2 يناير 2021

د. حسن مدن يكتب: أيهما أكثر كذباً: الرجل أم المرأة؟

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، "يوميات التلصص".

د. حسن مدن يكتب: أيهما أكثر كذباً: الرجل أم المرأة؟

أحمد الله أن نتائج الدراسة التي سأعرض لها تالياً ذهبت إلى أننا، نحن الرجال، أكثر ميلاً للكذب مقارنة بالنساء؛ لأني كنت سأتّهم بالنزعة الذكورية، لو أني عرضت لنتائج عكسية ذهبت إليها هذه الدراسة أو سواها، خلصت إلى أن النساء يفقن الرجال في الكذب.

برأي واضعي الدراسة أن الأمثال الشعبية التي دعت النساء إلى عدم تصديق كلام الرجل باتت مثبتة علمياً، وذلك بعد أن كشفت عن لجوء الرجل إلى الكذب أكثر من المرأة، بل إن كذب الرجال يفوق كذب النساء بنسبة الضعف، ولو وزعنا كذبات النساء والرجال على الأيام، لرأينا، حسب الدراسة، أن الرجال يكذبون مرة كل أربعة أيام، في حين تكذب السيدات مرة كل ثمانية أيام.

وتأتي هذه الدراسة تأكيداً لدراسة بريطانية سابقة قالت إن الرجال يكذبون بمعدل 1092 مرة بالسنة، في حين تكذب النساء 728 كذبة سنوياً، وشملت الدراسة 3000 رجل وامرأة.

في العرض الذي قدّمه علاء جمعة على موقع «دي. دبليو» لمحتويات ونتائج تلك الدراسة فإن واحداً من بين كل عشرة رجال يعتقد أنه يجيد الكذب، وأوضحت الدراسة أن تسعة من بين عشرة أشخاص يعتقدون أنهم يمكنهم كشف الكذب؛ حيث يُعتبر الهروب من التواصل بالعين أكبر وسيلة تفضح الكذب بنسبة 64 %، يليه تأخر الردود بنسبة 50 في المئة.

شيء آخر في الدراسة لصالح المرأة هو أن: 82 % من النساء شعرن بوخز الضمير بعد لجوئهن إلى الكذب، مقابل 70 % من الرجال شعروا بالأمر نفسه.

لدى الرجال تتكرر كذبات من نوع: «هذا الأمر لم أبح به لأية امرأة أخرى»، «يتوجب عليّ العمل مطولاً هذا اليوم»، «هذه المرأة ليست النوع الذي أفضله»، «لا يوجد لدي أي تواصل مع طليقتي أو صديقتي السابقة».

أما أكثر كذبات النساء تكراراً فهي: «لا، أنا لست غاضبة منك»، «الإحساس الذي يتملكني وأنا معك هو الأفضل على الإطلاق»، «سأكون جاهزة بعد دقائق».

وجدت صدقية في وضع قول المرأة: «سأكون جاهزة بعد دقائق»، ضمن الأقوال التي لا يمكن أخذها بجدية، من دون أن يعني أنها تندرج في خانة الكذب بالضرورة، كما يذهب واضعو الدراسة. بالمقارنة مع الرجل تبدو المرأة بالفعل أكثر تأنياً في تحضير نفسها.

لا ينطلق «الكذب» لدى النساء والرجال على حدٍّ سواء من بواعث سيئة بالضرورة، فهو في حالات كثيرة ينمّ عن رغبة في تجنب المشاعر السلبية من الشخص الآخر، أو إثارة غضبه أو إحباطه.

 

مقالات ذات صلة