02 سبتمبر 2020

هل يستحق زواجك فرصة ثانية؟

محررة في مجلة كل الأسرة

هل يستحق زواجك فرصة ثانية؟

يؤمن الكثيرون بضرورة منح فرصة جديدة لإصلاح العلاقة قبل أن تصل إلى طريق مسدود، 
لكن ليست كل العلاقات تستحق المحاولة أو المساومة.

«كل الأسرة» سألت المختصين في علوم العلاقات الزوجية والنفسية للتعرف إلى القواعد الأساسية التي تقود نحو اتخاذ القرار الأفضل للأزواج:

يشدد الاستشاري النفسي والاجتماعي سلطان خلفان مبارك سعيد، على ضرورة اتباع سياسة الباب المفتوح بمنح الفرص للزوجين لإنجاح العلاقة إذا ما كان هناك أبناء، لكنه يؤكد وجود خطوط حمراء يجب الوقوف عندها واتخاذ قرار حاسم فيها بعد استنفاد فرص الإصلاح التي يكون لمراكز الإصلاح الأسري أو مراكز الدعم الاجتماعي دور كبير في وضع الحلول وتغيير واقع العلاقة «يجب أن يكون القرار حاسماً لا عودة فيه لدفع الضرر عن الزوجة والأبناء».

الخطوط الحمراء في الزواج

الخطوط الحمراء في الزواج

يمايز سعيد بين ما يمكن أن يستحق عليه الشريك الفرصة الثانية وبين ما لا يستحق «الأخطاء واردة في الحياة الزوجية ويمكن أن تكون الفرصة الثانية والثالثة واردة في الكذب أو حتى الخيانة إذا ما أحس الشريك بالألم والندم، أما إذا كان الخلاف سبباً في تعرض الأبناء والزوجة للخطر هنا يكون دفع الضرر أفضل وتجنب منح فرصة أخرى، مثال ذلك:

  • تعاطي المخدرات 
  • معاقرة الخمر 
  • التطاول على الشريك واستخدام العنف المفرط
  • استغلال الزوجة مادياً وتخلي الزوج عن مسؤولياته

السنوات السبع الأولى هي المقياس 

يركز سعيد على أهمية السنوات السبع الأولى من العلاقة الزوجية والتي يمكن أن يطلق عليها اسم مرحلة الاستكشاف «من المهم أن يتعرف كل طرف إلى طريقة تفكير وأسلوب حياة الطرف الآخر، انحدار كل شخص منهما من بيئة مختلفة يمكن أن يسبب صدمة في طريقة التعاطي مع العقبات، بيد أن مرور ثماني سنوات يكون كافياً للوصول إلى مرحلة الفهم والتنازلات بأن يغض كل منهما الطرف والتدقيق في الأخطاء والتوقف عند العقبات». 
وينصح سعيد باستخدام أسلوب الحوار باختيار الوقت والمكان المناسبين والمشاركة في دورات تدريبية في كيفية التعامل بين الزوجين قبل الزواج وبعده ليتعرف كل شخص إلى حقوق الطرف الآخر لتستمر العلاقة الزوجية بدون خلافات.

هل ينتصر الحب؟

تبين خبيرة العلاقات الزوجية والإنسانية تهاني التري، «التصادم ووجود الخلافات والعقبات يكون أوجها في السنوات الأولى من الزواج حيث إن كل طرف يأتي من عالم مختلف بطباع وعادات وتقاليد قد تكون مختلفة، يمكن الاستفادة منها بالتفاهم وتدارك المشكلات وتجاوزها وغض النظر»، لافتة إلى أن «التدقيق والتعامل بصعوبة يزيد من المشاحنات التي تكون نتيجتها الزعل والخلاف بين الطرفين». 
وتشرح «يعتمد عدد الفرص الممنوحة للشريك على نوع العلاقة، فقد يكون الحب هو الشافع لكل ما يحصل، سيطرة الحب ورغبة كل طرف في استكمال حياته مع شريكه سبباً مقنعاً لتجاوز جميع الخلافات، فتكون الفرص متكررة ويتم الوصول إلى بر الأمان بأقل الخسائر، لكن ذلك لا يعني تجاهل الخلافات الجوهرية التي يمكن أن تكون فيها الفرصة الثانية خاطئة كما هو في حالة الخيانة الزوجية أو استخدام العنف المفرط الذي يوصل العلاقة الزوجية إلى نهاية المطاف سريعاً، لانعكاساتها السلبية على المشاعر والعواطف وما تسببه من بعد وجفاء»، 

تضيف «يمكن أن يصيب الفتور والجفاء والهجر بعض العلاقات الزوجية بعد مدة زواج طويلة، وهنا لا مجال للتسامح حيث إن كل طرف يعتقد أن الطرف الآخر استنفد كل الفرص المتاحة له فلا مزيد من الفرص، بينما يمكن أن يكون العكس عندما يحاول أحد الطرفين منح الطرف الآخر الفرصة تلو الأخرى للحفاظ أطول فترة ممكنة على العلاقة بسبب الأبناء أو حفاظاً على العشرة الطويلة».

تخلص التري «يتعرض كل شخص لمشاعر مختلفة تتنوع بين الغضب والفرح والحزن والاكتئاب والأمل والألم وغيرها من التناقضات، وهنا يجب علينا التعامل مع الطرف الآخر بنوع من الخصوصية حيث إنه شريك الحياة والنصف الآخر الذي اختاره لإكمال مسيرة الحياة معه.. لا يخلو منزل من المشكلات، والنجاح هو في تجاوز التحديات والأخطاء».