بات وضع العدسات اللاصقة أمراً مهماً للمساعدة على أداء الأنشطة اليومية، وجعلها أقل إزعاجاً للأشخاص الذين اعتادوا ارتداء النظارات.. ولكن ماذا عن وقت الاستحمام؟ هل العدسات اللاصقة تعرّض صحة عينيك للخطر وأنت تستحم؟
في 18 يوليو، شاركت مؤثرة الإنستغرام، راشيل بروشناو، متابعيها أنها أصيبت بالعمى في إحدى عينيها، العام الماضي، بعد الإصابة بعدوى ناجمة عن الاستحمام وهي تضع العدسات اللاصقة، وكان عليها الخضوع لعملية زرع قرنية لاستعادة بصرها.
وقالت بروشناو إنها أصيبت بالتهاب القرنية بسبب الأميبا، وهي عدوى نادرة، ولكنها خطرة في العين، تسبّبها الأميبا الموجودة عادة في الماء والتربة، أثناء الاستحمام في منزلها بأوستن بولاية تكساس. فحصد منشورها التحذيري للناس من هذه الحالة أكثر من 950.000 إعجاب على إنستغرام.
كتبت آنذاك قائلة «توجد الأميبا في كل مصدر للمياه (باستثناء الماء المغلي). لذا فأنت معرّض للخطر إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة ودخل الماء في عينيك.. كان هذا هو أشدّ ألم يمكنني تخيّله على الإطلاق».
وأضافت في منشورها، أنها تطبّق قواعد النظافة الجيّدة للعدسات اللاصقة، فهي تغسل يديها قبل التعامل مع عدساتها اللاصقة، ولا تنام بها أبداً، وتستبدل علبة عدساتها اللاصقة بشكل متكرر. ومع ذلك، قالت إنها لم يتم تحذيرها من قِبل الأطباء من الاستحمام، أو السباحة، أو الذهاب إلى حوض استحمام ساخن أثناء وضعها عدساتها اللاصقة.
من جهتهم، يقول المتخصصون إنه حتى لو نظفت عدساتها وفقاً للتوصيات، فإن التعرض لمياه الصنبور، والتي يمكن أن تؤوي الأميبا، ربما أدى إلى التلوث. إذ يمكن لهذا الكائن الحي أن يلتصق بسطح العدسة، ويسبب العدوى، بخاصة إذا كان هناك أي ضرر في سطح القرنية، ما يخلق نقطة دخول.
وإليكم ما يقوله أطباء العيون عن المخاطر المرتبطة بوضع العدسات اللاصقة أثناء الاستحمام، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الممارسة إلى التهابات العين، ونصائح أخرى يجب أن يعرفها مرتدو العدسات اللاصقة للحفاظ على صحة أعينهم.
العدسات اللاصقة ومشاكل صحة العين
يمكن أن تحتوي المياه، سواء من الدّش، أو الصنبور، أو حمام السباحة، على كائنات دقيقة ضارة، بما في ذلك الأميبا. ويمكن أن يصاب أي شخص بعدوى العين عندما تدخل هذه المياه الملوثة في عينيه، ما يمكن أن يحدث أثناء الاستحمام، أو السباحة، أو قضاء الوقت في حوض استحمام ساخن، ومرتدو العدسات اللاصقة معرّضون لخطر كبير بشكل خاص.
ويمكن لهذه الكائنات أن تلتصق بالعدسات اللاصقة، ويمكن للعدسة أن تحبسها على القرنية، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. كما تعمل العدسات اللاصقة على تعطيل طبقة الدموع الطبيعية، والتي تساعد عادة على حماية القرنية، ما يجعل العين أكثر عرضة للخطر.
وعندما تدخل الأميبا، أو أي كائن حي ضار آخر، في العين، يمكن أن تسبب التهاب القرنية. والتهاب القرنية هو أكثر عدوى شيوعاً بسبب وضع العدسات اللاصقة، ويحدث عندما تصاب القرنية، النافذة الشفافة على شكل قبّة في العين، بالعدوى. وفي بعض الحالات، يمكن أن يتسبب ذلك بندوب في القرنية، ما يؤثر في الرؤية.
وفي حالة التهاب القرنية بسبب الأميبا، على وجه التحديد، ربما يشعر المصاب بألم شديد، وفقدان للرؤية، وحتى العمى، إذا لم يتم علاج الحالة على الفور، وبشكل مناسب.
إلى جانب الأميبا، يمكن أن يصاب الأشخاص أيضاً بالتهاب القرنية، من بكتيريا مثل بكتيريا الزائفة الزنجارية، التي يمكن العثور عليها أيضاً في التربة والمياه. من الوارد أيضاً أن يصاب شخص ما، بعدوى فطرية في العين من المياه الملوثة، على الرغم من أن هذا نادر جداً.
ومن الممكن أن يصاب الشخص بالتهاب القرنية في أي وقت يستحم فيه؛ ولكن، هناك عوامل معيّنة يمكن أن تؤدي إلى تعرّض العين لخطر الإصابة:
نوع العدسات اللاصقة
قد تكون العدسات الليّنة أكثر عرضة للخطر، حيث إنها قادرة على امتصاص الماء بسهولة أكبر، واحتجاز الكائنات الحية الدقيقة. وقد تكون العدسات اللاصقة اليومية التي تستخدم لمرة واحدة أكثر أماناً من العدسات اللاصقة التي تستخدم كل أسبوعين، أو كل شهر.
مدة وضع العدسات
تزداد المخاطر كلّما طالت مدّة وضع العدسات، بخاصة في بعض البيئات، مثل «الدش»، حيث قد تتلامس مع الكائنات الحية الدقيقة.
جودة المياه
نوعية المياه أمر مهم؛ فالمياه غير المعالَجة، أو المعالَجة بشكل سيئ، من المرجح أن تؤوي كائنات حيّة ضارة.
حالات أخرى مرتبطة بوضع العدسات اللاصقة
إضافة إلى خطر الإصابة بالتهاب القرنية نتيجة الاستحمام، أو السباحة، فإن وضع العدسات اللاصقة قد يرتبط بالعديد من حالات العين الأخرى:
التهاب القرنية الميكروبي أو البكتيري:
عدوى بكتيرية تصيب القرنية، ويمكن أن تؤدي إلى تقرّحات، وندوب، وفقدان البصر. ويمكن أن تنتقل هذه البكتيريا إلى العين من الماء، ولكن أيضاً من العناية غير السليمة بالعدسات اللاصقة.
نقص الأوكسجين في القرنية:
انخفاض الأوكسجين في القرنية بسبب وضع العدسات اللاصقة لفترات طويلة، ما يؤدي إلى التورّم، وعدم الراحة، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
متلازمة جفاف العين:
يمكن أن تؤدي العدسات اللاصقة إلى تفاقم الجفاف، ما يسبب عدم الراحة، والضرر المحتمل لسطح القرنية، وربما تقود هذه الحالات إلى مشاكل صحية دائمة في العين، وفي الحالات الشديدة العمى، إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
الحفاظ على صحة عينيك أثناء وضع العدسات اللاصقة
بشكل عام، تعدّ العدسات اللاصقة أداة آمنة وفعّالة لتصحيح الرؤية، ومع ذلك، لتجنّب التهاب القرنية بسبب الأميبا، وجفاف العين، وغيرهما من المشاكل، من المهم أن يرتديها الناس بأمان، وهذا يعني تجنب هذه العادات الخطرة المحتملة:
- السباحة أو الاستحمام بالعدسات اللاصقة
- النوم بالعدسات اللاصقة
- تنظيف العدسات اللاصقة بماء الصنبور
- إعادة استخدام محلول التنظيف
- وضع العدسات القديمة أو غير الملائمة
ومن الضروري أيضاً غسل يديك قبل التعامل مع العدسات، حيث تمنع الأيدي النظيفة انتقال البكتيريا.
وأهم شيء يمكنك القيام به عند وضع العدسات اللاصقة، سواء كنت مبتدئاً، أو ترتديها منذ فترة طويلة، هو اتّباع التعليمات من طبيبك، ومصنع العدسات اللاصقة، ومصنع محلول العدسات، للتأكد من تنظيف العدسات، وتخزينها بشكل صحيح.
وإذا قمت بتخزين عدساتك في العلبة لفترة طويلة، اقرأ التعليمات لمعرفة ما إذا كان يجب عليك إعادة تطهيرها قبل ارتدائها. ولا ترتدِ عدساتك اللاصقة أبداً إذا تم تخزينها لمدة 30 يوماً، أو أكثر، من دون إعادة تطهيرها.
ويتفق الخبراء أيضاً على أنه من الجيد الالتزام بمواعيد فحص العين. إذ يمكن أن تتشوّه العدسات اللاصقة بمرور الوقت، ويمكن أن يتغيّر شكل قرنيتك. وللتأكد من أن عدساتك مناسبة بشكل صحيح، وأن الوصفة الطبية مناسبة لك، راجع طبيب العيون بانتظام.
إضافة إلى ذلك، إذا لاحظت أيّ أعراض مقلقة، بما في ذلك الاحمرار، أو الألم، أو عدم وضوح الرؤية، فعليك رؤية طبيب العيون على الفور.
وعلى الرغم من أن إخراج العدسات اللاصقة قبل الاستحمام، أو السباحة، قد لا يكون أمراً مريحاً للبعض، إلا أنه خطوة احترازية جيدة للتأكد من أنك تحافظ على صحة عينيك. لا يوجد حل مثالي، ولكن بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم وصفات طبية قوية ويعتمدون على عدساتهم اللاصقة للرؤية، فإن الاحتفاظ بزوج من النظارات الطبية في الحمام للاستخدام المؤقت يمكن أن يكون حلاً جيداً. وبدلاً من ذلك، يمكنهم استخدام العدسات اليومية التي تُستعمل لمرة واحدة، والتخلص منها بعد الاستحمام. وهناك من يختار نظارات استحمام خاصّة مصمّمة لإبعاد الماء.
مراجعة سريعة
ظهرت أخيراً، مؤثرة على إنستغرام تدعى راشيل بروشناو، وهي تحذّر متابعيها من مخاطر الاستحمام بالعدسات اللاصقة.
يمكن أن يؤدي وضع العدسات اللاصقة، أثناء السباحة أو الاستحمام، إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالتهاب القرنية، وهي عدوى نادرة، ولكنها خطرة في العين.
ويبيّن الخبراء أن مرتدي العدسات اللاصقة معرّضون لخطر أكبر للإصابة بهذا الالتهاب، وغيره من مشاكل صحة العين، لذلك من المهم الحرص على نظافة العدسات اللاصقة جيداً.
اقرأ أيضاً: هل تعاني جفاف العين؟ جرّب هذه العلاجات المنزلية