قد تتقبل الزوجة في زوجها عيوباً كثيرة إلا أن تكون «عيونه زائغة» ودائم النظر للأخريات ومقارنتها بهن، وهي للأسف عادة سيئة لدى بعض الأزواج ينظرون إلى الأخريات حتى لو كانت الزوجة تقف إلى جانبه.
الكثير من الرجال لا يعرفون أن هذه العادة السيئة تؤذي مشاعر المرأة وتشعرها بالإهانة. وقد يتطور الأمر فنجد الزوج مهووساً بالبحث عن الجميلات على مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الرجال والنساء معاً فريسة لكل المغريات. لكن طالما أن الرجل «أبو عيون زائغة» يكتفي بالنظر للأخريات ولم يصل إلى مرحلة الخيانة، فهذا يعني أن المشكلة ما زالت محصورة وبالإمكان السيطرة عليها.
طرحت «كل الأسرة» هذه القضية على عدد من أساتذة الطب النفسي وخبراء العلاقات الأسرية والزوجية وسألتهم: كيف تتعامل الزوجة مع زوجها المحب للنظر إلى للنساء؟
"الزوج «البصباص» لا تستطيع زوجته تحمل تصرفاته مهما تعددت مميزاته الأخرى"
في البداية تؤكد إكرام خليل، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، بالقاهرة أن الرجال ليسوا متشابهين في الطباع والسلوك ولكل إنسان طبيعته وما يتميز به من صفات، البعض قد تكون لديه الشجاعة أن يعبر عن هذه الصفات سواء كانت سلبية أم إيجابية بشكل مباشر وبصورة عفوية، وهناك من يعبر عن ذلك بصورة سرية بمعنى ليس لديه الشجاعة أن يراه الآخرون في تلك الحالة، مبينة أن هذا الأمر ينسحب على الأزواج فبعضهم يكشف نفسه ويبدي إعجابه بجمال امرأة ما مباشرة وبشجاعة قد تكون مؤلمة لزوجته لو كانت بجانبه لحظتها، وهناك من يمارس ذلك سرياً مثل الذين يتزوجون بالسر وغيره، والعكس صحيح. وترى المستشارة الأسرية أن كل فتاة يجب عليها أن تتحرى الدقة في اختيارها منذ البداية، لأن الزوج «البصباص» الذي لا يتوقف عن الالتفاف يميناً ويساراً أثناء خروجه مع زوجته أو منفرداً ويفضل التعامل مع النساء أكثر من الرجال، هذا النوع لا تستطيع زوجته تحمل تصرفاته مهما تعددت مميزاته الأخرى لأن ذلك يسبب لديها المزيد من الفتور العاطفي لأنها ترى أن زوجها لا يقدر ما يراه منها من تصرفات حب واهتمام بالنفس فتتوقف عن الإغداق بمشاعرها تجاهه وتلتفت إلى أمور أخرى في حياتها، كأن تضع همها في الاهتمام بعملها أو تربية الأبناء والاهتمام بمستقبلهم.
1- مناقشة الزوج بهدوء
وتنصح الدكتورة إكرام خليل الزوجات بالتحلي بالصبر والحكمة وتقول «المرأة الحكيمة هي التي تصبر وتتحمل لأن هذا الأمر سوف يتلاشى مع الأيام وبعدها لا يصح إلا الصحيح، فالزوج عندما تمضي به الأيام ويصل لمرحلة عمرية تختفي منه كثير من الصفات التي كان يمارسها فيما مضى من زمن».
وتضيف «يجب أيضاً أن تناقشي زوجك بهدوء ولا تتعصبي ولا تصرخي فقط كوني حازمة وجدية وأخبريه أن هذا التصرف يؤذي مشاعرك ويشعر بالإهانة، وعندها قد يعود إلى رشده ويعمل جاهداً للتخلص من هذه العادة السيئة».
2- حذاري من النكد
ويتفق معها الدكتور أمجد خيري، استشاري الطب النفسي بالقاهرة، في أن الزوج «البصباص» يمكن لزوجته ترويضه وإصلاحه بالاهتمام بنفسها ووزنها وشكلها داخل البيت وخارجه وإشباع زوجها عاطفياً وجسدياً، فلا تكن هي مصدر النكد الأول والأخير عليه وألا تظل منغمسة في حياتها ومسؤولياتها ولا تلتفت لزوجها الذي يبحث عن الحب والمتعة في النظر للأخريات. مشيراً إلى أن روتين الحياة الزوجية والضغوط التي يتعرض لها الزوج في العمل والمنزل وطلبات الأولاد وحدوث ملل في العلاقة الحميمية والشعور بعدم الرضى أو شعوره بعدم القدرة على إرضاء زوجته.. كل ذلك يدفع بعض الرجال إلى الاستسهال للحصول على متعة سهلة بدون بذل مجهود وتدفع بعض الرجال أيضاً للخيانة الإلكترونية أو المحادثات الهاتفية.
3- اهتمام المرأة بنفسها
ويشدد الدكتور أمجد خيري أن الزوجة في بعض الأحوال تكون هي المسؤولة عن اتجاه زوجها لهذا الطريق لأن الفتاة في هذه الأيام تشعر بأنها بمجرد حصولها على بيت وزوج قد أدت وظيفتها وانتهى دورها تجاه حياتها الخاصة وجمالها وأناقتها، وفتحت بذلك صفحة جديدة تشجب خلالها الزوج وتهتم فقط بالأولاد والبيت، ولا يجد الزوج أمامه سوى العلاقات الخارجية لتعويض ما يفقده من اهتمام وحب ودفء داخل بيته. فاهتمام المرأة بنفسها ومحافظتها على جمالها أمر تحتاجه هي قبل أن يتطلبه الرجل ولكن في أحيان كثيرة تنسى المرأة نفسها وتنسى احتياجات الرجل معها.
الراجل «بتاع الستات» لا ينظر إلى المرأة الأجمل من زوجته بل قد تكون زوجته أجمل منها بكثير ولكنه قد يبحث عن المرأة التي تشعره بأهميته
ويحذر الدكتور أمجد خيري من محاولة تقليد الزوجة الأخريات اللاتي ينظر إليهن الزوج، ولا تفتح لنفسها باب المقارنة بينها وبين الأخريات. فالراجل «بتاع الستات» لا ينظر إلى المرأة الأجمل من زوجته بل قد تكون زوجته أجمل منها بكثير ولكنه قد يبحث عن المرأة «الفرفوشة» أو المرأة التي تشعره بأهميته، وقد يكون يشعر بالوحدة نتيجة انشغال الزوجة عنه بالمسؤوليات وقد يكون «عينه زائغة» بلا أي سبب سوى أنه محب للنساء.
4- الثقة في النفس
الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، ترفض إلقاء اللوم على الزوجة في حالة كون زوجها «دونجوانا» ومتعدد العلاقات، وترى أن هناك أسباباً أخرى قد تدفع الزوج للخيانة بخلاف تقصير الزوجة، وأهمها أن يكون الزوج بطبيعته محب للنساء وأن يكون يعاني من برود العلاقة العاطفية بينه وبين زوجته بسبب الروتين والملل وخلافه، وقد يكون طبعا وعادة وليس أكثر وقد يكون ضعف ثقة الزوج بنفسه وعدم نضوجه بالدرجة الكافية وتعويض شعوره بالنقص من خلال مغازلة النساء والإيقاع بهن وهروب الزوج من مشكلاته من خلال الانشغال بالأمور الأخرى ومعاكسة النساء.
وتطالب الدكتورة هبة العيسوي المرأة في حالة كان زوجها محباً للنساء الأخريات أن تثق في نفسها أمام هذا الموقف الصعب وألا تبالغ في سوء الظن ولا تهتم لمجرد نظرات عابرة للجميلات طالما لا تتعدى ذلك فلا تحاسبه عليها و تختلق معه المشكلات. وتقول «ليس هناك مانع أن تذكريه خلال اللحظات الصفاء أنك تلاحظين نظراته وعلاقاته بالآخرين وهذا يؤذيك نفسياً ولكن بلا زعل أو مبالغة في رد الفعل. وفي الوقت نفسه اجتهدي في الحفاظ على صورتك الجميلة المشرقة في عيني زوجك».
5-لا داعي لتضخيم الأمور
ومن جانبه يوضح الدكتور أحمد أبو طالب، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أنه يجب على الزوجة أن تكون على دراية ومعرفة بطريقة تفكير زوجها وما هو الشيء الذي يجعله ينظر إلى امرأة أخرى وألا تبالغ في ردة فعلها على كل نظرة من الرجل للجميلات، فالرجل بطبعه يرغب بالنظر إلى كل ما هو جميل، ولا يجب أن تكوني عنيفة إذا شاهدته ينظر لمجرد جزء من الثانية فهذا أمر طبيعي، ويجب عند مناقشتك له ألا تغضبي أو تصرخي وأخبريه أن هذا التصرف يجرح مشاعرك ويؤثر في علاقتكما.
ويلفت الدكتور أحمد أبو طالب إلى أنه مع مرور الوقت في العلاقة ينشغل الطرفان إما في العمل أو مع الأطفال فيصبح كل طرف في عالمه الخاص بعيداً عن الشريك مما يسبب الكثير من الخلافات إذ يشعر أحد الطرفين أن الآخر أصبح دائم الانشغال لتدارك هذا الخلاف ولابد أن يتفق الطرفان أو يعملان معاً على تخصيص وقت في اليوم لهما فقط إما قبل النوم أو وقت الغداء للتحدث والتقرب لبعضهما البعض.