المشي على أصابع القدمين قد يكون علامة على التوحد، أو مشكلة أخرى في النمو. ومع ذلك، فإن المشي على أصابع القدمين شائع أيضا عند الأطفال الصغار جدا، والمشي المستمر على أصابع القدمين ليس دائما علامة على وجود حالة كامنة.
اضطراب طيف التوحد، هو مجموعة من الحالات العصبية التنموية التي تؤثر في قدرة الشخص على التواصل والتفاعل اجتماعيا. وإضافة إلى الأعراض الأخرى، من المألوف أيضا أن يمشي الشخص المصاب بالتوحد على أصابع قدميه.
وعندما نقول المشي على أصابع القدمين فنعني نوعا من أنماط المشي، حيث لا يتصل الكعب بالأرض. وعلى الرغم من شيوع هذا النمط من المشي عند الأطفال الصغار جدا، إلا أن المشي على أصابع القدمين قد يكون أحيانا أحد الأعراض المبكرة للتوحد، إذا استمر بعد سِن 3 سنوات.
ما علاقة المشي على أصابع القدمين بالتوحد؟
نعم، يمكن أن يكون المشي على أصابع القدمين إحدى علامات التوحد. لكن المشي على أصابع القدمين أمر طبيعي أيضا عند الأطفال الذين يتعلمون المشي للتو، وسوف يتغلب عليه معظمهم بحلول السنة الثانية من أعمارهم.
وبالنسبة إلى البعض، فإن المشي المستمر على أصابع القدمين بعد سن الثانية قد يكون علامة على وجود خلل نمو كامن، مثل التوحد. قد يعني المشي على أصابع القدمين أيضا أن طفلك يعاني شدا في أوتار أخيل، أو قد يشير إلى الشلل الدماغي، أو ضمور العضلات. ومع ذلك، فإن المشي المستمر على أصابع القدمين ليس دائما علامة على حالة كامنة.
يمكن أن يكون المشي على أصابع القدمين علامة على التوحد إذا:
- استمر بعد سن الثالثة
- كان مصحوبا بتأخر في النطق
- كان مصحوبا بسلوكات متكررة
- كان مصحوبا بصعوبات اجتماعية
ولا يزال السبب وراء مشي الأطفال المصابين بالتوحد على أصابع أقدامهم في بعض الأحيان، غير معروف، ولكن قد يكون مرتبطا بالاختلافات الأساسية في الاستجابات الحسية التي يراها الخبراء غالبا لدى الأشخاص المصابين بالتوحد.
ما هو نمط مشي المصاب بالتوحد؟
أنماط الحركة غير العادية شائعة لدى الأشخاص المصابين بالتوحد. فإضافة إلى المشي على أصابع القدمين، غالبا ما يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد امتداد واسع، وأطوال خطوات متنوعة في نمط مشيهم.
قد يطور الأطفال المصابون بالتوحد، وبعض البالغين، نمط مشي فريدا، يمكن التعرف إليه من خلال:
- طول خطوة أقل
- زيادة وتيرة المشي أو وتيرة مرتدة
- زيادة التباين في عرض الخطوة
يمكن استخدام استراتيجية الحركة هذه للتعويض عن ضعف العضلات في ركبتي الأشخاص المصابين بالتوحد. كما يمكن أن تؤدي هذه الاختلافات في المشي إلى قلة الاستقرار أثناء الوقوف، أو خلال المشي، وزيادة خطر الإصابات المرتبطة بالسقوط.
العلاج المهني لاختلافات المشي لدى المصابين بالتوحد
يساعد العلاج المهني الأشخاص على تحسين مهاراتهم البدنية، والاجتماعية، والإدراكية، والحركية، اللازمة في المهام اليومية. والهدف من العلاج المهني هو مساعدة الأشخاص على أن يصبحوا أكثر استقلالية، وقادرين على المشاركة في أنشطة مختلفة.
ويمكن أن يساعد العلاج المهني في تطوير المهارات الحركية، وتحسين التوازن، والتنسيق. وقد يستخدم أخصائيو العلاج المهني طرقا مختلفة وعديدة، للمساعدة على تحسين مشاكل المشي لدى مرضى التوحد، بما في ذلك:
برامج التمارين: الهدف من هذه البرامج هو تحسين أنماط المشي، والتنسيق في الحركات. ويمكن أن يشمل ذلك تقوية الأطراف السفلية، وإعادة التدريب على المشي، والتوازن، والتدريب الحسي العميق.
تقنيات التكامل الحسي: يمكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات على تنظيم المدخلات الحسية، وتشجيع الحركة الأكثر كفاءة. وقد تشمل أنشطة أخرى مثل اللمس بالضغط العميق، وتحفيز العصب الدهليزي، والأنشطة الحسية العميقة.
التدخلات السلوكية: يمكن لأخصائيي العلاج المهني استخدام الإشارات البصرية، والإشارات اللفظية، والتعزيزات الإيجابية، لتعزيز سلوك المشي المطلوب.
تمارين وضعية المشي التي يمكن تجربتها في المنزل
قد تشجع بعض التمارين الاستقرار، وتُحسن الوضع للأشخاص المصابين بالتوحد. وتشمل بعض التمارين التي يمكن تجربتها في المنزل ما يلي:
الزحف على طريقة الدب: يمكن أن يطور هذا الوعي بالجسم، ويبني قوة الجذع، ويحسن استقرار الكتف. للقيام بهذا التمرين، ابدأ بوضعية الجسم على أربع، ثم مد اليدين والركبتين قليلا، وازحف للأمام.
المشي بالكعب: يمكن أن يزيد هذا من التوازن والتنسيق بين الأطراف السفلية. يمكن القيام بهذا التمرين على مقعد الجمباز، أو أي لوح ضيق. ضع قدما أمام الأخرى، وامشِ ببطء للأمام ابتداء من الكعب، ثم أصابع القدم.
القفزة النجمية: يمكن أن تعمل تمارين القفز على تحسين الوعي بالجسم، وتقوية الساقين والجذع. وللقيام بهذا التمرين، ابدأ بوضع القرفصاء، مع ثني الركبتين والذراعين، ثم اقفز لأعلى، ومد جميع أطرافك على شكل X، ثم عُد إلى وضع البداية. إذا كان هذا صعبا للغاية، فحاول القفز جانبيا من ساقٍ إلى أخرى.
الوقوف على شكل طائر اللقلق: يمكن أن يحسن هذا التوازن والتنسيق. للقيام بذلك، قف على ساق واحدة لمدة 10 ثوانٍ لكل ساق. لجعل الأمر أكثر تحديا، حاول تحريك الساق الحرة ببطء إلى الأمام، وإلى الجانب، ثم خلف الجسم، من دون لمس الأرض.
يمكن أن تفيد العديد من الأنواع الأخرى من التمارين الأشخاص المصابين بالتوحد، وتحسن وضعيتهم، ووعيهم بالجسم. وتُعد تمارين الجسم الكاملة هي الأفضل للأطفال المصابين بالتوحد، لزيادة القوة، وتحسين الانتباه إلى الجسم. حاول معرفة التمارين التي يستطيع طفلك القيام بها بانتظام، ومن دون إجهاد.
هل المشي على أصابع القدمين أمر سيئ؟
قد يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد قدرا كبيرا من الوصمة الاجتماعية، و«التنمر»، بسبب الاختلافات بينهم وبين الأشخاص العاديين. لذلك قد يكون من المفيد الابتعاد عن إعطاء وظائف الجسم توصيفات أخلاقية، مثل «جيد»، أو «سيئ».
ومع ذلك، إذا أصبح المشي على أصابع القدمين الطريقة الأساسية التي يعتمدها شخص ما للتحرك، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل طويلة الأمد في التوازن، وضعف العضلات، ومشاكل المفاصل.
مراجعة سريعة
قد يكون المشي على أصابع القدمين علامة مبكرة على التوحد، ولكنه شائع أيضا لدى الأطفال الصغار جدا الذين لا يزالون يتعلمون كيفية المشي. وإذا استمر المشي على أصابع القدمين بعد سن 2 أو 3 سنوات، فقد يكون ذلك علامة على خلل في النمو العصبي. ولا يُعد المشي المستمر على أصابع القدمين دائما علامة على وجود حالة كامنة، ولكنه يستدعي تقييما من قبل اختصاصي.
وعندما يرتبط المشي على أصابع القدمين بالتوحد، فعادة ما يكون ذلك مقترنا بأعراض أخرى للتوحد. يمكن للعلاج المهني والتمارين المختلفة في المنزل تحسين المشي، ووضعية الجسم لدى الأطفال، أو البالغين المصابين بالتوحد.
اقرأ أيضا: 9 حقائق مهمة عن اضطراب طيف التوحد