً، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم آثاره في خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كامل.
- أما بالنسبة إلى الكربوهيدرات، فمن الأفضل استهلاك كميات أكبر من «الكربوهيدرات المعقدة» القابلة للهضم التي تتواجد في الفواكه، والبذور، والبطاطس، والحبوب، بدلاً من استهلاك «الكربوهيدرات البسيطة»، مثل السكروز، والفركتوز.
- يجب عدم الإكثار من تناول اللحوم الحمراء، على الرغم من كونها مصدراً للبروتين، واستبدالها بمصادر أخرى للبروتين، مثل البيض، والأسماك، والبقوليات، والمكسرات.
التغذية السليمة أثناء علاج سرطان الثدي
أما أثناء مرحلة العلاج، فتكشف الطويرقي «يلعب تناول الطعام الصحي، أثناء علاج سرطان الثدي، دوراً هاماً في دعم عملية التعافي، لأسباب عدّة، منها دوره في منع زيادة الوزن، أو فقدانه بشكل غير صحي، وقدرته على رفع مستويات الطاقة في الجسم، وتعزيز الحصول على عناصر غذائية صحيحة، وتجنّب الجسم الإصابة بالجفاف، وتعزيز عملية التعافي بعد الجراحة، والشعور بالقوة»، وتورد هنا بعض النقاط التي يجب مراعاتها:
- الحفاظ على تغذية جيّدة: يُعد ضمان التغذية الكافية أمراً بالغ الأهمية أثناء العلاج للمساعدة على الحفاظ على القوّة، ودعم التعافي.
- الترطيب: المحافظة على رطوبة الجسم يُعد أمراً ضرورياً، بخاصة إذا كنت تخضع لعلاجات مثل العلاج الكيميائي، الذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف.
- إدارة الآثار الجانبية: يمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة، ومتكرّرة، ودمج الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم، على إدارة الآثار الجانبية، مثل الغثيان، أو فقدان الشهية.
- تناول البروتين: البروتين الكافي يُعد عنصراً مهماً للشفاء والحفاظ على كتلة العضلات أثناء العلاج.
- ضرورة استشارة اختصاصي تغذية: يمكن لأخصائي التغذية المسجل والمعتمد، والمتخصص في علم الأورام، تقديم المشورة الغذائية الشخصية، بناء على خطة العلاج، والاحتياجات الفردية، لكل مريض على حدة.
التغذية السليمة في مرحلة ما بعد علاج سرطان الثدي
أمّا عن مرحلة ما بعد العلاج، فتؤكد الطويرقي «لا توجد دراسات محدّدة تؤكد وجود أغذية معيّنة تساعد على منع تكرار الإصابة بسرطان الثدي، لذا من المهم، بشكل عام، اتّباع أنظمة غذائية صحية تركز على الفواكه والخضراوات، وهذا يشمل تناول طعام يضمن الحصول على فيتامينات، وعناصر مغذية كثيرة، للحفاظ على قوة الجسم، واختيار الدهون الصحية، والبروتينات منخفضة الدهون المشبّعة، ومصادر الكربوهيدرات الصحية»، وهنا توضح بعض النقاط التي يجب مراعاتها:
- التركيز على التعافي: الاستمرار في اتّباع نظام غذائي صحي بعد العلاج يمكن أن يساعد على الشفاء، ودعم الصحة على المدى الطويل.
- مراقبة الوزن: من المهم الحفاظ على وزن صحي، حيث يمكن أن يؤثر كل من نقص الوزن، أو البدانة، في عملية التعافي، والصحة العامة.
- الفحوصات المنتظمة: تُعد الاستشارات المنتظمة مع مقدّمي الرعاية الصحية لمراقبة الحالة الصحية والتغذوية أمراً ضرورياً للحفاظ على الرفاهية، بشكل دائم.
تخلص أخصائية التغذية إلى أنه «يجب دمج الأكل الصحي مع الجوانب الأخرى لرعاية مرضى السرطان، بما في ذلك النشاط البدني، والفحوصات الطبية المنتظمة، والدعم العاطفي، ويجب دوماً الحرص على استشارة أخصائيي الرعاية الصحية للحصول على النصائح الطبية الشخصية».