الميلاتونين، وهو مكمل شائع يُروَّج له لمساعدتك على الحصول على قسط من النوم، قد يفيد عينيك أيضاً عندما تكون مستيقظاً. ووفقاً لبحث جديد، قد يساعد الميلاتونين على علاج حالة تسمّى الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، لدى كبار السّن.
بحثت الدراسة في مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 50 عاماً، أو أكثر، بما في ذلك بعض المصابين بالضمور البقعي غير النضحي (الجاف)، وبعضهم لم يكن مصاباً بهذه الحالة. كان لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ في تناول الميلاتونين خطر أقل للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، إذا لم يكونوا مصابين به بالفعل، وتقدم أبطأ إذا كانوا مصابين به.
وعلى الرغم من أن هذه مجرد دراسة واحدة تستخدم بيانات بأثر رجعي، إلا أن بعض الخبراء يجدون النتائج مثيرة للغاية، حيث يمكن لمضاد الأكسدة المحتمل الآخر، الميلاتونين، أن يساعد على منع تطور الضمور البقعي أيضاً.
إليك ما يقوله الخبراء عن الدور المحتمل غير المستغل للميلاتونين لصحة العين.
ما هو التنكّس البقعي المرتبط بالعمر؟
التنكّس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) هو مرض تقدّمي شائع يصيب العين، يمكن أن يعانيه الأشخاص مع تقدمهم في السّن. تسبب هذه الحالة طمس الرؤية المركزية، ما قد يجعل من الصعب القراءة، والقيادة، والتمييز بين الأشياء، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً، أو أكثر.
ويمكن أن يكون AMD إمّا «جافاً» وإمّا «رطباً».. الجاف، وهو النوع الأكثر شيوعاً، ناتج عن ترقّق البقعة بشكل طبيعي مع تقدّمك في السّن، ويتطور عادة ببطء، ولا تظهر أي أعراض في المراحل، المبكرة والمتوسطة، من الإصابة بالمرض، ولكن بمجرد أن تصل إلى المراحل المتأخرة، قد تلاحظ ما يلي:
- عدم وضوح الرؤية
- خطوط متعرّجة أو ملتوية في الرؤية المركزية
- بقع فارغة
- مشاكل في الرؤية في الإضاءة المنخفضة
- تبدو الألوان باهتة
الخبر السّار هو أنه إذا تم اكتشاف الضمور البقعي الجاف مبكراً، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لإبطاء التقدم:
- تناول نظاماً غذائياً مغذّياً
- ممارسة الرياضة بانتظام
- الحصول على فحص سنوي للعين
- تناول مكملات الفيتامينات والمعادن مع مضادات الأكسدة
تاريخياً، لم تكن هناك العديد من خيارات العلاج للضمور البقعي المتأخر. لكن أظهرت الدراسات الحديثة أن المكملات الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة (مثل فيتامين سي، وفيتامين هـ، واللوتين، وزياكسانثين)، والتي تسمى أيضاً تركيبة AREDS2، يمكن أن تساعد على إبطاء التقدم، والحفاظ على الرؤية المركزية لملايين الأشخاص الذين يعيشون مع المرض.
ويقول الأطباء إنه عند تناول تركيبة AREDS2 يومياً، يقل خطر تقدم الحالة بنسبة 25٪ لدى المرضى الذين يعانون الضمور البقعي المتوسط . كما أظهرت الدراسات أن الميلاتونين يقلّل من خطر فقدان الرؤية المركزية بنسبة 19%.
كيف يمكن للميلاتونين أن يحمي من الضمور البقعي المرتبط بالعمر؟
لا يساعد الميلاتونين على تنظيم الإيقاع اليومي فحسب، بل يوفر أيضاً خصائص مضادة للأكسدة يمكن أن تساعد على الحماية من الحالات المرتبطة بالعمر، الناجمة عن الإجهاد التأكسدي، مثل:
- الالتهاب المزمن
- خلل في الجهاز المناعي
- التدهور المعرفي
- الأمراض العصبيّة التنكسيّة (مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر)
وعلى غرار الفيتامينات والمعادن الموجودة في تركيبة AREDS2، يتمتع الميلاتونين بخصائص مضادة للالتهابات، ومضادة لتكوين الأوعية الدموية (ما يعني أنه يبطئ نمو الورم)، وحماية الميتوكوندريا، ما يجعله مرشحاً قوياً لإبطاء تطور وتقدم الضمور البقعي المرتبط بالعمر، (الجاف). قد يكون هذا التحسن جزئياً، لأن الحالة مرتبطة بالالتهاب، والعواقب السلبية للشيخوخة.
ونظراً لأن الضمور البقعي المرتبط بالعمر، ثبت أنه يحدث بسبب الضرر التأكسدي، وتكوين الأوعية الدموية الجديدة في المشيمية، وخلل في موت الخلايا المبرمج في شبكية العين، لذا يفترض العلماء أن الميلاتونين قد يكون قادراً على مواجهة هذه العمليات المرضية الرئيسية، وبالتالي تقليل مخاطر وتطوّر هذه الحالة.
هل تناول الميلاتونين آمن على المدى الطويل؟
يعتبر الميلاتونين، الذي تصنفه إدارة الغذاء والدواء (FDA)، كمكمل غذائي، آمناً لتناوله على المدى الطويل، ولا يرتبط بأي آثار جانبية طويلة المدى. ومع ذلك، هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة قصيرة المدى المرتبطة بالميلاتونين، مثل:
- النعاس
- الصّداع
- الدوخة
- الغثيان
- الأحلام الحيّة أو الكوابيس
- تغيّرات المزاج
وعلى الرغم من أنه قد يكون آمناً نسبياً لتناوله، إلا أنه يلزم إجراء المزيد من الأبحاث حول التأثيرات طويلة المدى لاستخدام الميلاتونين اليومي لتحديد مدى فعاليته بمرور الوقت.
لا توجد توصية بالجرعة المثلى لاستخدام الميلاتونين اليومي، ولكن تبين أن نحو 5-6 ملّيغرامات لكل جرعة هي آمنة. ولأغراض إبطاء الضمور البقعي المرتبط بالعمر، لم تتحكم الدراسة الأخيرة في الجرعة التي تناولها الأشخاص، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المقدار المطلوب ليكون فعالاً لهذا الغرض.
وكما هو الحال دائماً، من الأفضل التحدث إلى الطبيب المختص حول أي مكملات، أو فيتامينات تفكر في تناولها. وإذا كنت قلقاً بشأن صحة عينيك، فيمكن للطبيب أيضاً أن يوصيك بخطوات يجب اتخاذها للمساعدة على تقليل المخاطر، وحماية بصرك مع تقدمك في العمر.
قد يساعد إجراء فحص سنوي للعين، ومواكبة عادات نمط الحياة الداعمة للصحة، وربما تناول بعض مكملات الفيتامينات والمعادن، على منع مشاكل صحة العين المرتبطة بالعمر، مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
مراجعة سريعة
قد تساعد خصائص الميلاتونين المضادة للأكسدة على إبطاء تقدم الضمور البقعي المرتبط بالعمر لدى كبار السّن. ومع ذلك، لم يحدد الباحثون بعد الجرعة المثالية من الميلاتونين لصحة العين.
بشكل عام، يكون استخدام الميلاتونين على المدى الطويل آمناً بجرعات منخفضة بالنسبة لمعظم الأشخاص. ومع ذلك، من المهم دائماً، التحدث إلى طبيب مختص حول أي مكملات تفكر في تناولها.
اقرأ أيضاً: كيف نحافظ على صحة العيون خلال ساعات العمل؟